فضل الصبر على البلاء والمصائب

جدول المحتويات

فضل الصبر على البلاء والمصائب له أجر عظيم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، فالصبر من الدين فلا إيمان لمن لا يملك صفة الصبر، فالصبر هو صفة من صفات الأنبياء، لذلك فانه يجب على المسلم أن يتحلى بهذه الصفة الحميدة، حتى تمكن من مواجهة ما يتعرض له في الحياة من مصائب وابتلاءات.

الصبر

يقصد بالصبر مسك النفس عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، والرضا بقضاء الله وقدره ومجاهدة النفس حتى لا تعود لارتكاب  المعصية، فالصبر صفة من صفات الأنبياء والمرسلين فقد واجهوا العديد من الابتلاءات المصائب من قبل قومهم، وهناك العديد من الآيات التي ذكرت في القران الكريم والتي تدعوا المسلم للتحلي بالصبر،  كما أنها توضح مكانة الصابرين في الدنيا والآخرة، مثال ذلك قوله تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

شاهد أيضًا: فضل قراءة آيتين من سورة البقرة قبل النوم

الصبر على البلاء

يقصد به الصبر على البلاء والرضا بما كتب الله، فالحياة كما بها الحلو فإن أيضًا بها الأمر، لذلك يجب على الإنسان الصبر على كل ما يتعرض له في الحياة بشكل عام، فكل إنسان معرض للإصابة بالبلاء، فقد صبر سيدنا محمد عليه السلام عندما ضايقوه كفار قريش، ولم يصدقوا ما جاء به، كما صبر سيدنا يوسف عليه السلام عندما غدر به إخوته، وكذلك عندما تم وضعه في السجن بسبب كيد النساء، أما سيدنا يونس عليه السلام فصبر على قومه وظل يدعوهم لعبادة الله لعدة سنين، وكذلك صبر سيدنا نوح عليه السلام على قومه وظل يدعوهم لعبادة الله لمئات السنين، أما سيدنا أيوب عليه السلام فقد صبر على المرض الذي أصابه وكذلك على فقدان أولاده والعائلة، فهناك العديد من الأنبياء الذين صبروا على ما أصابهم من بلاء ومصائب.

الطرق المعينة للتحلي بالصبر على البلاء والمصائب

هناك بعض الطرق والوسائل التي تعين المسلم على التحلي بالصبر حتى يتمكن من مواجهة ما يتعرض له من مصائب وبلاء، ومن أهم تلك الطرق هو ما سيتم توضيحه في النقاط التالية:

  • التركيز على ما رزقه الله من نعم في حياته، وعدم التركيز على ما تعرض له أو خسره، فمثلا ينظر الى صحته اذا كان قد خسر ماله أو عمله، وهكذا.
  • النظر الى من هم حوله، فمنهم من لا يجد العمل الذي يعمل فيه، فالحياة ليست دار راحة بل هي دار شقاء وعمل.
  • اليقين التام بأن الجزع والغضب وعدم الصبر على ما ابتلاه الله به لا يحل شيئًا بل سيزيد صعوبة المصيبة التي تعرض لها.
  • الحرص على الحصول على أجر الصابرين بشكل كلي، وذلك من خلال التحلي بالصبر ومعرفة فضله، وقراءة القرآن والكتب الدينية.
  • الجزع وعدم الرضا بما كتبه الله يفتح بابًا للشيطان، فيوسوس له ويجعله يجزع ولا يرضى بما تعرض له من مصيبة أو بلاء.
  • التذكرة الدائمة بأن الله يبتلي من يحب من عباده، وانه ارحم الراحمين، لذلك فإنه لا يكلف النفس فوق طاقتها.

شاهد أيضًا: دعاء البلاء والتخلص من الكرب وأدعية ترفع البلاء وتحجبه عن الإنسان

فضل الصبر على البلاء والمصائب

عندما يتعرف المسلم على فضل الصبر عندما يتعرض للمصائب والابتلاءات فإنه سيرضى بما كتب الله له، وسيصبر على ما يتعرض له، فالله عز وجل يبلي المرء بقدر دينه، وللصبر فضائل عديدة، وفيما يلي سيتم ذكر بعض من تلك الفضائل وهي:

  • الثواب العظيم من الله في الآخرة، قال سفيان الثوري (إنما الأجر على قدر الصبر).
  • يكفر الله بها السيئات ويجزي بها بالحسنات.
  • محبة الله للصابرين، قال تعالى (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
  • ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصبر فقال ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا في فضل الصبر ( من يرد الله به خيرًا يصب منه)، ومعنى يصب من أن الله يبتليه بالمرض أو بغير ذلك ليختبره ويرى هل هو صابر أم لا.
  • الجنة للمسلم الذي يصبر على البلاء، قال سفيان بن عيينة (لم يعط العباد أفضل من الصبر به دخلوا الجنة).
  • بشر الله الصابرين بثلاث بشائر وذلك في قوله تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وأولئك هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
  • تحقيق معية الله للصابرين، فقد قال تعالى (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

أسباب البلاء

عندما يتعرض المسلم للبلاء فانه كثيرًا ما يتساءل عن أسباب هذا الابتلاء، والجدير بالذكر ان الصبر على البلاء والمصائب سببان أساسيان، الى الجانب السبب الرئيسي في حكمة الله وقدره في تعرض المسلم للبلاء والمصائب، وهذان السببان هما ما سيتم ذكره في النقاط التالية:

  • ما يرتكبه المسلم من ذنوب ومعاصي، سواء كانت هذه الذنوب كفر بالله أو مجرد معصية أو كبيرة من الكبائر، فيجزيه الله بالبلاء كعقوبة عاجله له، قال تعالى (وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).
  • رفع درجات المسلم الصابر، فيبتليه الله حتى يصبر ويحصل على اجر الصابرين في الآخرة، فيكتب الله من الفائزين، ويكون بصحبة الأنبياء والصالحين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ).

شاهد أيضًا: دعاء لرفع البلاء ودفع الابتلاءات والمصائب التي تصيب الإنسان وفوائد الدعاء لرفع البلاء

ابتلاء الله لرفع مكانة المسلم في الجنة

إذا كان المسلم حريص على فعل الطاعات والتقرب من الله عز وجل بممارسة العديد من الأعمال الصالحة فإن الله سبحانه وتعالى يبتليه ليرفعه مكانه في الجنة ويعظم أجره ويضاعف له من حسناته، فهذا يكون مكافأة له على صبره على ما أصابه من بلاء أو مصيبة في حياته، فالله يبتلي المسلم بقدر دينه، ودليل ذلك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه

ابتلاء الله للمسلم كعقوبة له من الله

يأتي الابتلاء بشكل كبير بعد ارتكاب المسلم العديد من المعاصي والذنوب التي أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يتجنبوها، لذلك يبتلي الله المسلم بالمرض أو البلاء  حتى يكفر له ذنوبه ويتخلص منها، والجدير بالذكر أنه  ليس بالضرورة أن يكون الابتلاء أو المرض الذي يصيب المسلم هو تكفير لذنوبه، ولكنها تكون لتكفير الذنوب في أغلب الأحيان، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة).

شاهد أيضًا: خمس أحاديث عن الصبر والحلم والعفو والوفاء بالعهد

وبهذا نكون قد انتبهنا من ذكر فضل الصبر على البلاء والمصائب، والذي يتم من خلاله الحصول على الثواب العظيم من الله عز وجل، كما أنها دليل على محبة الله للصابرين، فمن خلالها يكفر الله السيئات ويجزي بها بالحسنات، كما بشر الله الصابرين بثلاث بشائر بأن عليهم صلوات من ربهم، ورحمة، وأولئك هم المهتدون.