جدول المحتويات
هل ترغب في التعرف على فضل سورة يوسف وأسباب نزولها؟ إذا كنت إجابتك بنعم فننصحك بقراءة السطور التالية
بهذا المقال.
فضل سورة يوسف
- أوضح أهل العلم أن جميع الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله لا يوجد بها نص محدد
لفضل سورة يوسف بوجه خاص، بل ورد فضلها في أحاديث شاملة لها ولغيرها من بعض السُّور. - وقد استدلوا على ذلك بما ورد في حديث واثلة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:
(أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين،
وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ). - وتعد سورة يوسف من المئين، ولمزيد من التوضيح إليكم تفسي الحديث السابق وهو كالآتي:
- يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “أُعْطيتُ مَكانَ التَّوْراةِ” بمَعْنى أعْطاني اللهُ بَدَلًا من التَّوْراةِ وما فيها
“السَّبْعَ الطِّوالَ” والتَّوْراةُ هي كِتابُ اللهِ الذي أنزَلَهُ على مُوسى عليه السَّلامُ،
والسَّبعُ الطِّوالُ المُرادُ هُنا سَبعُ سُوَرٍ طِوالٍ كبارٍ مِن البَقَرةِ إلى التَّوبةِ، وقيلَ: المُرادُ: البَقَرةُ،
وآلُ عِمرانَ، والنِّساءُ، والمائدةُ، والأنْعامُ، والأعْرافُ، ويُونُسُ، وقيلَ: المُرادُ: البقرةُ، وآلُ عِمرانَ،
والنِّساءُ، والمائدةُ، والأنْعامُ، والأعْرافُ، والأنْفالُ مع بَراءةَ سورةٌ واحدةٌ، وقد بُيِّنَ فيهِنَّ الأمْثالُ،
والخَبَرُ، والعِبَرُ، والفَرائِضُ، والحُدودُ، والقَصَصُ، والأحْكامُ، “وأُعْطيتُ مَكانَ الزَّبورِ المِئينَ”،
والزَّبورُ هو كِتابُ اللهِ الَّذي أنزَلَهُ على نَبيِّهِ داودَ عليه السَّلامُ، ويُقصَدُ بالمِئينَ
السُّوَرُ الَّتي عَدَدُ آياتِها أكثَرَ من المِئةِ، وقيلَ: أوَّلُها ما يَلي الكَهْفَ لِزَيادةِ كُلٍّ منها على مِئةِ آيةٍ
أو التي فيها القَصَصُ أو غَيرُ ذلِكَ، “وأُعْطيتُ مَكانَ الإنْجيلِ المَثانيَ”،
والإنْجيلُ هو كِتابُ اللهِ الَّذي أنزَلَهُ على نَبيِّهِ عيسى عليه السَّلامُ،
وقيلَ: المَثاني هي السُّوَرُ الَّتي آياتُها مِئةٌ أو أقَلُّ، أو ما عدا السَّبْعَ الطِّوالَ إلى المُفصَّلِ،
وسُمِّيَتْ مَثانيَ؛ لأنَّها أثْنَتِ السَّبْعَ، أو لِكَونِها قَصُرَتْ عنِ المِئينَ وزادتْ على المُفصَّلِ،
أو لأنَّ المِئينَ جُعِلت مَبادِئَ، والَّتي تَليها مَثاني ثُمَّ المُفصَّلُ، وقيلَ غَيرُ ذلِكَ،
وقيلَ: المثاني هي سُورةُ الفاتِحةِ، وسُمِّيَت بذلِكَ؛ لأنَّها سَبعُ آياتٍ، وتُثنَّى في الصَّلاةِ،
وتُكرَّرُ قِراءتُها في كُلِّ ركعةٍ، وقيلَ: لأنَّها استُثنِيَت لهذه الأُمَّةِ فلم تَنزِلْ على أحَدٍ قَبلَها ذُخرًا لها،
“وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ” بمَعْنى زادني اللهُ من فَضلِهِ بأنْ أعْطاني وأنزَلَ عليَّ سُوَرَ المُفصَّلِ،
وهي السُّوَرُ القَصيرةُ من القُرآنِ، وقيلَ: إنَّ مَبدَأَها من الحُجُراتِ إلى آخِرِ القُرآنِ، وقيلَ غَيرُ ذلِكَ .
فضل سورة يوسف للمهموم
- أوضح أهل العلم أن قراءة القرآن الكريم من الأسباب الأساسية لإزاحة الهمّ، وجلاء الحزن.
- ومما يأكد ذلك ما ورد في الدعاء النبوي: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي،
وَذَهَابَ هَمِّي. رواه أحمد، وابن حبان. - كما أوضحوا كذلك أنه لا يوجد مانع في الأصل من قراءة سورة يوسف طلبًا لإزالة الهمّ والحزن،
لأنها من القرآن الذي جعله الله تعالى شفاء لما في الصدور. - ولكن يجب التنبيه على أن التزام قراءة هذا السورة على وجه الخصوص؛
طلبًا لذلك دون ما سواها من سور القرآن، يعد من الأمور التي لم يأتِ بها الشرع. - ومن الجدير بالذكر أيضًا أن كثير من البدع تنشأ في أول أمرها بمثل هذا التخصيص والاستحسان
الذي لم يقصد به فاعله إحداث بدعة، ولم يخطر بباله أن الناس سيعتقدون تلك الخصوصية. - لذا يجب التأكيد أن الشرع لم يرد فيه ما يفيد بأن قراءة سورة يوسف بعينها سبب لتفريج الهمَ دون ما سواها من سور القرآن.
أسباب نزول سورة يوسف
- أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص
قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عمرو بن محمد القرشي
قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد
عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ)
قال: أنزل القرآن على رسول الله r فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو قصصت
فأنزل الله تعالى (الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ) إلى قوله (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ)
الآية فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى (اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً)
قال: كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم. - وقال عون بن عبد الله: مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى
(اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ) الآية قال: ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا:
يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص
فأنزل الله تعالى (نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ)
فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونقترح عليكم الإطلاع على هذا المقال:
سورة يوسف “ما قرأها محزون ٌ إلا سُرِّي عنه”