قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة

قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة فقد كان هناك قبلة قبل الكعبة المشرفة كان يستقبلها النبي صلى الله عليه وسلم والناس من وراءه قبل الكعبة المشرفة، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على هذه القبلة.

قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة

قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة هي بيت المقدس، فقد ظلّ المسلمين طوال العهد المكّي يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، امتثالاً وطاعة لأمر الله تعالى الذي أمر باستقبالها، وجعلها قبلة للصلاة، وفي تلك الفترة الني كان فيها النبي يستقبل بيت المقدس، كان ذلك كلّه تنفيذًا للأمر الإلهي، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم أمنية كبيرة ظلّت تراوده، بأن يتم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرّفة، وذلك لأن الكعبة المشرّفة قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، ولأنها أول بيتٍ وضع للناس، ولحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن تتميّز الأمة الإسلاميّة في عبادتها عن غيرها من الأمم.[1]

شاهد أيضًا: انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام

رغبة النبي بالتوجّه إلى الكعبة

وظلّت أمنية النبي أن تكون الكعبة هي القبلة الأولى للمسلمين، وما كان للنبي أن يخالف لله تعالى أمرًا هو قاطعه، ولكنه استطاع أن يجمع بين رغبته بالتوجّه إلى الكعبة المشرّفة، وعدم مخالفة أمر الله تعالى بالتوجّه إلى بيت المقدس، فكان يُصلي أمام الكعبة المشرّفة ولكن متجهًا إلى الشمال، ففي الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن العباس قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلِّي وهو بمكةَ نَحْوَ بيتِ المقدسِ والكعبةُ بينَ يدَيهِ وبعدما هَاجَرَ إلى المدينةِ سِتَّةَ عَشَرَ شهرًا ثم صُرِفَ إلى الكعبةِ)[2]. [3]

شاهد أيضًا: تم فتح بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام

تحويل القبلة

وبعد أن أذن الله تعالى بالهجرة، ووصل المسلمون إلى المدينة المنورة، وبُنيت المساجد، وشُرع الأذان، والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينسَ أمنيته وهي أن تكون الكعبة المشرّفة قبلة المسلمين الأولى، وكان النبي حزينًا لأنه لا يستطيع استقبال القبلتين معًا كما كان يفعل في مكة المكرّمة، ولكن وفي منتص شهر شعبان، وبعد مرو 16 شهرًا من استقبال النبي والناس لبيت المقدس، نزل جبريل عليه السلام بالوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليزف له البشرى، بأمر الله تعالى بالتوجّه إلى الكعبة المشرّفة، قال تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[4]، وعلى الرغم من انتشار الخبر وذيوعه بين الناس، إلا أنه تأخر عن أهل قباء حتى صلاة الصبح، فجاء رجل لهم وأخبرهم بتحويل القبلة، فتوجّهوا إلى الكعبة من فورهم.[5]

شاهد أيضًا: يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها

الهدف من تحويل القبلة

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على مخالفة أعداء الإسلام حتى في القبلة، فلقد خالفهم في كل شيء، فالخلاف هو أمر عقائدي، وحتى يكون للمسلم شخصيته المتفردة والمميزة، فقد جاءت النصوص واضحة بضرورة مخالفة أعداء الإسلام في كل جانب من جوانب الحياة، وأخيرًا أمرهم بالتوجه إلى اكعبة المشرفة مخالفة لأعداء الدّين، وتحويل القبلة رحمة من الله تعالى بأن جمع الناس في اتجاه واحد، ولو ترك الله تعالى الناس وما يتوجهون لظهر المسلمون مختلفين متفرقين كلٌ له قبلته، وهذا أمرٌ مضحك محزنٌ لا يرضاه رب العالمين لعباده، فأوجد الله تعالى قبلة واحدة تجمع الأمة وتوحّد صفوفها على اختلاف ألوانها وأجناسها ولهجاتها، قبلة واحدة تتجه إليها الأمة في كل مكان وزمان ووقت، فيكون المسلمين جسد واحد، وكيان واحد، متجهين إلى هدف واحد ربهم الله، نبيهم محمد، قبلتهم الكعبة المشرّفة، وهكذا وحّد الله تعالى أمته في الهها ورسولها ودينها وقبلتها.[6]

في نهاية مقالنا تعرفنا على قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة بيت المقدس، فقد ظلّ المسلمين طوال العهد المكّي يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، امتثالاً وطاعة لأمر الله تعالى الذي أمرن باستقبالها.

المراجع

  1. ^
    islamweb.net , تحويل القبلة , 15/02/2022
  2. ^
    مسند احمد , عبدالله بن عباس ،أحمد شاكر ،مسند أحمد ،4/357 ،إسناده صحيح
  3. ^
    islamweb.net , تحويل القبلة , 15/02/2022
  4. ^
    البقرة , 144
  5. ^
    islamweb.net , تحويل القبلة , 15/02/2022
  6. ^
    alukah.net , تحويل القبلة (خطبة) , 15/02/2022
  7. ^
    البقرة , 142
  8. ^
    البقرة , 142
  9. ^
    alukah.net , تحويل القبلة (خطبة) , 15/02/2022