قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه

جدول المحتويات

قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه، حيث إنّ التعاون هم من أهمّ المفاهيم التي حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُوصلها لأصحابه من خلال القدوة، وليس من خلال الكلام فقط، وهنا سيتوقف موقع في كلامٍ له عن أثر التعاون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، وكيف تجسد هذا المعنى في حياتهم، ونحو ذلك من العِبر الأخرى.

مفهوم التعاون في الإسلام

إنّ مفهوم التعاون عظيم في الشريعة الإسلامية، وقد حضّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في القرآن الكريم حين قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،[1] فلا يُمكن لفرد وحده على هذه الأرض أن يتمكّن من تمل أعباء الحياة كلها، بل لا بدّ له من أحد يعينه ويسانده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى”.[2]

شاهد أيضًا: قصة عن حياء عثمان بن عفان للأطفال

قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه

لقد جسدت رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة الكرام رضي الله عنهم أسمى معاني مكرم الأخلاق، وذلك لا يقتصر على مفهوم واحد دون الآخر، وقد تبيّن ذلك من خلال الشجاعة التي جسدها عليه الصلاة والسلام معهم والكرم والمسامحة وطيب المعشر وغيرها من الأخلاق العظيمة، والوقفة في هذا المقال ستكون مع قصص عن تعاونه مع الصحابة رضي الله عنهم، وما يأتي ذكر أهم المواقف التي تجسد ذلك.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الاخلاق والفضائل خامس ابتدائي

قصة تعاون الرسول مع اصحابه في التصدي لقريش

لقد تعاون الصحابة رضي الله عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في التصدي لقريش في المواقف العظيمة، ولم يتخاذلوا عنه، ويبرز ذلك من موقفهم رضي الله عنهم في مكة المكرمة لمّا أبوا أن يعودوا إلى الشرك والضلال، وثبتوا ثباتًا عظيمًا، وكان هذا بمثابة التصدي لحقيقي لقريش الطاغية الذين استعملوا الحديد والنار في سبيل ردّ المسلمين عن إسلامهم.[2]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة والعبر منها

قصة تعاون الرسول مع اصحابه في المؤاخاة

لقد كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بمثابة الضربة القاسية والقضية على مشركي قريش الذين ما استطاعوا تغيير شيء من الأمر، وكان المجتمع جديدًا على مثل ذاك وأهل مكة في فقر؛ لأنّهم تركوا كل شيء وهاجروا، فكانت أسمى تجليات معنى التعاون لمّا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين المكيين والمدنيين، فيُقاسمه ماله وبيته، ويكون عونًا له في غربته، وهنا ظهر التعاون الحقيقي الذي أجلى عن المكيين غربتهم ووحدتهم.[2]

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن خلق من أخلاق الرسول

قصة تعاون الرسول مع اصحابه في حفر الخندق

لقد تآمر القرشيون وبضع من القبائل على إزالة شوكة المسلمين، وعقدوا أمرهم وعزمهم على ذلك، وخرجوا كلهم طالبين المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم في المدينة المنورة، ولم يكن للمسلمين قوة حتى يصدوهم بعد، فاقترح سلمان الفارسي أمرًا كانوا يفعلونه في الحرب عند الفرس، ولم يعرفه العرب وهو أن يحفروا خندقًا عميقًا حول المدينة المنورة، حتى لا يتمكن المحاربون من الوصول إليهم، “فجعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التَّراب على متونهم، ويقولون:[2]

نحن الذين بايعوا محمَّدًا
على الإسلام ما بقينا أبدًا
والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويقول:

اللَّهمَّ إنَّه لا خير إلَّا خير الآخرةْ
فبارك في الأنصار والمهاجرةْ

قصة تعاون الرسول مع اصحابه في بناء المسجد

لقد كانت المدينة بحاجة إلى بناء يدعم الإسلام وأمره، وتوحد صفوف المسلمين والتقائهم، فكانوا في حاجة ماسة إلى المسجد، حتى يكون قاعدة أساسية، ويروي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة بناء المسجد قائلًا ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني النجار:

“يا بني النَّجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلَّا إلى الله، فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خربٌ وفيه نخلٌ، فأمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين، فنُبِشَت، ثمَّ بالخرب فسوِّيت، وبالنَّخل فقطِّع، فصفُّوا النَّخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصَّخر، وهم يرتجزون والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: اللَّهمَّ لا خير إلَّا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة”.[2]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه وذكرنا فيه أهمّ المعاني التي جسدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في التهاون مع أصحابه، وما أثر ذلك في نفوس الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.