قصيدة الفرزدق في زين العابدين

قصيدة الفرزدق في زين العابدين وهي أحد أشهر القصائد التي يتداولها الكثيرون وذكرها العديد من المؤرخين لما فيها من معاني عظيمة ووصف لزين العابدين وشمائله التي أبدعها الفرزدق، لذا فإن يقدم لكم العديد من المعلومات حول هذه القصيدة وسبب قولها ونبذة عن زين العابدين والفرزدق بالإضافة إلى كلمات القصيدة كاملة.

قصيدة الفرزدق في زين العابدين

هناك العديد من القصائد التي نظمت في مدح الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكانت قصيدة الفرزدق في مدحه هي الأشهر من بينهم، حيث قالها في حضور هشام بن عبد الملك بعدما أنهى علي بن الحسين طوافه حول الكعبة المكرمة وتوجه إلى الحجر، وقد سرد هذه القصيدة العديد من علماء المسلمين والمؤرخين في كتبهم لشدة جمالها وإبداعها.

كلمات قصيدة الفرزدق في زين العابدين

تعتبر قَصيدة الفَرزدق، والتي سيقت في مدح زَين العَابدين أحد أشهر قصائد المدح، لذا نقدم لكم كلماتها فيما يأتي:

يا سائلي أين حل الجود والكرم
عندي بيان إذا طلابه قدموا

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والجل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم

هذا الذي أحمد المختار والده
صلى عليه إلهي ما جرى القلم

لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه
لخر يلثم منه ما وطى القدم

هذا علي رسول الله والده
أمست بذور هداه تهتدي الأمم

هذا الذي عمه الطيار جعفر
والمقتول حمزة ليت حبه قسم

هذا ابن سيدة النسوان فاطمة
وابن الوصي الذي في سيفه نقم

إذا رأته قريش قال قائلها
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الخطيم إذا ما جاء يستلم

وليس قولك من هذا؟ بضائره
العرب تعرف من أنكرت والعجم

ينمى إلى ذروة العز التي قصرت
عن نيلها عرب الإسلام والعجم

يغضي حياء ويغضى من مهابته
فما يكلم إلا حين يبتسم

ينجاب نور الدجى عن نور غربته
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم

بكفه خيزران ريحه عبق
من كف أروع في عرنينه شمم

شاهد أيضًا: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته من القائل

من هو الفرزدق

هو أحد أشهر الشعراء العرب النبلاء الأشراف، اسمه الكامل هو الفرزدق بن غالب بن صعصة المجاشعي التميمي، من مواليد 641 ميلادي، عاش في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وقد ذاع صيته في العصر الأموي، وأصبح أشهر شعراء ذلك الزمان، اسمه الحقيقي همام، غير أنه لقب بالفرزدق، وقد كان لقبه الحقيقي أبو فراس، ولكنه اشتهر بالفرزدق بين الناس.

شاهد أيضًا: ما مر ذكرك الا وابتسمت له من القائل

من هو زين العابدين

زين العابدين هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد لقب بزين العابدين وكذلك باسم علي السجاد، ولد في المدينة المنورة في العام 38 هجري، وقد عاصر الكثير من الأحداث الهامة والمؤثرة في التاريخ الإسلامي على طول فترة حياته، كمعركة كربلاء التي فقد فيها أباه الحسين بن علي وأهل بيته من الرجال، وكذلك شهد واقعة الحرة وثورة التوابين وغيرها الكثير من الأحداث الهامة، وقد ظل من أثره العديد من الكتب والقصائد التي تنسب له، كما هنالك مصحف مكتوب بخط يده.

شاهد أيضًا: من هو علي سجادي حسيني

سبب كتابة قصيدة الفرزدق في زين العابدين

قبل أن يتولى هشام بن عبدالملك الخلافة، حج إلى مكة المكرمة، وحاول جاهدًا أن يستلم الحجر الأسود، ولكن كثرة الناس والزحام حوله منعه، ولشدة جهده تم نصب منبر خاص له وأطاف به أهل الشام، وبينما يطوف أقبل على الحرم علي بن الحسين السجاد “زين العابدين” يرتدي إزار ورداء، وعندما بلغ زين العابدين الحجر الأسود ترك له الناس فسحة ليصل إليه فيستلمه احترامًا وإجلالًا له، فقال أحدهم يسأل هشام عن هذا الرجل، فأجاب هشام بن عبدالملك أنه لا يعرفه حتى لا يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق حاضرًا في ذلك الموقف، فقال “أنا أعرفه” وأنشأ القصيدة المعروفة في مدحه “هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.. إلخ”.

شاهد أيضًا: من القائل أخي ما نحن من حزم على ثقة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال قصيدة الفرزدق في زين العابدين حيث أوردنا العديد من التفاصيل حول سبب سرد هذه القصيدة وتعريف بشاعرها وبمن قيلت في حقه بالإضافة إلى كلمات القصيدة.