كان من كبار القراء رضي الله عنه، كان لأصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الدور الأبرز في انتشار الدين الإسلامي فهم الذين وقفوا على جانبه ودافعوا عنه وزادوا عنه بحياتهم، ونشروا تعاليمه ونقلوا كلامه والشريعة منه حتى وصلنا إلى ما وصل إليه الإسلام بعد وفاتهم، وسنتحدث في سطور مقالنا هذا من منصة محتويات عن واحد من كبار القراء حيث سنتحدث عن سيرته الذاتية وإسلامه وعلمه وخدمته للإسلام ومكانته.
كان من كبار القراء رضي الله عنه
الصحابي الذي كان من كبار القراء هو الصحابي عبد الله بن مسعود، وهو صحابي جليل قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم “مَن سرَّهُ أن يَقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنْزِلَ ، فليَقرأهُ علَى قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ” [1] وكان يعني ابن مسعود، فابن مسعود صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث وأحد رواة الحديث وهو من السابقين إلى الإسلام فهو سادس من دخل الإسلام، شهد القبلتين وهاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة المنورة، وهو أول من جهر بقراءة القرآن في مكة وهو صاحب نعلي النبي صلى الله عليه وسلم وسواكه.
شاهد أيضًا: تميز تفسير الصحابة لأسباب منها
معلومات عن عبد الله بن مسعود
سنورد في ما يأتي بعض المعلومات عن عبد الله بن مسعود:[4]
- اسمه عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي حليف بني زهرة.
- كنيته أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري.
- لقبه بن أم عبد.
- ميلاده لم يعرف عام ميلاده بدقة ولكنه ولد في مكة المكرمة.
- وفاته كانت في عام 620م في المدينة المنورة حيث دفن بالبقيع.
- الحروب التي خاضها لإعلاء كلمة الإسلام غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة الخندق وغزوة خيبر وغزوة حنين وفتح مكة.
- زوجته زينب بنت أبي معاوية عبد الله الثقفية.
- إخوته عتبة بن أبي مسعود.
شاهد أيضًا: من هو اخر من مات من الصحابة
إسلام ابن مسعود
كان ابن مسعود من السباقين في دخول الإسلام وعلى الرغم من الاختلاف بين ترتيبه في دخول الإسلام، حيث ذهب البعض بأنه سادس من دخل الإسلام وذهب البعض الآخر أنه أسلم بعد اثنين و عشرين مسلمًا، إلا أن الجميع اجتمع على أن ابن مسعود أسلم قبل أن تصبح دار الأرقم مقرًا لتجمع أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد روى ابن مسعود قصة إسلامه بقوله: ” كنتُ غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبةَ بنِ أبي معيطٍ فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأبو بكرٍ رضِيَ اللهُ تعالَى عنه وقد فرَّا من المشركينَ فقالا: يا غلامُ هل عندَك من لبنٍ تسقيَنا ؟ قلت: إنّي مؤتَمنٌ ولستُ ساقيَكما فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ: هل عندَك من جزعةٍ لم ينزِ عليها الفحلُ ؟ قلت: نعم فأتيتُهما بها فاعتقلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ومسح الضرعَ ودعا فحفلَ الضرعُ، ثم أتاه أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ بصخرةٍ منقعرة ٍفاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكرٍ ثم شربتُ ثم قال للضرعِ اقلُصْ فقلص فأتيته بعد ذلك فقلت: علِّمني من هذا القولِ قال: إنك غلامٌ مُعلمٌ قال: فأخذت من فيه سبعينَ سورةً لا ينازعُني فيها أحدٌ”، وأسلم بعد ذلك ابن مسعود وأمه.
بقي ابن مسعود قريبًا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ملازمًا له، وكان أول من جهر بالقرآن في مكة بعد النبي محمد، تحمل أذى الكفار حتى أذن له النبي بالهجرة إلى الحبشة وعاد إلى مكة قبل هجرته الثانية إلى يثرب، وشارك في غزوات بدر وأحد والخندق وخيبر وحنين وفتح مكة.
بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شارك ابن مسعود في فتح الشام وشارك في معركة اليرموك، وبعد استقرار الأمر في الإسلام عاش في حمص قبل انتقاله إلى الكوفة بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليعلم أهلها أمور دينهم، وبقي فيها حتى وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أمره الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالعودة إلى المدينة المنورة، وبعد عودته إلى المدينة أصيب بمرض في عام 32هـ حيث توفي في ذلك العام رحمه الله.
شاهد أيضًا: منهج الصحابة في تلقي القرآن هو
علمه وخدمته القرآن
كانت ملازمة ابن مسعود للبني صلى الله عليه وسلم سببًا في سعة علومه وتفسيره للقرآن وعلمه بأسباب النزل حيث قال ابن مسعود” والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه”، كما قال عنه الصحابي أبي مسعود الأنصاري ” والله ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ترك أحدًا أعلم بكتاب الله من عبد الله بن مسعود”ابن مسعود سبعين سورة من فم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان وصوته في قراءة القرآن الكريم حسنًا، حيث قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ” من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد”، كما قال صلى الله عليه وسلم “اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ”[2].
شاهد أيضًا: أكثر الصحابة رواية للحديث
مكانة عبد الله ابن مسعود
سنتحدث فيما يأتي عن مكانة ابن مسعود عن كل من:
عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم
حظي ابن مسعود بمنزلة عالية عند سيدنا الرسول حيث قال عنه “لو كنتُ مَؤَمِّرًا عَلَى أُمَّتي أَحَدًا مَنْ غَيْرِ مشورَةً منهم ، لَأَمَّرْتُ عليهم ابنَ أمِّ عبدٍ”[3]، كما قال سيدنا محمد معاتبًا أصدقائه عندما ضحكوا من نحافة ساقيه” ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحد”.
عند الصحابة والتابعين:
أثنى العديد من الصحابة والتابعين على عبد بن مسعود حيث قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” : «كنيف ملئ علمًا، آثرت به أهل القادسية” كمال قال عنه حذيفة بن اليمان “ما أعلم أحدًا أقرب سمةً ولا هديًا ولا دلاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلةً يوم القيامة”، كما قال التابعي مسروق بن الأجدع ” شاممت أصحاب محمد ﷺ، فوجدت علمهم انتهى إلى ستة علي وعمر وعبد الله وزيد وأبي الدرداء وأبي. ثم شاممت الستة، فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله” كما قال عنه أبو وائل شقيق بن سلمة ” ما أعدل بابن مسعود أحدًا”.
شاهد أيضًا: من اشهر المفسرين في عهد الصحابة
وبعد أن شارف مقالنا كان من كبار القراء رضي الله عنه على الانتهاء نكون قد تعرفنا على ابن مسعود من كبار القراء وتعرفنا على سيرته الذاتية وإسلامه وعلمه وخدمته للقرآن ومكانته.
المراجع
- ^
احمد شاكر، أبو بكر الصديق وعمران بن الحصين، الصفحة 1/38، إسناده صحيح , تخريج المسند لشاكر - ^
مسلم، عبدالله بن عمرو، الصفحة 2464، صحيح , صحيح مسلم - ^
الألباني، علي بن أبي طالب، الصفحة 4844، ضعيف جدًا , ضعيف الجامع - ^
islamonline.net , عبد الله ابن مسعود ..”الخفيف” الصادح بالإسلام , 03/05/2022