جدول المحتويات
تعد العقيقة من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم
تعريف وحكم العقيقة وشروطها مع توضيح أفضل وقت لذبحها.. تابعونا.
العقيقة وشروطها
- تعريف العقيقة: هي الذبيحة التي تذبح للمولود، وهي سنة مؤكدة كما ذهب إليه جمهور أهل العلم. لما رواه مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده فليفعل.
- شروط العقيقة: وفيما يتعلق بشروطها فقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل وقت لذبحها،
فقال: الغلام مرتهن بعقيقته، يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه.
رواه أحمد و أصحاب السنن عن سمرة مرفوعا وصححه الترمذي. - أما عن شروط العقيقة للولد والبنت فيمكننا أن نستوضح ذلك مما رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرهم أن يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة.
- وقد أوضح أهل العلم أنه يسن أن تذبح يوم السابع للولادة، فإن لم يكن ففي الرابع عشر
وإلا ففي الحادي والعشرين، وقد استدلوا على ذلك بما أخرجه البيهقي عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشر أو لإحدى وعشرين. - فإن لم يتمكن الأب من الذبح في هذه الأوقات، لضيق الحال أو غير ذلك فله أن يعق بعد ذلك إذا تيسرت حاله،
من غير تحديد بزمن معين. إلا أن المبادرة مع الإمكان أولى. - وينطبق على العقيقة ما ينطبق على الأضحية من شروط السلامة فيجلب ألا تكون عوراء ولا عرجاء ولا جرباء،
ولا مكسورة، ولا ناقصة. - كما يجب أيضًا ألا يجز صوفها، ولا يباع جلدها ولا شيء من لحمها. ويأكل منها، ويتصدق، ويهدي.
- وفيما يتعلق بسن الأضحية فقد أوضح أهل العلم أن شأنها شأن أضحية العيد فإذا كانت من الإبل أن تكون مسنة وهي ما لها خمس سنين، ومن البقر ماله سنتان، ومن المعز ماله سنة، ومن الضأن ماله ستة أشهر،
ولا يجوز أن يكون سنها أقل مما ذكر. - وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به، ولكن من الجائز أيضًا أن يتم
تفريقها بدون طبخ.
العقيقة وشروطها ابن عثيمين
- قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: أن العقيقة سنة مؤكدة ينبغي للقادر عليها أن يقوم بها،
وهي مشروعة في حق الأب خاصة. - كما أوضح فضيلته أنه من المستحب أن تذبح في اليوم السابع من ولادة الطفل،
فإذا ولد في يوم الخميس مثلاً، فإنها تذبح في يوم الأربعاء، وإذا ولد في يوم الأربعاء تذبح في يوم الثلاثاء،
المهم أنها تذبح قبل يوم من اليوم الذي ولد فيه من الأسبوع الثاني. - وقد ذكر الشيخ ذلك؛ لئلا يتعب الإنسان في العدد متى يكون السابع؟
فنقول: السابع هو ما قبل يوم ولادته من الأسبوع الثاني، فإذا ولد كما مثلت في الخميس كان يوم الأربعاء،
وإذا ولد يوم الأربعاء يذهب يوم الثلاثاء، وهلم جرا منه. - بالإضافة لذلك فقد أوضح فضيلته أن العقيقة تكون عن الذكر شاتان متكافئتان؛
أي متقاربتان في الكبر والسمن والوصف، بينما تكون عن الجارية الأنثى شاة واحدة،
وإن اقتصر على شاة واحدة في الذكر حصلت فيها بها السنة، لكن الأكمل شاتان تذبح في اليوم السابع. - ولا بد أن تكون الأضحية على وجه منفع؛ أى أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو ستة عشر بالنسبة إلى الضأن، وسنة إلى الماعز؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إلا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعصر عليكم فتذبحوا جذعة» من الضأن وهذا عام في كل ما يذبح تقرباً إلى الله
عز وجل؛ كالعقيقة والهدي والأضحية. - كما أكد فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ضرورة مراعاة أن تكون سليمة من العيوب المانعة للانتفاع؛
وهي أربعة بيّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل ماذا يتقى من الضحايا؟ فقال:
«أربع وأشار بيده العوراء والبين عورها، والمريضة والبين مرضها، والعرجاء والبين عرجها،
والعجفاء يعني الهزيلة التي لا توكي» أي ليس فيها مخ، وما كان مثل هذه العيوب، فإنه بمنزلتها. - أما كيف تؤكل وتوزع، فإنه يؤكل منها ويهدى ويتصدق، وليس هنالك قدر لازم اتباعه في ذلك،
فيأكل ما تيسر، ويهدي ما تيسر، ويتصدق بما تيسر، وإن شاء جمع عليها أقاربه وأصحابه،
إما في البلد وإما خارج البلد، ولكن في هذه الحال لا بد أن يعطى الفقير منها شيئاً. - كما أوضح فضيلة الشيخ أنه لا حرج أن يطبخها ويوزع هذا الطبخ، أو يوزعها وهي نية، والأمر في هذا واصل،
قلنا: إنها تذبح في اليوم السابع، لكن إذا لم يتيسر فإن العلماء يقولون: تذبح في اليوم الرابع عشر،
فإذا ما تيسر تذبح في اليوم الحادي والعشرين، ثم بعد ذلك لا تعتبر الأسابيع، هكذا قال أهل العلم والأمر في هذا، وأصله لو أنه مثلاً ذبح في الثامن، أو العاشر، أو ما أشبه ذلك أجزأه، لكن الأفضل أن يحافظ على اليوم السابع.
فوائد العقيقة
- قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في فوائد العقيقة ما ملخصه:
- أنها قربان يقرب به عن المولود في أول أوقات خروجه إلى الدنيا.
- كما أنها تفك رهان المولود، فإنه مرتهن بعقيقته حتى يشفع لوالديه.
- أنها فدية يفدى بها المولود كما فدى الله سبحانه إسماعيل بالكبش”.
- وفيها اجتماع الأقارب والأصدقاء في الوليمة.
- وأما حكمة هذه الصنائع من الطعام فهي إشاعة السرور بما تجدد من نعمة الله على صاحبه.