كل من رضي أن يعبد من دون الله فهو

جدول المحتويات

كل من رضي أن يعبد من دون الله فهو ما سنتناوله بالإجابة في السطور القليلة فالعقيدة الإسلامية والقرآن الكريم قد استنكر الكثير من الأشخاص الذين يهاجمون الديانات والرسل، ويعتبرون أنفسهم في منازل الأنبياء ويتشبهون بهم وبكونهم أفضل منهم ومن عبادتهم، وهذا ما سنعرضه بالتفصيل.

كل من رضي أن يعبد من دون الله فهو

كل من رضي أن يعبد من دون الله فهو (الطاغوت)، وهى الإجابة التي عرضها الكثير من العلماء والمتفقهين في أمور الدين وشروحه العامة، ويؤكدون القول على أن الله تعالى واحد لا شريك له، وبهذا الوصف يكون هذا الشخص الذي يحارب كل ما جاء به الأنبياء هو صاحب طغيان وجبروت على الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا: من صفات الكافرين التكذيب وعدم الصلاة والدليل

ما معنى الطاغوت‏؟‏ وعدد الطواغيت؟

يُعد معنى الطاغوت هو العصيان والوصول لمراتب الكفر والخروج عن الحد السليم واتباع الهوى، وهو من الصفات الرئيسية الموجودة في الشيطان فكل طاغوت كافر وعددهم خمسة كالتالي:

  1. ابليس: الذي خرج من عبادة الله عز وجل وعصاه وهو أول الطواغيت.
  2. المرتد: أي الذي ارتد عن عبادة الله عز وجل وذهب للأمر بإرادته وارتضى على الله إلهًا غيره أو معبودًا أخر، فهم طواغيت كما جاء في قوله تعالى: ‏{‏وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة‏:‏ آية 60‏]‏.
  3. المتنبئ بالغيب: وهو الشخص الذي يفت الناس بقوله وبسحره ويدعى أنه يملك كل المعرفة، وإن سئل في شيء غيبي قال أنا أعلم وأنا أعرف الغيبيات فيطلق عليه أيضًا الطاغوت لقوله سبحانه وتعالى: ‏{‏قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة النمل‏:‏ آية 65‏]‏.
  4. مدعي الألوهية: وهو الذي يجر الناس إلى عبادة غير الله أي عبادة البشر أو نفسه أو مخلوق من المخلوقات أو شخصية من الشخصيات، ولهم وجود كبير في العديد من المجتمعات أو أصحاب الطرق القديمة كالصوفية الذين يرجعون الألوهية لأنفسهم، وأنهم الذين يفيدون الناس ويضرونهم، فهم أيضًا طواغيت وسوف يحاسبهم الله حسابًا كبيرًا لأنهم في منزلة الشرك الأعظم من الله تعالى.
  5. الحاكم بخلاف شرع الله‏: ‏الذي يظلم الناس ويعدل العقوبات لنفسه ويدين الأشخاص ويحكم عليهم، فهو طاغوت بقوله تعالى:‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ آية 60‏]‏.

شاهد أيضًا: كم عدد صفات المؤمنين وما هي اركان الايمان بالتفصيل

هل كل من عبد من غير الله طاغوت حتى لو لم تكن العبادة تكفر فاعلها؟ 

أصدرت دار الإفتاء الرأي النهائي في ذلك الأمر بالقول أن أي تعبد وتقرب لغير الله تعالى هو شرك وكفر كبير، والدليل والشواهد على ذلك الأمر متعددة ومنها ما يلي:

  • قال الله تعالى: ” لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…” سورة الإسراء.
  • قال الله  تعالى: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ..”(110) سورة الكهف.
  • يؤكد العلماء على أن الفاعل لو ظل عمره كله يعبد الله ويتقرب منه، وجاء في دقيقة واحدة عصى الله تعالى، فكأنما كان يكفر به من يوم ولدته أمه وهذا ما شدد عليه “العثيمين في التعليق على النونية” بقوله: (لو سجد أحد لغير الله سجدة واحدة كان كافرًا مشركًا).
  • قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
  • قول الله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117].

ختامًا فإن كل من رضي أن يعبد من دون الله فهو (طاغوت) ، وينبغي ألا ينصرف الناس إلى غير عبادة الله عز وجل، فهذا سوف يجعلهم من المطرودين من رحمة الله وسوف يعاقبون أشد العقاب.