كم عدد ركعات قيام الليل

كم عدد ركعات قيام الليل في شهر رمضان المبارك وفي غير شهر رمضان المبارك في صلاة القيام عمومًا، فصلاة قيام الليل مما يواظب عليه عباد الله الصالحين، وفي هذا المقال يتوقف موقع مع بيان عدد ركعات قيام الليل في رمضان وغيره، وأيضًا يتوقف مع بيان كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان، إضافة للوقوف على بعض التفاصيل الأخرى المرتبطة بقيام الليل.

كم عدد ركعات قيام الليل

إنّ عدد ركعات قيام الليل ليس لها عدد معين، فتبدأ من ركعتين وليس لها عدد محدود تنتهي به، فقال العلماء إنّها تبدأ بركعتين حملًا على حديث: “سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”،[1][2] وأمّا باقي العلماء فقالوا إنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلّى بإحدى عشرة ركعة وفي رواية بثلاث عشرة، ولم يصحّ عنه أنّه حدّد حدًّا أعلى لعدد الركعات، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح والتهجد

كم عدد ركعات قيام الليل وكيف نصليها

لقد مرّ آنفًا أنّ عدد ركعات القيام يبدأ بركعتين، ولا ينتهي بعدد معيّن، وكانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ركعة وفي رواية ثلاث عشرة ركعة، وأمّا كيفية صلاتها فهي تُصلى ركعتان ركعتان، يسلّم المسلم من بعد كل ركعتين، ويصلي في الختام الوتر، وأقلّه ركعة كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ”،[4] والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة التراويح مع القيام

أقل عدد ركعات قيام الليل

إنّ أقلّ عدد ركعات قيام الليل هي ركعتان كما قال العلماء؛ وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال إنّ صلاة الليل مثنى مثنى، يعني ركعتين ركعتين، ويسلّم بعد كل ركعتين، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح

هل تكفي ركعتين في قيام الليل

إنّ صلاة قيام الليل هي نافلة، وليست مرتبطة بعدد ركعات معيّن، فيكفي فيها ركعتان حدًّا أدنى، وليس هنالك عدد معيّن لأدائها، بل يُثاب المسلم على ما يصلّي منها، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة قيام الليل ومتى تنتهي

أفضل وقت لِصلاة قيام الليل

قال العلماء إنّ أفضل وقت لصلاة قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل لحديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه: “قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ الَّليلِ أسمعُ قال جوفُ الليلِ الآخرِ فصلِّ ما شئتَ، فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ مكتوبةٌ حتى تُصلِّيَ الصُّبحَ”،[5] ولكن لو وجد الإنسان في نفسه همّة في أوّل الليل بحيث يصلي عددًا أكثر من الركعات، أو يقرأ أكثر فالصلاة له في أول الليل أفضل، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

هل يجوز تقسيم صلاة قيام الليل؟

قال العلماء إنّه لا بأس بتقسيم صلاة قيام الليل، فمثلًا لو صلى بعد العشاء ركعات، ثمّ نام ثمّ استيقظ قبل الفجر، وصلى فإنّ صلاته صحيحة، وقد فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “بِتُّ في بَيْتِ خَالَتي مَيْمُونَةَ بنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَهَا في لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إلى مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَالَ: نَامَ الغُلَيِّمُ أوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ، حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ”،[7] والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

إنّ عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان هو نفسه عددها في أوّل رمضان وفي غير رمضان، فلم يحدد الشرع عددًا معيّنًا لركعات قيام الليل، غير انّ جمهور الفقهاء قالوا إنّ ركعات التراويح في رمضان هي عشرون ركعة، ويستدلون بجمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس على ذلك، ولم يفرّق الفقهاء بين عدد الركعات في العشر الأواخر من رمضان وباقي أيّام الشهر الفضيل، غير أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حثّ الناس على الاجتهاد في العشر الأواخر لوجود ليلة القدر فيها وذلك في أحاديث كثيرة، وبعض المساجد في بلاد المسلمين تقسم الصلاة في هذه الليالي جزأين، الأول بعد العشاء والثاني في الثلث الأخير من الليل، وكل ذلك يسمّى قيامًا، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: هل تكفي صلاة التراويح عن قيام الليل

ماذا يُقرأ في صلاة قيام الليل

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه داوم على قراءة سور بعينها في صلاة القيام، ولكنّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالسور الطوال، يروي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ““صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ، فَقُلتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ المِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلتُ: يُصَلِّي بهَا في رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلتُ: يَرْكَعُ بهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا”،[10] فقال العلماء عنه يُستحب للمسلم الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم بقراءة السور الطوال، فإن لم يكن يحفظ منها فيقرأ ما تيسر من السور القصار، قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قام بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلِينَ ومَنْ قام بمِائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتِينَ ومَنْ قام بألفِ آيةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنطِرينَ”،[11] والله أعلم.[12]

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان

فضل صلاة قيام الليل

لصلاة قيام الليل فضائل كثيرة وردت في الكتاب والسنة، وفيما يأتي وقفة مع شيء منها في الكتاب والسنة:

آيات من القرآن عن قيام الليل

وردت في القرآن الكريم آيات تحث على الصلاة في الليل، ومنها:

• قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩ * تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[13]
• قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.[14]
• قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.[15]
• قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[16]
• قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.[17]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد

أحاديث الرسول عن فضل قيام الليل

• قوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قام بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلِينَ ومَنْ قام بمِائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتِينَ ومَنْ قام بألفِ آيةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنطِرينَ”.[18]
• قوله صلى الله عليه وسلم: “أتاني جبريلٌ، فقال: يا محمدٌ! عشْ ما شئتَ فإنكَ ميتٌ، وأحببْ منْ شئتَ فإنكَ مفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنكَ مجزيٌّ بهِ، واعلمْ أنْ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزَّهُ استغناؤهُ عنِ الناسِ”.[19]
• قوله صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”.[20]
• قوله صلى الله عليه وسلم: “رحِمَ اللهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّت فإن أبَت نضحَ في وجهِها الماءَ رحِمَ اللَّهُ امرأةً قامَت منَ اللَّيلِ فَصلَّت وأيقَظَت زَوجَها فإن أبَى نضَحَت في وجهِهِ الماءَ”.[21]
• قوله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللَّهُ لمن أطعمَ الطَّعامَ وألانَ الكلامَ وتابعَ الصِّيامَ وصلَّى والنَّاسُ نيامٌ”.[22]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات التراويح مع الشفع والوتر

وإلى هنا يكون قد تم مقال كم عدد ركعات قيام الليل بعد الوقوف على عدد الركعات الصحيحة لصلاة قيام الليل، بالإضافة للوقوف على عدد من المسائل المرتبطة بصلاة القيام وعدد ركعاتها في رمضان وغيره.