كم عمر الأضحية من الإبل

كم عمر الأضحية من الإبل؟ وكيف يمكنني تحديد عمرها؟ عند اقتراب عيد الأضحى المبارك تطرأ على أذهاننا أسئلة كثيرة تتعلق بالأضحية، سواء كانت هذه الأضحية من الإبل، أو من البقر أو الغنم، ومن خلال سنجيب على سؤال كم عمر الأضحية من الإبل، كما أننا سنجيب على بعض الأسئلة الأخرى التي تشغل البال في هذه المناسبة السعيدة.

كم عمر الأضحية من الإبل

من نعم الله علينا أنه لم يترك لنا شيئًا قد فرضه علينا كمسلمين، إلا وفصله وبين لنا كل ما هو مطلوب وما هو متاح ومباح، وما هو ممنوع، حتى لا نسرف في أمرنا، أو أن يفسر كل شخص الأمور وفق هواه.

فقد بين لنا الله جميع الأحكام التي تخصنا، إما من القرآن الكريم، أو من السنة المشرفة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور التي بينها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هو العمر الذي يمكن فيه ذبح الأضحية وتكون مقبولة.

حيث أنه قد ذكر في حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأضحية يجب أن تكون مسنة أي بلغت العمر المسموح به للذبح وإذا قلت عن هذا العمر لا يعتد بها كأضحية.

لكن قبل عرض الحديث الخاص بعمر الأضحية وشرحه، سنجيب على سؤال كم عمر الأضحية من الإبل، فقد تم تحديد عمر الأضحية من الإبل بأنها يجب أن تكون قد أتمت 5 سنوات.

اقرأ أيضًا: شروط الذبح الأضحية

حديث وجوب ذبح الإبل المسنة

ففي حديث جابر بن عبد الله عن رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم

لا تذبحوا إلا مُسِنَّةً إلا أن يَعْسُرَ عليكم، فتذبحوا جَذَعَةً من الضأن

فمن خلال عرضنا وإجاباتنا عن سؤال كم عمر الأضحية من الإبل،  سنعلم أن المحدّث لهذا الحديث هو الإمام مسلم، ومصدر الحديث صحيح مسلم، ويوضح لنا هذا الحديث أن سن الأضحية الواجب أن تذبح فيه من السُنة المشّرفة، كما حثنا الرسول عليه أضل الصلاة والسلام، ففي هذا الحديث يوضح لنا النبي أنه لا يجوز ذبح الأضاحي التي لم تبلغ السن المفروض للذبح، وهي الثنية من الغنم أو الإبل، أو الأبقار، فالثنية من الإبل هي ما أتمت خمس سنوات من عمرها، أما الثنية من الأبقار فهي التي أتمت سنتان من عمرها ودخلت عامها الثالث.

كما ينهانا الرسول عن ذبح الجذعة من الضأن إلا في حالة واحدة، والمقصود بالجذعة هي الغنم التي بلغت ستة أشهر من عمرها، والثنية من الغنم هي التي بلغت السنة من عمرها، وفي الحديث أمر بعدم ذبح الأضاحي أي كانت من الأبل أو الأبقار أو الأغنام إلا المسنة، أي التي بلغت السن المفروض للذبح، وفي حال عدم وجود المسنة يتم التضحية بالجذعة من الضأن.

أوضح الحديث أيضًا أن الجذعة تكون من الضأن، أي الأغنام فقط، ولا يجوز أن تكون الجذعة من الأبقار أو من الإبل، وتم التصريح بالجذعة من الضأن في حالة صعوبة العثور على المسنة من الإبل أو الأبقار أو الغنم، فتكون الأضحية الجذعة من الغنم فقط.

كيفية تحديد عمر الإبل

الإبل والأغنام والأبقار، وأغلب الماشية يتم تحديد أعمارها عن طريق أسنانها، وبالنسبة للإبل في كل مرحلة عمرية تظهر مجموعة من القواطع، أو الأضراس أو الطواحن.

فللتعرف على الإبل التي بلغت من عمرها خمس سنوات يكون الفك العلوي لا يحتوي على قواطع وسطية، كما أنه لا يحتوي على قواطع جانبية، ويحتوي على قواطع ركنية مستديمة.

أما الناب في الفك العلوي فيكون لبني وليس مستديم، وإذا انتقلنا إلى الأضراس، فيكون الزوج الأول من الأضراس هو أضراس لبنية أيضًا وليست مستديمة، أما الأضراس في الزوج الثاني، والزوج الثالث فهي أضراس مستديمة.

نذهب بعد ذلك إلى الطواحن في الفك العلوي للجمل، والتي تتكون من ثلاثة أزواج، فعندما يتم الجمل الخمس سنوات تكون الأزواج الثلاثة للطواحن في الفك العلوي هي طواحن مستديمة.

بعد ذلك ننتقل إلى الفك السفلي الذي يحتوي على زوجين من القواطع المستديمة، كما أن الزوج الثالث من القواطع تكون قواطع لبنية، أما الناب السفلي فهو لبني وليس مستديم.

كما أن الزوج الأول من الأضراس في الفك السفلي تكون لبنية، والزوج الثاني من الأضراس تكون فيه الأضراس مستديمة، ولا يحتوي الفك السفلي على الزوج الثالث من الأضراس.

أما الطواحن في الجمل الذي بلغ خمس سنوات في فكه السفلي تكون الأزواج الثلاثة طواحن مستديمة.

اقرأ أيضًا: سنن عيد الأضحى

أيهما أفضل في الأضحية الإبل أم الغنم؟

في إطار عرض إجابة سؤال كم عمر الأضحية من الإبل، فبشكلٍ عام… يمكن التضحية بالإبل، أو بالأبقار، أو بالأغنام، لكن من حيث الأفضلية فيقول العلماء أنه من الأفضل التضحية بالأغنام، لأن الثابت عن الرسول عليه الصلاة والسلام، أنه كان يضحي بكبشين أملحين، لكن من يضحي بالإبل أو البقر فلا يوجد حرج في ذلك.

كم عدد من يشترك في الأضحية؟

بالنسبة للأبقار أو الإبل أو ما يطلق عليها البدنة، والبدنة هي الناقة أو البعير الذي تم تسمينهما، فيشترك فيهم سبعة أشخاص، وقد قال الإمام بن قدامة وتجزئ البدنة عن سبعة، وكذلك البقرة وهذا قول أكثر أهل العلم. روي ذلك عن علي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وعائشة رضي الله عنهم، وبه قال عطاء وطاوس وسالم والحسن وعمرو بن دينار والثوري والأوزاعي والشافعي وأبو ثور

ففي قول العلّامة بن قدامة تأكيد على أن الإبل والأبقار يشترك فيها سبعة أشخاص، ودلل على ذلك بذكره لأسماء العديد من الصحابة، عائشة رضي اله عنها زوجة الرسول، وغيرهم ممن رجحوا القول بأن الإبل والأبقار يشترك فيها سبعة.

لكن يوجد حديث آخر صحيح رواه عبد الله بن عباس، ومحدثّه الألباني، ومصدره صحيح بن ماجة فيقول

كنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ في سفرٍ، فحضرَ الأضحى، فاشترَكنا في الجزورِ عن عشرةٍ، والبقرةِ عن سبعةٍ.”

في هذا الحديث يروي لنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه كان في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وحضر وقت عيد الأضحى أثناء سفرهم، فاشتركوا في جزور، والجزور هو البعير أو الناقة، وكانوا يشتركون عشرة أفراد في الجزور، أما البقرة فكان يشترك فيها سبعة.

فبهذا الحديث يمكن الأخذ بالقولين فكلاهما صحيح ولا حرج، فمن أرادوا أن يكونوا سبعة في الجزور فلا مانع، ومن أرادوا أن يشتركوا عشرة في الجزور فلا حرج في ذلك، لكن البقر الثابت والصحيح هو أن يشترك فيها سبعة فقط.

اقرأ أيضًا: على من تجب الأضحية

الوضوء عند أكل لحم الإبل

يجب أن ينتبه من يريد أن يضحي بالإبل لأمر مهم قد ورد في حديث صحيح عن رسول الله، فراوي الحديث هو جابر بن سمرة، والمحدّث الإمام مسلم، ومصدره صحيح مسلم، ففي الحديث…

أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أأَتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الغَنَمِ؟ قالَ: إنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وإنْ شِئْتَ فلا تَوَضَّأْ قالَ أتَوَضَّأُ مِن لُحُومِ الإبِلِ؟ قالَ: نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِن لُحُومِ الإبِلِ قالَ: أُصَلِّي في مَرَابِضِ الغَنَمِ؟ قالَ: نَعَمْ قالَ: أُصَلِّي في مَبَارِكِ الإبِلِ؟ قالَ: لَا.”

ففي هذا الحديث يروي لنا جابر بن سمرة أن رجلًا سأل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عن الوضوء عند أكل لحم الغنم، فترك النبي له الخيار، إن شاء توضأ، وإن شاء لم يفعل، لكن عندما سأله عن الإبل وهل يتوضأ عند أكل لحومها، فأجابه النبي بأنه يجب أن يتوضأ عند الأكل من لحم الإبل.

سأله الرجل أيضًا عن الصلاة في مرابض الغنم، وهي الأماكن التي تبيت فيها الأغنام، فقال له نعم، أي أنه يمكن أن يصلي في أماكن مبيت الغنم.

ثم سأل عن مبارك الإبل، وهي الأماكن التي تجلس فيها الإبل، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم لا، أي أنه لا يجوز الصلاة في مَبارك الإبل، وقيل إن سبب هذا الرفض أن الإبل شديدة النفور، فيمكن أن يلحق المصلي الأذى أو الضرر.

قيل أيضًا أن بسبب هذا القلق لن يتحقق الخشوع في الصلاة خوفًا من تسببها في هلاكه، وقيل إن مبارك الجِمال موضع للأقذار والروائح الكريهة النتنة، فأي كان السبب فيجب علينا أن ننتهي عما نهانا عنه رسول الله.

ماذا أفعل بجلد الأضحية؟

من الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، ماذا أفعل بجلد الأضحية، فجاءت الإجابة، أن جلد الأضحية جزء منها، لا يجوز أن يأخذه الجزار كما يفعل الكثير، ولا يجوز بيعه وأخذ ثمنه، كما أنه لا يجوز إتلافه أو التخلص منه.

لكن المفروض، إما أن يحتفظ به المضّحي، أو أن يتصدق به، وتوجد جمعيات خيرية كثيرة في وقتنا الحاضر تقوم بجمع جلود الأضاحي، أما في حالة تعذر كل هذه الأمور، وهذا يحدث لمن يعيشون في الدول الغربية، فيجوز له في هذه الحالة أن يبعها ثم يتصدق بثمنها ولا يأخذ منه شيئًا.

أحكام الأضحية

بما أن حديثنا هو عن الأضاحي، وبعدما أجبنا عن سؤال كم عمر الأضحية من الإبل، فمن المناسب أن نذكر بعض الأمور والأحكام عن الأضحية وذلك للتذكرة، فالأضحية واجبة على المسلم الذي يتيسر له المال لشراء الأضحية، ومن شروطها أن يكون الشخص موسر لا يرهق نفسه أو يستدين كي يضّحي.

أما وقت ذبح الأضحية فيبدأ من يوم العاشر من ذي الحجة بعد صلاة العيد، وهو يوم النحر للحجيج، ويستمر وقت الذبح حتى الثالث عشر من ذي الحجة، وهو رابع أيام العيد قبل غروب الشمس.

من الشروط التي يجب أخذها في الاعتبار أن الأضحية لها عمر محدد، فالغنم يجب أن تكون بلغت من العمر عامًا، أما الأبقار فيجب أن تكون أتمت عامين ودخلت في عامها الثالث، أما الإبل فتكون قد تمت الخمس سنوات.

يفضل أن يقوم بذبح الأضحية بنفسه، أو أن يقوم بإهراق الدم ويقوم الجزار بباقي الأمر كالسلخ والتقطيع، فإن لم يستطع فلا حرج، لكن يجب أن يكون واقفًا على أضحيته، وأن يقول:

بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك وإليك، اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي

أما عند توزيع الأضحية فيكون من المستحب أن تقسم إلى ثلاثة أقسام، فثلث لأهل بيته، وثلث للجيران والأصدقاء، والثلث الأخير يتم التصدق به على فقراء المسلمين.

اقرأ أيضًا: حكم الاضحية في عيد الاضحى

بهذا نكون قد أجبنا على سؤال كم عمر الأضحية من الإبل، فقد أجبنا على هذا السؤال بالتفصيل من السنة النبوية، كما أننا ذكرنا كيفية التعرف على عمر الإبل عند تمام بلوغها الخمسة أعوام، وبعض الأسئلة والأحكام التي تخص الإبل والأضاحي بشكل عام.