إنّ كيفية صلاة التهجد بالتفصيل يُمكننا الوُصول إليها وتَعريفها في البَحث بالسيرة النبويّة للرسول المُصطفى صلوات ربّي وسلامه عليه حيث روى الصحابة الكِرام كثير من الأحاديث التي تؤكّد أنّه قد أدّى تلك الصّلاة، ممّا يستوجب أن نقوم على أداءها بذات الطريقة، لإنّه القائل :صلّوا كما رأيتموني أصلّي، فهو قدوتنا وطريقنا الذي نصل فيه إلى الله، وعبر يُمكن لزوّارنا الكِرام أن يتعرّفوا على صلاة التهجد في السيرة النبوية وعلى الطريقة الصحيحة في صلاة التهجد كاملة.
كيفية صلاة التهجد بالتفصيل
إنّ صلاة التهجّد هي إحدى الصّلوات التي سنّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمُسلمين، وهي من الصَلوات المُباركة التي يتقرّب بها العبدُ المُسلم من الله، وهي ذاتها صلاة القيام إلَّا أنّها تختلف بكونها الصَّلاة التي تأتي بعد غفوة، فلا يجوز للمُسلم أن يُصلّيها على الفور، وإنّما يأخذ استراحة صغيرة من النّوم ثمّ يقوم على أداءها، فينوي المُسلم في نومه أن يستيقظ لأداء صلاة التهجد، فإن لم يستيقظ كتبَ له الأجر عنها، وتتم وفق شريعة رسول الله بالآتي: [1]
- يقوم المُسلم على أداء صلاة التهجّد بعد الاستيقاظ والوضوء وذلك بالحدّ الأدنى من الركعات وما شاء الله له أن يُصلّي، وفق ما جاء في السيرة النبوية، فقد صلّاها الرّسول بعدد مختلف من الركعات في مرّات متعدّدة، وفيما ورد ذكره عن الآيات القرآنية التي يمكن للمصلي قراءتها في الصلاة فهما آيتين من سورة البقرة أو أن يقرأ سورة الإخلاص.
- تبدأ صلاة التهجّد بتكبيرة الإحرام، حيث يقوم المُسلم باتّجاه الكعبة المشرّفة، ويتوجّها بالشّكل الطبيعي للصلوات العاديّة، ثمّ يعزم على النيّة بأداء صلاة التهجّد ثمّ يُكبّر تكبيرة الإحرام ويدخل في الصّلاة.
- مع الركعة الأولى للمُسلم، يقوم المصلي بقراءة سورة الفاتحة، وما تيّسر خلفها من القرآن الكريم، فيجوز له الإطالة أو التقصير، وقد ورد عن بعض السّلف الصّالح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة المزمل مع سورة الإخلاص في الركعة الأولى.
- يُفترض على المُصلّي أن يركع بعد ذلك حانيًا ظهره ويقول، سبحان ربي العظيم ثلاثًا ثمَّ يقوم بعد ذلك ويرفع رأسه من الركوع ويقول: سمع الله لمن حمده، ثمّ يسجد المُسلم بعد ذلك، على سبعة ويقول: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا، ثمَّ يرفع المُسلم رأسه من السجود قائلًا الله أكبر، وبذلك تكون انتهت الركعة الأولى.
- يبدأ المُسلم بعد ذلك بالركعة الثانية، فيقرأ ما تيسّر له من القرآن الكريم، وقد راح كثير من العلماء والمشايخ إلى أنَّ الأفضل هو قراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية من صلاة التهجد، ثمَّ يقوم بالمُسلم بالرّكوع بعد ذلك قائلًا: سبحان ربي العظيم، ليقوم بعد ذلك ويرتفع رأسه من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمد ومن ثمَّ بعد ذلك يهوي ساجدًا وهو يقول: سبحان ربي الأعلى ثلاثًا.
- يجلس المُسلم بعد الانتهاء الرّكعة الثَّانية ويقوم على قراءة التشهد والصلوات الإبراهيمية، ثمَّ يُسلم بعد ذلك، ويلتفت لليمين، وهو يقول: السلام عليكم ورحمة الله وعلى اليسار كذلك.
شاهد أيضًا: عبارات وصور عن صلاة التهجد والقيام في رمضان 2022
كم عدد ركعات صلاة التهجد
إنّ عدد ركعات صلاة التهجد عند أئمة المُسلمين مختلف عليه وفق المذاهب الأربعة، حيث رأى كثير من العلماء شيئًا فيها، ويتم الاستناد في ذلك على عدد من الأدلة، وجاءت التفسيرات وفق الآتي: [2]
- القول عند المالكية: إنّ العدد الأقل لصلاة التهجّد هو ركعتين وفق جمهور المالكيّة والعدد الأكبر لعدد ركعات هذه الصّلاة هو عشرة ركع أو اثنا عشر ركعة مع أهميّة إرفاق تلك الصّلاة بركعة وتر واحدة، وقد أشاروا في أنّ هذا العدد هو الذي جاء عن رسول الله في صلواته التي أدّاها.
- القول عند الحنفية: رأى جمهور الحنفيّة أنّ أقل عدد ركعات صلاة التهجّد هو اثنان وأكثره ثمانية ركعات، وقد تمّ الاستناد في ذلك على تأكيد أو همام، وأشار في أنَّ هذا العدد في صلاة التهجّد ورد عن النبي المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم.
- القول عند الحنابلة: أشار أهل المذهب الحنبلي أنّ صلاة التهجّد هي من صلوات النوافل ، وفي ذلك تبدأ مع ركعتين في أقل تقدير، ويجاوز للمُسلم أن يختار العدد الذي يرغب به منها، فقد رُوي عنهم القول في التهجّد أنّ: “الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر”.
- القول عند الشافعية: إنّ القول عند الشافعية هو الاتفاق مع الحنابلة في تحديد عدد ركعات صلاة التهجد وهو عدم تحديد عدد معيّن لتلك الصّلاة، وكان التفسير في ذلك أنّها من صلوات النوافل التي يجوز للمُسلم أن يُصليّها بالعدد الذي يرغب به.
شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة التهجد في الحرم المكي
كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
إنّ عدد ركعات صلاة التهجّد مختلف عليه بين علماء وأئمة المذاهب الفقهية في الإسلام، حيث اتفقّ العلماء على أنّ أقل عدد ركعات لصلاة التهجد هو ركعتان، بالاستناد على ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد كان يقوم على أداء هذه الصّلاة ركعتين ركعتين ويقوم على ختام هذه الصّلاة بركعة الوتر ، فهي من صلوات النوافل التي لا يُشترط عدد مُحدّد من الركعات أو لها عدد محدد من الركع لا يجوز تجاوزه أو إنقاصه، إلّا أنّ القول الرّاجح في صلاة التهجّد هو أن يقوم المُسلم بأداءها وفق ما جاءت به سيرة الرسول المصطفى، حيث قام على تلك الصّلاة بعدد إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة في الأيّام العادية ولم يُروى أنّه قد زادَ عن ذلك في شهر رمضان، إلّا أنّه كان يزيد من عدد الركعات فقط في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، وقد تمّ الاستناد في ذلك على الحديث النبوي الذي رُي عن رسول الله، وجاء فيه:
“كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ – أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ – قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” [3]
ما هو الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح
تتفّق كل من صلاة التهجد وصلاة التراويح وصلاة قيام الليل في كونها من صلوات السُنن التي يتم أداءها في الليل، وهي من صلوات النوافل التي سنّها رسول الله، فهي غير مفروضة، وتُصلّى بعد الفروض، وجاءت أبرز أوجه الخلاف وفق الآتي:
- صلاة قيام الليل: هي صلاة سنّها رسول الله للناس، حيث يتم أداءها بعد العشاء في أي وقت من أوقات الليل وحتّى طلوع الفجر، وهي من الصلوات الأشهر ليلًا ويصح أداءها في جميع المَواسم بذات الإسم، وهي من الصلوات التي غالبًا ما تُصلّى في المنزل بشكل فردي.
- صلاة التراويح: هي إحدى صلوات النوافل التي يتم أداءها مع شهر رمضان، وقد قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أدائه جماعةً في هذا الشّهر المُبارك، وصلّى خلفه النّاس إلّا أنّه قد تركها لاحقًا كي لا يختلط الحكم الشّرع فيها على النّاس، فيتم اعتمادها كفريضة، ليقوم بعد ذلك الخليفة عمر ابن الخطّاب على اعتمادها من جديد في فترة خلافته، وهي من الصلوات التي يجوز أداؤها بشكل فردي في المنزل، ويجوز أداؤها في المسجد مع الجماعة.
- صلاة التهجد: إنّ صلاة التهجّد هي ما يقوم المُسلم على أدائه من صلاة قيام الليل، وذلك بعد أن يستيقظ من النوم، فصلاة التهجد هي الصلاة التي يتم أداؤها بعد أن يستريح المُسلم من نهاره بالنوم بعد العشاء، ليستيقظ بعد تلك النومة لأداء الصّلاة، ويُفضّل لهذه الصّلاة أن تكون في الثلث الأخير من الليل.
إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا ف يه الحديث حول كيفية صلاة التهجد بالتفصيل وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال ليتعرّف المُتابع على صلاة التهجّد وعلى طريقة أداء صلاة التهجّد وفق ما أداها رسول الله، لنختم أخيرًا مع أدعية التهجد من السنة النبويّة.
المراجع
- ^
almaktaba.org , طريقة صلاة التهجد , 14/04/2022 - ^
dorar.net , كيفيفة صلاة التهجد وحكمها - ^
صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم : 7442 | خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه]