جدول المحتويات
لماذا سميت السنه القمريه الهجريه بهذا الاسم من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، إذ يحتفل المسلمون في طليعة عام السنة الهجرية، والتي تُصادف اليوم الأول من شهر محرم، وفي هذا اليوم تُعلن الكثير من دول المساحة العربية الإسلامية العُطلة المعترف بها رسميًا، وتُنهض الاحتفالات التي تتمثل بتوزيع الحلوى، وسرد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يتبادل المسلمون بهذا اليوم المعايدات، ويتمنّون لبعضهم استمرار الصحة والعافية، إضافة لإقامة العبادات الدينيّة المختلفة، كإقامة الصلاة وتقديم الصدقات.
تعاقب الأيام والسنين
يجمع بين التعديل القمري الأشهر الهجرية التي وضعها العرب وعرفوها، واعتادوا فوقها، إذ تبدأ السنة الهجرية بالشهر الحرام، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي القعدة، وشهر ذي الحجة، ويحسم تعداد أيام الأشهر القمرية في التعديل الهجري دورة القمر بشأن الأرض، صرح الله عزّ وجلّ: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعلَموا عَدَدَ السِّنينَ وَالحِسابَ)، ويصل عدد أيام الأشهر القمرية من تسعةٍ وعشرين يوماً إلى ثلاثين يوماً، ولا يزيد على هذا، والفرق بين عدد السنة القمرية والسنة الميلادية برفع واحد من عشر يوماً في العام الميلادية، ولذلك فإنّ إمكانية التقاء السنة الهجرية مع السنة الميلادية منعدمةً في أي يوم من أيامهما، وهذا نتيجة لـ الفارق الزمني بينهما، إلا أنّ الاستفسار الجاري عن دافع نسبة السنة القمرية للهجرة النبوية.
لماذا سميت السنه القمريه الهجريه بهذا الاسم
سميت السنة القمرية بهذا الاسم لحدوث الهجرة النبوية، حيث ينسب المؤرخون تسمية التعديل الهجري بذلك الاسم للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله سبحانه وتعالى عنه، وهذا بعدما استشار الصحابة الكرام في تسمية السنة القمرية، ورأيهم بشأن الحدث الأفضل بنسبته إليها، وسكنّ رأيهم على نسبة السنة القمرية لحدث الهجرة النبوية.
وقد كان بعضهم قد اقترح اعتماد مولد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وبعضهم اقترح وقع البعثة النبوية وهبوط الوحي، وغير هذا، وقد كان اختيار الهجرة النبوية له دلالاتٌ جوهريةٌ، لعلّ أهمها هو وجوب تميّز الأمّة عن غيرها من الشعوب، ثمّ بما تحمله واقعة هجرة النبي صلّى الله فوقه وسلّم من مكة إلى البلدة من ضرورةٍ كبرى في تاريخ السيرة النبوية، إذ تمخضت عن علوّ شأن الإسلام وعزّ المسلمين.
وقد كان قيام جمهورية للمسلمين حيث يحتفلون بهذه المناسبة، وأمّا بداية السنة الهجرية بشهر محرم؛ فقد كان المسلمون يلتقون في هذا الوقت تحديدًا بمكة المكرمة، إذ أنها أشهر شعيرة فريضة الحجّ، ثمّ ينصرفون منها في الشهر الحرام، مثلما كان الولاة في الأمصار يجعلون من واقعة شعيرة فريضة الحجّ إمكانية للالتقاء بخليفة المسلمين، ليتشاورون بشأن قضايا الأمة، وقد كان من العوامل المباشرة التي دعت عمر بن الخطاب رضي الله سبحانه وتعالى عنه إلى استعجال الحسم في تلك الأمر في العام السابعة عشر من الهجرة أنّ أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر يسأله عن الكتب التي تصلهم في المناطق الإسلامية ولم يكن هنالك تأريخاً محدّداً؛ فكان اختيار الهجرة كونها وقعٌ سيتم به بيان الحقّ والباطل.[1]
سبب تسمية الأشهر الهجرية
لم سميت السنه القمريه الهجريه بهذا الاسم سيتم استكمال الإجابة على هذا السؤال، فقد أتى عن ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره نقلاً عن الإمام السّخاوي أنّ تسمية الأشهُر القمرية بأسمائها يعاود عدّة عوامل، وبينما يجيء خطاب هذا:
- الأشهر الحرم: أتى اسمه من كونه شهراً محرّماً، وتسميته بمحرّم تأكيداً لحرمته، حيث إنّ العرب كانت تمنعه عاماً، وتحلّه عاماً آخراً.
- شهر صفر: نسبة إلى خلوّ ديارهم ومساكنهم من بينهم؛ لخروجهم في الأسفار وغيرها، ويُصرح في لغة العرب: صَفِرَتْ الديار؛ إذا خلتْ من سكّانها.
- شهر ربِيع الأوّل: نسبةً إلى ما كانوا يفعلونه في فصل الربيع، ويسمّى الارتباع، ويُغرض به الإقامة في عمارة الرّبيع، وربيع الآخر مثل ربيع الأوّل في الوصف.
- شهر جُمادى: لأنّ الماء يجمد في أيامه ولياليه، وشهرا جمادى يؤنّثا ويذكّرا؛ فيقال: جمادى الأولى وشهر جمادى الآخرة.
- شهر رجب: مأخوذ من التّرجيب؛ أي: التّكبير.
- شهر شعبان: نسبة إلى تفرّق القبائل وتشعّبها في الغارة.
- شهر رمضان: من جرّة الحرّ، ويُصرح: رمضت الفصال؛ أي: أصابها العطش.
- شهر شوّال: شوّال لدى العرب نسبةً إلى الإبل وقتما تشيل بأذنابها للطّراق.
- شهر ذي القعدة: بفتح القاف وكسرها، نسبةً إلى قعودهم في أيامه عن السفر ومقابلة العدوّ.
- شهر الحِجّة: نسبةً إلى معيشتهم شعائر شعيرة فريضة الحجّ في أيامه.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال في راس السنة الهجرية
دور المسلمين في إحياء العمل بالتاريخ الهجري
في حدود عدم تواجد تأريخ كميات وفيرة من المسلمين على كافّة المعدلات للتاريخ الهجري؛ فإنّه يتوجّب الاحساس بواجب الجميع باتجاه إرجاع إحياء البحث بالتاريخ الهجري، واعتماده في كافّة الميادين، ومن وسائط تقصي هذا:[2]
- تذكير الناس بأنّ الزمان الماضي الهجري متعلقٌ بشكل أكثر من الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مثل: الزكاة؛ فحولان الحول إشتراطٌ في وجوبها، والصيام متعلقٌ برؤية هلال شهر رمضان، ومناسك شعيرة فريضة الحجّ لها ارتباطٌ وثيقٌ بأشهر شوال، وذي القعدة، وذي شعيرة فريضة الحجّة، مثلما إنّ عدّة المرأة التي مات عنها قرينها متعلقةٌ بالأشهر القمرية من إذ حساب مدّتها.
- التذكير بموعد الإنجاب بالتاريخ الهجري، وإشاعة هذا بين الناس، ووجوب ربط مواقيت المناسبات والمقابلات بالتاريخ الهجري.
- إحياء المناسبات والوقائع الدينية؛ مثل: الغزوات وغيرها، وتذكير الناس بمواعيدها وتاريخها الهجري، مثلما يجب استثمار المناسبات التي لها ضرورةً خاصةً في تاريخ المسلمين وسيرتهم في تدعيم إحياء الزمان الماضي الهجري، ومن أمثلة هذا: يوم عاشوراء، وواقعة الإسراء والمعراج، ويوم يوم عرفات، وقصة تغيير القِبلة.
- إحياء واقعة الهجرة النبويّة إلى المدينة المنورة، حيث الهجرة التي ارتبط اسمها بتاريخ السنة القمرية تعدّ واقعةً غيّرت مسار التارخ، مثلما تعدّ علامة فارقة في تاريخ السيرة النبوية؛ فأقيمت جمهورية الإسلام بشدة تسندها بعدماْ كانت حقّاً مستباح الحِمى في مكة المكرمة.
- مطالبة الأبوين والمربّين بتناول ضرورة الزمان الماضي الهجري بين الأولاد، وصعود وعيهم بشأن ضرورة التّمسك بذلك الزمان الماضي، وبيان إشارة ارتباطه بحدث الهجرة النبوية الشريفة.
- مطالبة الهيئات الدعوية والتربوية والمؤسسات الرسمية والشركات المخصصة بأنْ تؤسّس تعاملاتها وخططها الزمنية بحسب الزمان الماضي الهجري.
- مناشدة الشركات التعليمية والمدارس إلى اعتماد الزمان الماضي الهجري في الأساسً في الروزنامة للمواعيد المخصصة ببدء الدوام والامتحانات.
لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم
يتعلق اسم الزمان الماضي الميلاديّ بميلاد السيد المسيح عليه أفضل السلام، إذ استعمل ذلك الزمان الماضي واحد من الرهبان الأقباط إبتداءاً من السنة التي يُعتقد أنّها مولد النبي عيسى عليه أفضل السلام، ويدعى التعديل الميلادي بالتعديل الغريغوري (بالإنجليزية: Gregorian)، والتعديل الجديد، وفي الاستخدامات العامة يُدعى بالتاريخ الشمسي، وفي سنة 1582م أفصح البابا غريغوريوس الـثالث عشر عن ذلك التعديل بمثابته واحد من الإصلاحات التي حدثت للتعديل اليولياني.
وترجع نشأة الزمان الماضي الميلاديّ إلى زمن الرومان، إذ كانوا يعتمدون على استعمال التعديل القمريّ حتى سنة 45 ق.م، وقد كان شهر مارس طليعة السنة، ووصل عدد أيام السنة 354 يوماً، وأكمل الرومان شهراً واحداً كلّ سنتين؛ وهذا حتى تتّفق أيام السنة مع فصول السنة الأربعة، إلا أن إضافة ذلك الشهر إلى السنة أدّى إلى حدوث مشكلات ونزاعات سياسية عديدة.[3]
أجبنا في هذا المقال على سؤال: لم سميت السنه القمريه الهجريه بهذا الاسم ؟ وتبيّن أن الاسم يعود للهجرة النبوية الشريفة، وأن أول من أنشأ هذه التسمية هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.