لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن

جدول المحتويات

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن، فَيوم القِيامة هو اليوم الذي يرجع فيه الناس إلى ربهم، فيحاسبهم على إيمانهم أو كفرهم، ويجازيهم إما بالجنة أو بالنار، وهذا اليوم من أعظم الأيام التي ذكرت في القرآن الكريم بعدة أسماء تدل على صفاته الحقيقية الغيبية التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، وعبر موقع سوف نتعرف على أحد اسماء يوم القيامة في القران، وسبب تسميته.

ما هو يوم التغابن

من حيث المعنى الفقهي، يوم التغابن هو اسم من أسماء يَوم القِيامة التي ذكرت في القرآن الكريم في السورة التي سميت بهذا الاسم وهي سورة التّغابن، إذ قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ، وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[1]، وفي هذه الآية قال العلماء إن الله تعالى سمى هذا اليوم باسمين، يَوم الجَمع ويَوم التّغابن.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة التغابن بهذا الاسم

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن

سمي يوم القيامة بيوم التغابن؛ لأنه اليوم الذي يغبن فيه أهل الجنة أهل النار، ففي هذا اليوم يفوت الحظ ويندم الإنسان ساعة لا ينفع الندم، فيشعر بالسوء عندما يرى أهل الجنة يدخلونها وهو ذاهب إلى النار، فيغبن بعضهم بعضاً، وقال القرطبي عن تفسير ذلك في كتاب تفسير القرطبي: “وسمي يوم القيامة يوم التغابن؛ لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار، أي أن أهل الجنة أخذوا الجنة، وأخذ أهل النار على طريق المبادلة، فوقع الغبن لأجل مبادلتهم الخير بالشر، والجيد بالرديء، والنعيم بالعذاب “، وقال الإمام الشنقيطي في تفسيرها: “كل إنسان له مكان في الجنة ومكان في النار، فإذا دخل أهل النار بقيت أماكنهم في الجنة، وإذا دخل أهل الجنة بقيت أماكنهم في النار، وهناك تكون منازل أهل الجنة في النار لأهل النار، ومنازل أهل النار في الجنة لأهل الجنة يتوارثونها عنهم، فيكون الغبن الأليم، وهو استبدال مكان في النار، بمكان في الجنة”، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًامن هو حامل لواء الحمد يوم القيامة

ما معنى كلمة التغابن

في اللغة العربية، التغابن مشتقة من الفعل غبن، فيقال غبن في البيع، أي غلبه أو نقصه أو خدعه، كما تحمل كلمة “التَّغَابُن” العديد من المعاني، وإنما المعنى الحقيقي لها هو التخادع أو الخداع، فيقال تَغابن الناس بعضهم على بعض، أي تخادعون على بعض، ويقال تغابنوا في السوق، أي تخادعون وغبن بعضهم بعضاً، ومن المعاني الأخرى، يقال غبن رأيه، أي نقص منه أو قل ذكاء الشخص الذي تطلق عليه هذه الصفة، وغبن موعد السفر، أي أخطأ به أو غفل عنه، وأما في الاصطلاح الفقهي، فهي صفة لأهل الجنة والنار الذين يغبنون بعضهم البعض، وهناك سورة قرآنية بهذا الاسم، كما أن التغابنْ هو أحد أسماء يَوم القِيامة.[2]

شاهد أيضًا: من هم السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة

معنى التغابن عند الشيعة

هناك عدة معاني لكلمة التّغابن وفق ما قال علماء الشيعة، وتفضي إلى أخذ شيء وترك شيء آخر، كَأخذ الخير من الشيء وترك الشر منه أو العكس، فالمؤمن مثلاً يترك حظه من الدنيا فيكون بذلك الخير، ويأخذ حظه من الآخرة فيكون بذلك ترك الشر، وفي معنى آخر للتغابن لديهم، نقل عن بعض علمائهم أن التّغابن يشير إلى تضرر طرفي هذه المعاملة، ويشمل هذا الظالم ومن أعانه على الظلم اللذان يقع عليهما الضرر في الدنيا، ولا يتنبهاْ لهذا الضرر إلا في الآخرة، وفي اللغة العربية، قيل أن التّغابن هو الإجحاف وبروز الضرر والخداع وما نحو ذلك.

شاهد أيضًا: ما هي اسماء يوم القيامة في القران

لماذا سمي يوم القيامة بيوم الجمع

سمي يوم القيامة بيوم الجمع نسبة إلى الحدث الذي يحدث في هذا اليوم من تجميع للناس بانتظار الحساب، فمعنى هذا الاسم ينطوي على معنى الكلمة بحد ذاتها، فالجمع في اللغة العربية هو كلمة مشتقة من الفعل جَمع، أي ضم عدة أشياء مع بعضها البعض، وفي الاصطلاح الفقهي، فهي دلالة على جمع الناس بانتظار الحساب، لينبؤهم بمكانهم في الآخرة إن كان في الجنة أو النار، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِى ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى ٱلسَّعِيرِ}[3]، وقد ذكر هذا الاسم في أكثر من آية وأكثر من سورة في القرآن الكريم، كمل ورد مع اسم التّغابن في آية واحدة كما في سورة التّغابن.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن، والذي تعرفنا من خلاله على معنى هذا الاسم وَسبب استخدامه في القرآن الكريم، كما تعرفنا على معناه عند الشيعة وسبب تسمية يوم القيامة بيوم الجمع.