ما اسم ناقة الرسول .. قصة ناقة الرسول

ما اسم ناقة الرسول هو الموضوع الّذي سيتضمّنه هذا المقال، أمّا النّاقة فهي أنثى الإبل، وتكون عظيمة الهيئة والشّكل، وقد ذُكرت في مواضع عديدة في القرآن الكريم، فهي المعجزة الّتي أُرسلت لقوم ثمود الّذين دعاهم النّبيّ صالح عليه السّلام ولم يستجيبوا له وأمرهم بأن لايقربوا النّاقة، ثمّ أهلكهم الله لكفرهم وعقرهم لها، وفي هذا المقال سنتحدّث عن اسم ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،وقصّة هذه النّاقة مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[1]

رسول الله عليه الصلاة والسلام

إن الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، قد أحبّوا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام حبّاً عظيماً، وقد كانوا يؤثرونه على أهلهم وأولادهم وأموالهم، وكان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يبادلهم نفس المحبّة والمودّة، وليس من الغريب حبّ الصّحابة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالغريب والعجيب هو حبّ المخلوقات الأخرى للرّسول وهي لا تعقل فأحبّه الشّجر والحجر والحيوان والجمادات، وكان تعبير هذه المخلوقات عن حبّها للرّسول معجزاتٌ بعينها.

ومن بعض قصص الحبّ العجيبة أن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجلس في المسجد ويستند إلى جذع نخلةٍ موضوعٍ في المسجد، فجاء أحد النّاس للرّسول وقد صنع له منبراً ليخاطب النّاس منه، وعندما جلس عليه الرّسول ليخطب بالنّاس، فإذا بالجذع يخور كالثّور من شدّة حنينه وشوقه للرّسول عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فنزل إليه الرّسول وضمّه حتّى سكن الجذع، كما توجد الكثير والكثير من القصص المشابهة فقد رزق الله تعالى جميع مخلوقات الكون حبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ومن الحيوانات التي كان يقتنيها الرسول هي الناقة فما اسم ناقة الرسول .[2]

ما اسم ناقة الرسول

تعدّدت الأسماء والألقاب للنّاقة الّتي كان يمتلكها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وقد ذكر المؤرّخون أنّ النّاقة قد اشتهرت باسم القصواء، ومعنى القصواء أي ما قُصّ من طرف أذن الجمل أو الشّاة، لكنّ ناقة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لم يكن بها شيءٌ من ذلك، وقد كان مجرد لقب و اسم، كما ذكر ابن إسحاق أنّ اسم ناقة الرسول هو الجدعاء، والجدعاء اسم مأخوذٌ من الجدع وهو القطع من الأذن أو الشّفّة أو الأنف، أي أنّ القصواء والجدعاء لهما نفس المعنى.[3]

وذُكِر في بعض الرّوايات أنّ ناقة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان اسمها العضباء وكانت قويّةً وسريعةّ حتّى ظنّ الصّحابة من شدّة سرعتها، أنّ لا أحد يستطيع أن يغلبها، حتّى جاء أعرابيٌّ يركب إبلاً بكراً فسبقها، فحزن الصّحابة كما جاء في الحديث الشّريف، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:” كانت ناقةٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُسمَّى العَضْباءَ، وكانت لا تُسبَقُ، فجاءَ أعرابيٌّ على قَعودٍ له فسَبَقَها، فشَقَّ ذلك على المُسلِمينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، سُبِقَتِ العَضْباءُ، فلمَّا رَأى ما في وُجوهِهم قال: إنَّ حَقًّا على اللهِ عزَّ وجلَّ ألَّا يَرفَعَ منَ الدُّنيا شيئًا إلَّا وَضَعَه”،[4] والله ورسوله أعلم.[5]

قصة ناقة الرسول

بعد الخوض في إجابة سؤال ما اسم ناقة الرسول كان لا بد من الحديث عن قصّة ناقته صلّى الله عليه وسلّم، فيوم أذِن الله للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بالهجرة إلى المدينة جاء أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه إلى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وقد ساق إليه ناقتين كان قد ابتاعهما من بني قشيرٍ بثمانِ مائة درهم، فأعطى للنّبيّ واحدةً فأبى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أخذها إلّا بثمنها، فاشتراها منه وركبها أثناء الهجرة.

وقد شهدت هذه النّاقة معجزات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الّتي حدثت في طريقهم للمدينة كمعجزة غار ثورٍ وغيرها، وسمّيت هذه النّاقة بالقصواء كما ذكر سابقاً، وعند وصول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى المدينة تركها لأمر ربّها تسوق نفسها حتّى بركت في أرض الغلامين اليتيمين، حيث بنى مسجد المدينة في موضع جلوسها، وعاشت هذه النّاقة بعد وفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام حتّى عهد خلافة أبي بكرٍ الصّدّيق وماتت وهي مرسلةٌ في أرض البقيع وهي ترعى.[6]

رفق الرسول بالحيوانات

إنّ ذكر اسم ناقة الرسول يقتضي الحديث عن رفقه بالحيوانات، فالرّسول صلّى الله عليه وسلّم كان ذو مرحمةٍ، وكان هديه عليه الصّلاة والسّلام يجمع بين الرّفق بمخلوقات الله ومنفعة النّاس من هذه المخلوقات، فحقّق توازناً بينهما، فقد أمر النّاس بالرّفق بالحيوانات، ونهى عن تعذيبها أو تجويعها أو حبسها، لكنّه لم ينهى عن صيدها بشكلٍ كلّيٍّ لكي لا يكون منعاً لتلبية متطلّبات الغذاء والمعيشة عند الانسان، كما نهى أيضاً عن لعن الحيوانات وجعلها أهدافاً للرّمي عليها، وقد نهى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أن يفرّق الإنسان حيواناً عن صغاره.

وقد أمر النّبيّ بالإحسان إلى البهائم ورعايتها ومعاملتها بالرّفق واللّين، ومن صور رحمة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بالحيوانات أنّه أمر بالإحسان للبهائم عند ذبحها كما منع أن تُحدّ أداة الذّبح أمامها، إنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قد شملت رحمته جميع مخلوقات الكون ولم تقتصر على الإنسان فقط لأنّه نبيّ الرّحمة عليه أفضل الصّلاة والسّلام قال الله تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}،[7] وهو ما كان من رفق الرسول بالحيوانات.[8]

مقتنيات الرسول عليه الصلاة والسلام من الدواب

كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يملك دواباً غير ناقته القصواء، قد ذكرها ابن القيّم منها أنّه كانت له بغلةٌ اسمها فضّة قد أهداها له فروة الجذاميّ وأخرى كان اسمها دلدل، وهذه قد أخذها من بعده عليُّ رضي الله عنه، كما كان أيضاً يملك حماراً يقال له عفير قد أُهدي للنّبيّ من قبل ملك القبط، وفي يوم بدرٍ قد غنم الرّسول جملاً مهريّاّ كان لأبي جهلٍ ، وكذلك كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يملك مائة شاةٍ وسبعةً من الأعنز.[9]

ما اسم ناقة الرسول مقالٌ تمّت الإجابة به عن هذا السّؤال وذلك بذكر أسماء النّاقة ، وقد ورد فيه أيضاً قصّة ناقة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، كما ذكر فيه أيضاً صور رحمة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ورفقه بالحيوانات وبعضاً من قصص حبّ المخلوقات للرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك جاء فيه ذكر ناقة النّبيّ صالح الّتي أُرسلت لثمود كما ورد ذكر بعض الدّواب الّتي امتلكها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم خلال حياته.