ما صحة حديث بسم الله تربة ارضنا هو أمر سنقوم ببيانه وتوضيحه من خلال سطور هذا المقال، فإنَّ الأحاديث النبوية الشريفة هي من أهم المصادر التي تُرشدنا إلى الطريق السليم والنهج الصحيح في حياتنا، وتُعلّمنا كيفية التعامل مع أمور الدين والدنياـ ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على بيان مدى صحّة رواية حديث بسم الله تربة أرضنا، كما سنذكر شرحه، وصحّة التداوي بالريق والتراب.
ما صحة حديث بسم الله تربة ارضنا
إنَّ حديث بسم الله تربة أرضنا هو من الأحاديث الصحيحة والثابتة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم التي صححها البخاري في صحيحه، فقد ورد في رواية عن عائشة أم المؤمنين أنَّها قالت: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يقولُ لِلْمَرِيضِ: باسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا”[1]، وكذلك فقد أكَّد ابن حبان على صحَّة هذا الحديث في صحيحه، وهو حديث يذكر أحد الرُقى الشرعية التي كان يستخدمها الرسول مع المريض.[2]
شرح حديث بسم الله تربة أرضنا
بيَّن لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من خلال سنّته الكريمة وأحاديثه الشريفة طريقة الرُقية الشرعية الصحيحة، وأكَّد على أن تكون من آيات القرآن الكريم أو ما صحَّ من الأدعية الشريفة عنه، ومن هذه الادعية ما ورد ذكره في هذا الحديث الشريف، فكان الرسول يبل سبابته بريقه ثم يضعها على الأرض والتربة، ومن ثم يضعها على الجرح ومكان القرحة، وإنَّ ذلك يشفي المريض من هذه القرحة بإذن الله تعالى، والله أعلم.
صحة التداوي بالريق والتراب
إنَّ الحديث الشريف السابق يُشير إلى أحد السُبل التي استخدمها الرسول الكريم والتي تُساعد في شفاء المريض من القروح والجروح وآلاماها، فإذا كان الإنسان مريضًا بمثل هذه الأمراض لا حرج على المؤمن من استخدام هذا الدعاء وهذه الرقية بنفس الطريقة التي بينَّها رسول الله من خلال الريق والتراب وبذات الخطوات، بالإضافة إلى ما ورد عنه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنَّه أمر بإخراج المادة الرديئة من مكان القيح والورم بشقها، فنرى من خلال سنَّة الرسول الشريفة صحّة التداوي بالرقى الشرعية والريق والتراب وعدم تحريم ذلك، بالإضافة إلى الأخذ بالأسباب والعمل على علاج القروح بشكل طبي من خلال إخراج ما فيها من مواد سيئة متوكلًا بذلك على الله تعالى، والله أعلم.[3]
الحكمة من قول بسم الله تربة أرضنا على الجروح
إنَّ الحكمة من ربط الريق وبل الأصبع به ووضعه على التربة هو من الأمور الغيبية التي لم يرد أي نص يوضّح العلّة من ذلك وسبب الربط بين الأمرين، ولا شكَّ في أنَّ كل أمر يفعله الرسول هو وحي يوحى من السماء وليس في أفعاله أي شيء من الهوى أو الضلال، وقد اجتهد بعض أهل العلم في تفسير هذا الربد في الحديث الشريف بأنَّ التربة هي أصل الإنسان ومنها خُلق آدم عليه السلام، وإنَّ اللعاب أو الريق هو جزء صغير جدًا من الإنسان، وهو قدر يُعادل النطفة التي يُخلق منها الإنسان، وإنَّ الذكر الذي يُذكر بعد ذلك هو من الرقى النبوية الشريفة التي تُقال بهدف شفاء الإنسان بإذن الله تعالى، والله أعلم.
شاهد أيضًا: صحة حديث لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق
إلى هنا نكون ثد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن ما صحة حديث بسم الله تربة ارضنا، والذي أكَّد على أنَّه حديث صحيح وثابت، كما ذكر الحكمة النبوية الشريفة التي ربطت بين بل الأصبع بالريق ووضعها على الأرض عند قول رقية بسم الله تربة أرضنا، وشرح هذا الحديث الشريف.
المراجع
- ^
صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 5745، صحيح. - ^
dorar.net , شروح الأحاديث , 27/02/2022 - ^
islamweb.net , رقية من به ورم كرقية سائر الأمراض , 27/02/2022