ما صحة حديث من صبر على حر المدينة وبردها دخل الجنة

جدول المحتويات

من صبر على حر المدينة، حيثُ تمّ تجميع كلّ ما ثبت صحته من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب كما وتمّ تجميع ما ورد عنه من أحاديثٍ مكذوبة في كتبٍ أخرى، ويقدّم موقعُ واحد من الأحاديث التي تمّ تداولها بكثرة في الآونةِ الأخيرة وتوضيح هذا الحديث وبيان مدى صحته وهل هو ورد حقًّا عن النبي صلوات الله عليه أم أنّه مكذوب.

حديث من صبر على حر المدينة وبردها دخل الجنة

تناقل الكثير من الأشخاص وبكثرة حديث منسوب إلى النبي مضمونه: “من صبر على حر المدينة وبردها دخل الجنة” وهذا الحديث نفهم منه أنّ الناس التي تعيش، وتتحمل درجات الحرارة المرتفعة في المدينةِ المنورة كما وتتحمل درجات الحرارةِ المنخفضة والبرد القارص فيها، فإن مصيرها يوم القيامة سيكون جنات النعيم، وهذا الحديث لم يرد بهذا النص في أية كتاب من كتب الحديث سواءً الأحاديث الصحيحة أم الضعيفة، ولا يتوفر إسناده عند علماءِ الحديث.

ما صحة حديث من صبر على حر المدينة وبردها دخل الجنة

إنّ هذا الحديث غير صحيح، ولم يرد بهذا النص على الإطلاق في أي كتاب من كتب الأحاديث لذا ينبغي عدم تناقله بين الناس فهو حديث مكذوب حيثُ حذر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية من الكذب على لسانه والتقول عليه فقال: “من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار” وبالنظر إلى الأحاديث في هذا السياق يتضح ورود حديث عن النبي مضمونه “مَن صبَر على شِدَّةِ عيشِ المدينةِ ولَأْوائِها كنتُ له شفيعًا أو شهيدًا يومَ القيامَةِ” والمعنى المستفاد من الحديث أن للصابرين على شدة المعيشة وضيق الحال في المدينة شفاعة النبي صلوات الله عليه، وليس المقصود من الحديث البرد ولا حتى الحر.[1][2]

سبب تناقل حديث من صبر على حر المدينة

يعتبر المناخ في المدينةِ المنورة في المملكة العربية السعودية مناخًا جافًّا حيثُ تتراوح درجات الحرارة هناك بين 30 و37 درجة مئوية في فصل الصيف كما وتتراوح بين 16 و25 درجة مئوية في فصل الشتاء، وتصل خلال هذه الفترة درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها، وهذا السبب الرئيسي لتداول البعض هذا الحديث المكذوب فالهدف منه التصبير، لكن هذا الأمر لا يصح.

أحاديث نبوية عن الحر

تعددت الأحاديث النبوية الشريفة عن الحر، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

  • “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ فَقالَ: أبْرِدْ ثُمَّ قالَ: أبْرِدْ حتَّى فَاءَ الفَيْءُ، يَعْنِي لِلتُّلُولِ ثُمَّ قالَ: أبْرِدُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ”.[3]
  • “استدفِئوا من الحرِّ والبردِ”.[4]
  • “استعِينُوا على شدةِ الحرِّ بالحجامةِ”.[5]

شاهد أيضًا: ما معنى حديث من مس الحصى فقد لغا

في ختامِ مقالِنا من صبر على حر المدينة، تمّ التعرُّف على أنّه حديث غير صحيح ومكذوب عن النبي، فلم يرد في كتب الأحاديث بالنص ولا حتى بالإسناد كما وتمّ التطرُّق إلى نص الحديث الوارد وأنّه ينبغي عدم تناقل هكذا أحاديث لتجنب غضب الله.

المراجع

  1. ^مجمع الزوائد , الهيثمي ، عمر بن الخطاب ، 1/150 ، فيه عبد المؤمن بن سالم ولم يرو عنه غير مطرف بن محمد
  2. ^ذخيرة الحفاظ , ابن القيسراني ، عبدالله بن عمر ، 4/2318 ، [فيه] سالم بن نوح ضعيف
  3. ^صحيح البخاري , البخاري ، أبو ذر الغفاري ، 3258 ، [صحيح]
  4. ^المقاصد الحسنة , السخاوي ، أبو هريرة ، 85 ، ضعيف
  5. ^المراسل , أبو داود ، أيوب السختياني ، 480 ، أورده في كتاب المراسيل