ما هو الزواج المسيار وما هو حكمه وشروطه

ما هو زواج المسيار، هو سؤال لا بدّ لنا من الإجابة عنه، فهو أحد الأمور المهمّة التي يبحث عنها الناس، وزواج المسيار هو نوع جديد للزواج نشأ لأغراض معينة، منها ما يتعلق بمعوقات الزواج التقليدي، وبارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات في بعض المجتمعات، وفي هذا المقال سنتحدّث عن كل ما يتعلق بزواج المسيار.

ما هو زواج المسيار

المسيار في اللغة تأتي من السير سيرًا أو مسيرةً، وذلك بمعنى مشى، ويُقال سار الكلام أيّ ذاع وشاع، ويُقال أيضًا مثل سائر أيّ مثل جارِ أو شائع بين الناس، أمّ في الاصطلاح فزواج المسيار هو نكاح تجاري فيه الزوجة زوجها، فتخفف عنه في المسكن والمهر والمبيت والنفقة الشرعيّة، كما أنّه من الممكن أن يكون زواجًا سريًا، وفي غالب الأمر تكون الزوجة في بلد وزوجها مع زوجة ثانية في بلد أخرى.[1]

طريقة زواج المسيار

في معرفة ما هو زواجِ المسيارِ، سنتعرّف صور زواج المسيار وهي كالآتي:[2]

• أن يقوم الزوجين بعقد شرعيّ مستوفي الشروط والأركان الكاملة للزواج كالمهر والشهود والولي، ولكن يسقط منه المسكن والنفقة، وتبقى الزوجة في بيتها بحيث يأتي إليها الزوج ولكنّه لا ينفق عليها.
• أن يقوم الزوجين بعقدٍ شرعيّ مستوفي لشروط وأركان الزواج، ولكن هنا لا يشترط الزوج إسقاط النفقة بل يشترط عدم التزامه بأن يبيت عندها، وما يدفعه لفعل ذلك أنّه أخفى زواجه عن أهل بيته، حتّى لا يقع في المشاكل، وهذه الصورة هي الأكثر شيوعًا في زواجِ المسيارِ.

حكم زواج المسيار

بعد معرفة ما هو زواجِ المسيارِ، سنتعرف على حكم زواج المسيار فيما يأتي:[3]

• القول الأول: أنّ زواج المسيار هو زواج مباح ولكن مع كراهته، وحجتهم في ذلك أنّه زواج فيه أركان الزواج جميعها وليس كغيره من الزواج كزواج المتعة مثلًا، ففي هذا الزواج يكون الاتفاق بين الزوجين برضاهما على عدم وجود حق السكن أو النفقة أو المبيت للزوجة، ويستدلون على ذلك بموقف أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها عندما تنازلت عن ليلتها لعائشة رضي الله عنها، فهذا دليل أنّه يحق للزوجة أن تتنازل على حقوقها المشروعة من بيت أو نفقة.
• القول الثاني: أنّ زواج المسيار حرام ويحتجون عن ذلك بأنّ هذا الزواج ينافي المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلاميّة في أنّ الزواج لا بدّ أن يحقق السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين، وأن يحافظ على استمرار النوع البشري، وقيام الزوج بمسؤولياته مع زوجته وأولاده، كما انّه ينافي المقاصد النفسية للزواج وكذلك المقاصد الاجتماعية، وقد استدل أصحاب هذا القول بقاعدة فقهية تقول: “العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني”، وهذا الزواج محدث لم يعرف أهل السبق من المسلمين، ويخالف قواعد الزواج المعروف، وسيفضي إلى الفساد والإفساد.

شروط صحة زواج المسيار

بعد معرفة ما هو زواجِ المسيارِ،، سنتعرّف شروك صحة زواج المسيار، فيما يأتي:[4]

• أن يتمّ إشهار الزواج، وذلك بأن يكون هناك واي وشاهدين على عقد الزواج.
• أن يتم إعطاء الزوجة مهرها، وإذا لم تتم تسمية المهر في العقد فتأخذ مهرًا كمثيلاتها من النساء.
• أن لا تكون من شروط الزواج أن تتنازل المرأة عن حقها في المبيت أو الجماع، وإذا وجدت هذه الشروط في العقد فالعقد صحيح والشروط باطلة، ومنهم من قال ببطلان العقد أيضًا.
• أن لا يكون من شروط العقد ألّا تأخذ المرأة مهرها، فإذا كان ذلك قال العلماء بفساد هذا الشرط حتّى أنّهم اختلفوا في صحة العقد نفسه.
• أن يتكم السماح للمرأة بالتراجع عن الشروط التي قبلت بها كأن تعفي الزوج من النفقة أو المسكن، فذلك من حقوقها.

حكم زواج المسيار بدون ولي

بعد معرفة ما هو زواجِ المسيارِ، سنعرف حكم زواجِ المسيارِ بدون ولي ففي الأمر رأيان وهما كالآتي:

• الرأي الأول: وهو رأي جمهور العلماء أنّ عقد الزواج الذي لا ولي فيه هو عقد باطل وغير صحيح، فالزواج لا يصحّ إلّا بوجود الولي، وهو رأي العديد من الصحابة كابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأم المؤمنين عائشة وابن مسعود رضي الله عنهم جميعًا، كما وافقهم كثير من التابعين، ومن الأدلة التي قالوا بها حديث روته السيدة عائشة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه”.[5]والله أعلم.[6]
• الرأي الثاني: هو رأي الحنفية وقد قالوا أنّه يصحّ الزواج بدون ولي، ولكن بشرط أن تكون المرأة عاقلة بالغة، عندها يصح لها أ تعقد زواجها بدون ولي، ودليلهم حديث رسول الله: “الأيمُ أحقُّ بنفسِها من وليِّها ، والبكرُ تُستأذنُ في نَفْسِها ، وإذنُها صماتُها”[7]، والأيم في الحديث هي المرأة التي لا زواج لها سواء كانت بكرًا أو ثيّب، فللمرأة أهلية لتجري العقود كافّة كالبيع والشراء وغيرها فهي كذلك تملك أهلية أن تزوّج نفسها بنفسها.[6]

أسباب ظهور زواج المسيار

بعد معرفة ما هو زواجِ المسيارِ،، سنعرف أسباب ظهور هذا النوع من الزوج في العصور الاخيرة، وهي تتلخص فيما يأتي:[8]

• زيادة أعداد الأرامل والمطلقات والنساء اللواتي كبرن في السن بدون زواج.
• رفض المجتمع لظاهرة التعدد واستنكارها، فاصبح الرجال يتجهون لزواج المسيار لإخفائه عن الزوجة الأولى.
• رغبة بعض الرجال والنساء بإعفاف أنفسهم من غير الحرام، وبما يناسب ظروفهم.
• رغبة الرجال في التهرب من تكاليف الزواج وما يتبعه من مسؤوليات، فنسبة كبيرة ممن يبحون عن هذا الزواج هم الشبان الصغار.

فوائد زواج المسيار وأضراره

بعد معرفة ما هو زواجِ المسيارِ،، سنتعرف إيجابيات وسلبيات هذا النوع من الزواج على الأسرة والمجتمع المسلم، أو بمعنى آخر أضرار زواج المسيار وفوائده:[9]

فوائد زواج المسيار

• قد يكون زواجِ المسيارِ، حلًا للرجال الذين يكثرون من السفر، ويكون لهم محطات راحة وهي حلال في الوقت ذاته
• قد يحلّ مشاكل العاجزين عن الزواج لعجزهم عن القيام بأعباء الزواج وبخاصّة المادية منها.
• قد يكون حلًا لمشاكل المطلقات والأرامل والعوانس،.

أضرار زواج المسيار

• أن زواجِ المسيارِ، هو اجحاف في حق المرأة لأنها تتنازل عن حقوقها، وخاصّة حرمانها من حق الأمومة وصلة القربى، وفي ذلك قسوة بالغة.
• أن زواجِ المسيارِ، قد يتسبب في ضياع حقوق الأطفال الذين ينشؤون عنه.

وهكذا نكون قد عرفنا ما هو زواج المسيار، وتحدثنا عن حكم زواجِ المسيارِ، في الإسلام، كما تحدثنا عن شروط زواجِ المسيارِ،ر، وعن فوائد وأضرار هذا النوع من الزواج على المجتمع وعلى الفرد المسلم.