جدول المحتويات
ما هو حديث الاحاد الذي هو أحد جزأي الحديث الشريف كما قسّمه علماء الحديث النبوي الشريف، فقد انقسم الحديث النبوي عند علماء مصطلح الحديث إلى حديث متواتر وحديث آحاد، وفي هذا المقال يتوقف موقع مع بيان حديث الآحاد من حيث تعريفه وبيان حجيته في الشريعة الإسلامية، كذلك يتوقف المقال مع حكم الذي ينكر حديث الآحاد، ويتوقف أخيرًا مع تقسيم حديث الآحاد.
ما هو حديث الاحاد
حديث الآحاد كما يعرّفه علماء مصطلح الحديث هو ما لم يجمع شروط الحديث المتواتر، هذا تعريفه مُجملًا، وأمّا تعريفه تفصيلًا فهو من حيث اللغة جمع لكلمة أحد التي تعني واحد، فهو من حيث اللغة يرتبط بالشخص الواحد كأن يكون حديثًا يرويه شخص واحد، ولكنه في الاصطلاح يعني الحديث الذي لم يستوفِ شروط الحديث المتواتر؛ فالحديث المتواتر هو الحديث الذي رواه عدد كثير تُحِيل العادة تواطُؤَهم على الكذب، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: معنى كلمة حلس في قول الرسول حلس نلبس بعضه
تقسيم خبر الآحاد
خبر الآحاد كما مرّ آنفًا هو الحديث الذي لم يجمع شروط الحديث المتواتر، وشرط التواتر هو أن يكون عدد الرواة كبير، فيستحيل تواطؤهم على الكذب، وحديث الآحاد أو خبر الآحاد ينقسم قسمان رئيسان، الأول هو تقسيمه من حيث عدد طرقه، والثاني هو تقسيمه نسبة لقوته وضعفه، وذلك كما يأتي:
تقسيم خبر الآحاد بالنسبة إلى عدد طرقه
ينقسم حديث الآحاد من حيث عدد طرقه إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي المشهور والعزيز والغريب، وفيما يأتي وقفة مع كلّ واحد من هذه الأقسام الثلاثة:[2]
- الحديث المشهور: هو الحديث الذي رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة ما يبلغ حد التواتر، وله تفريعات كثيرة تُنظَر في كتب مصطلح الحديث.
- الحديث العزيز: الحديث العزيز هو الحديث الذي ينبغي ألّا يقل عدد رواته عن اثنين في جميع طبقات السند.
- الحديث الغريب: الحديث الغريب هو الحديث الذي ينفرد بروايته راوٍ واحد، وكذلك لهذا القسم من الأحاديث فروع تُنظر في الكتب.
تقسيم خبر الآحاد بالنسبة إلى قوته وضعفه
ينقسم حديث الآحاد بالنسبة إلى قوته وضعفه إلى ثلاثة أقسام أيضًا، وهذه الأقسام هي:
- الحديث المقبول: وينقسم إلى مقبول معمول به ومقبول غير معمول به، وتفصيل القول في ذلك لا يسعه المقام هنا، ولكن أنواع الحديث المقبول بالنسبة إلى تفاوت مراتبه أربعة هي:[3]
- صحيح لذاته.
- صحيح لغيره.
- حسن لذاته.
- حسن لغيره.
- الحديث المردود: وتحت هذا البند تندرج مقاصد ثلاثة هي:[4]
- الضعيف.
- المردود بسبب سقط من الإسناد.
- المردود بسبب طعن في الراوي.
شاهد أيضًا: معنى كلمة قط في الحديث الشريف ما أكل أحد طعاما قط
حجية حديث الآحاد
قال العلماء إنّ أحاديث الآحاد متى ثبتت صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإنّه يُحتجّ به، والأدلّة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة وأقوال العلماء، من ذلك ما قاله الإمام الشافعي في كتابه الرسالة:
“وجدنا محمد بن جبير بن مطعم ونافع بن جبير بن مطعم ويزيدَ بن طلحة بن رُكَانة ومحمد بن طلحة بن ركانة ونافعَ بن عُجَير بن عبد يزيدَ وأبا أسامة بن عبد الرحمن وحميد عبد الرحمن وطلحةَ بن عبد الله بن عوفٍ ومصعبَ بن سعد بن أبي وقاص وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وخارجة بن زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن كعب بن مالك وعبد الله بن أبي قتادة وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وغيرهم من محدثي أهل المدينة كلُّهم يقول حدثني فلان لرجل من أصحاب النبي عن النبي أو من التابعين عن رجل من أصحاب النبي فثبت ذلك سنة”.[5]
وجاء في مقدمة صحيح ابن حبان: “وأما الأخبار فإنها كلها أخبار الآحاد لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار كلها أخبار الآحاد وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد”، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: ما صحة حديث من سار بين الناس جابرا للخواطر
أمثلة على أحاديث الآحاد
أحاديث الآحاد إذًا هي الأحاديث التي رواها عدد لا يصل إلى رتبة التواتر، وينقسم حديث الآحاد بالنسبة إلى عدد طرقه إلى ثلاثة أقسام، وينقسم بالنسبة إلى قوته وضعفه إلى قسمين كذلك، وفيما يأتي بعض الأمثلة على أحاديث الآحاد بأنواعها المختلفة التي يُحتج بها:
- “إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا”،[7] فهذا الحديث رواه أربعة صحابة هم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وزياد بن لبيد، وعائشة، وأبو هريرة رضي الله عنهم أجمعين.
- “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجمعون”،[8] وهذا الحديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه.
- “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ”،[9] وهذا الحديث رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- “إنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ. فَقامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ، فقالَ: يا أبا مُوسَى، آنْتَ سَمِعْتَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ هذا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَرَجَعَ إلى أصْحابِهِ، فقالَ: أقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فألْقاهُ، ثُمَّ مَشَى بسَيْفِهِ إلى العَدُوِّ فَضَرَبَ به حتَّى قُتِلَ”،[10] وهذا الحديث رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
- “لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ”،[11] فهذا الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
- “نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها، ونَهَيْتُكُمْ عن لُحُومِ الأضاحِيِّ فَوْقَ ثَلاثٍ، فأمْسِكُوا ما بَدا لَكُمْ، ونَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إلَّا في سِقاءٍ، فاشْرَبُوا في الأسْقِيَةِ كُلِّها، ولا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا[12]
شاهد أيضًا: ما صحة حديث نحن قوم لا نأكل حتى نجوع
وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هو حديث الاحاد بعد الوقوف على معنى هذا النوع من الأحاديث النبوية، وكذلك بعد الوقوف على أقسام هذا النوع من الأحاديث وذكر بعض الأمثلة عليه.
المراجع
- ^
shamela.ws , تيسير مصطلح الحديث ص23 29 , 09/05/2022 - ^
shamela.ws , تيسير مصطلح الحديث ص30 41 , 09/05/2022 - ^
shamela.ws , تيسير مصطلح الحديث ص43 75 , 09/05/2022 - ^
shamela.ws , تيسير مصطلح الحديث ص76 157 , 09/05/2022 - ^
shamela.ws , الرسالة للشافعي ص455 457 , 09/05/2022 - ^
shamela.ws , صحيح ابن حبان , 09/05/2022 - ^
صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمرو، رقم الحديث: 100، حديث صحيح. - ^
صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، رقم الحديث: 15، حديث صحيح. - ^
صحيح البخاري , البخاري، عمر بن الخطاب، رقم الحديث: 54، حديث صحيح. - ^
صحيح مسلم , مسلم، أبو موسى الأشعري، رقم الحديث: 1902، حديث صحيح. - ^
صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، رقم الحديث: 887، حديث صحيح. - ^
صحيح مسلم , مسلم، بريدة بن الحصيب الأسلمي، رقم الحديث: 1977، حديث صحيح.