جدول المحتويات
ما هو سد النهضة سؤال يتطلب البدء بتعريف السد المائي بشكلٍ عام، والبحث المعمق عن هذا السد بشكلٍ خاص، حيث إن هذا الأخير أثار جدلًا كبيرًا وصراعات سياسية بين العديد من الدول، ويشكل موضوعًا شائكًا بين أوساط العلماء في مصر والسودان، وفي هذا المقال سيتم تقديم بحث مفصل وشامل عن هذا السد، من خلال الحديث عن تصميمه، ومواصفاته، وتكلفته، وصولًا في الختام إلى الحديث عن سبب قلق العلماء وتخوفهم منه.
تعريف سد المياه
قبل تعريف ما هو سد النهضة من الضروري البدء بتعريف السد المائي بشكلٍ عام، ويسمى بالإنجليزية “Dam”، وهو بناء هندسي يخضع لمواصفاتٍ محددة، ويهدف بشكلٍ رئيس إلى تخزين المياه، وقد يُبني غالبًا فوق منخفض مائي لحجز الماء، وتلجأ العديد من الدول إلى إنشاء السدود لتخزين مياه الأمطار والتحكم في كمية الماء الموزعة على السكان، وقد أصبحت السدود تستخدم مؤخرًا في توليد الكهرباء، من خلال الطاقة الكهرمائية.[1]
ما هو سد النهضة
سد النهضة الأثيوبي الكبير أو سد الألفية، هو سابع أضخم السدود في العالم، ويقع على الحدود الأثيوبية، على ضفاف النيل الأزرق، ويقع تحديدًا في منطقة بنيشنقولقماز الإثيوبية، على بعد 15 كم شرق الحدود الإثيوبية السودانية، وقد دخل مخطط السد حيز التنفيذ في عام 2011، ويهدف بشكلٍ أساسي إلى حل مشكلة الكهرباء في إثيوبيا، وتصدير الكهرباء إلى البلدان المُجاورة، ومن المُتوقع أن يكون السد أكبر محطة للطاقة في إفريقيا بسعة مُخططة تبلغ 6.45 جيجاواط.[2]
إقرأ أيضًا: متى تم بناء سد النهضة الأثيوبي ومراحل البناء
تصميم سد النهضة
يعود الفضل في تصميم سد النهضة إلى هيئة الطاقة الكهربائية الأثيوبية، التي قدمت أبعادَ السد، حيث يتجاوز عرضه 100 متر، وارتفاعه يزيد عن 120 متر، كما قدمت المواد المستخدمة في بنائه، وقد اعتمدت على مادّةِ الخرسانة المضغوطة التي تمنحهُ القوةَ والصلابة، وتحميه من الإنهيار، على عكس باقي المواد كالحشو الصخري، ومن الجدير بالذكر أن هذا السد يحتوي على محطتين لتوليد الكهرباء، لكل منهما قدرة تقارب 8×350 ميغاواط ، كما يحتوي السد على خزانٍ طويلٍ تصل سعته إلى ستمائة وثلاثة مليار متر مُكعّب من الماء.[2]
مواصفات سد النهضة
في رحلة البحث عن جواب السؤال ما هو سد النهضة من الضروري الحديث عن مكوناته الرئيسة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[3]
- الموقع الجغرافيّ: من حيث الحدود السياسية، يعد سد النهضة تابعًا لدولة إثيوبيا، ولكنه يبعد حوالي 14.5كم عن حدود دولة السودان.
- التكوين الجيولوجيّ: يقعُ السدّ فوق صخور قاعديّة كالجرانيت، والجرانوديوريت، كما تٌعرف هذه المنطقة بكميات كبيرة من المعادن كالحديد، والنحاس، والرصاص.
- أبعاد البحيرة: تتميز بحيرة السد بعمق يصل إلى 8 أمتار، وتصل من حيث الطول إلى 150كم، و8 كم من العرض، وتتفرع على نحو 100كم من الأذرع.
- السَدّ الرئيس: وهو الحاجز الخرساني المبني على مجرى نهر النيل الأزرق، بطول يقدر 1800م، وارتفاع قدره 145م، في حين إن ارتفاع قاعدة السدّ يقدر بحوالي 505م فوق مستوى سطح البحر.
- محطات التوليد: وتستخدم لتوليد الطاقة الكهربائيّة بواسطة توربينات موجودة على طرفي النهر.
- السرج: وهو السَدّ المُكمِّل للسد الرئيس، ويبلغ طوله 5كم، وارتفاعه نحو 50م.
- القنوات: ويضم السد ثلاث قنوات تقوم بتصريف المياه، والتحكم في منسوب الماء في بُحَيرة التخزين.
- سعة التخزين: تختلف سعة التخزين حسب أبعاد كل جزء من السد، وتصل السعة التخزينية للسد إلى 74 مليار متر مكعب.
- الطاقة الكهربائية: تقدر قدرة السد الكهربائية الكلية ب 6000 ميجاوات، مقسمة بين 15 وحدة توليد، وهو بذلك يحتلُّ المرتبة الأولى أفريقيًا، والعاشرة عالميًا ضمن قائمة أكبر السدود توليدًا للطاقة الكهربائيّة.
تكلفة سد الألفية
بعد تحديد ما هو سد النهضة وما هي أبرز مكوناته من الجدير بالذكر أن تكلفة بناء هذا السد الضخم قٌدرت بأربعةِ مليارات وثمانية ملايين دولار أمريكي، حيث تعهدت الحكومة الإثيوبية بتقديم ثلاثة مليارات من تكلفة المشروع من خلال خصمها من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعادل خمسة عشر بالمئة منه، في حين تٌمول البنوك الصينية كلّ ما يتعلق بمحطات الطاقة الكهرومائية، والتوربينات، ومعداتها والتي تكلف حوالي مليار وثمانية ملايين دولار أمريكي.[2]
الآثار البيئية والاجتماعية
لا يمكن الحديث عن ما هو سد النهضة دون التطرق إلى المخاوف التي تحيط بهذا المشروع، سواءًا من الجانب البيئي، أو الاجتماعي، فلهذا السد آثار على الأراضي الزراعيّة، والمناطق السكنيّة المُجاورة له، حيث يتوقع العلماء أنه سيقوم بإغراق نصف مليون فدّان زراعي، وتهجير آلاف السكان، كما أنه سيقوم حتمًا بالتأثير على منسوب المياه في نهر النيل، والتأثير على الموارد المائية في كل من مصر والسودان.[2]
إقرأ أيضًا: اين يقع سد النهضة الاثيوبي
ما هو سد النهضة سؤال يدعو إلى الإشارة إلى احتدام الجدال، وتوتر العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، خاصةً بعد أن أبدى الخبراء المصريون قلقًا كبيرًا حول تأثير السد على منسوب وتدفق المياه في نهر النيل، والذي يعد الجوهرة الثمينة، وأساس الحياة في مصر، حيث أعلن وزير الري الأثيوبي في 15 يوليو 2020 عن البدء في ملئ سد النهضة بعد استحالة الوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، وهو ما أكدته صور الأقمار الاصطناعية.