ما هو فضل العمرة في رمضان حيث أن العمرة من أهم العبادات والطاعات التي يقوم بها المسلم لكي يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بها، وهي متاحة للمسلمين جميعا في أي وقت ولكنها في شهر رمضان تكون أفضل من جميع الشهور الأخرى، والعمرة تقوم بتكفير ذنوب وسيئات المعتمرين.
ما هو فضل العمرة في رمضان
إن فضل العمرة في شهر رمضان المبارك كبير وعظيم، حيث ذكر عن فضل العمرة في شهر رمضان الكريم ما قالته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قامت بسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جِهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَة”، وقول الله سبحانه وتعالى أيضًا “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه”.
ولذلك يقوم المسلمين بالمسارعة إلى أداء الفروض والطاعات وجميع العبادات التي أمر بها الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان الكريم والتي يكون من بينها أداء العمرة، والدليل على إقامة العمرة أيضًا قول الله سبحانه وتعالى “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه”.
وأداء العمرة يكون في أي وقت حيث أنها ليست محددة المدة مثل الحج، ولكن أداء العمرة في شهر رمضان تكون أفضل من أدائها في اي شهر من الشهور، والدليل على ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال “فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً”، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، ولكن فضل العمرة في العموم هو أنها تقوم بتكفير ذنوب وسيئات المعتمرين، والدليل على ذلك ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.[1]
شاهد أيضًا: يحرم على المرأة عند أداء طواف العمرة مزاحمة
حُكم العمرة في شهر رمضان
إن حكم العمرة في شهر رمضان من الأمور المشروعة بإجماع العلماء، ولكن أختلف العلماء في حكم العمرة التكليفي، حيث أنهم انقسموا إلى قولان، نذكرهم فيما يلي:
- القول الأول: قال بأن العمرة سنة مؤكدة، وهذا قول الاحناف والمالكية، ودليلهم على ذلك حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ؟ قال: لا، وأنْ تعتمِروا هوَ أفضلُ”.
- القول الثاني: قال بأن العمرة واجبة، وهذا القول قال به الحنابلة والشافعيّة، وكان دليلهم على ذلك قول الله سبحانه وتعالى “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ”.
والأمر يفيد الوجوب إذا تم بناء الأمر على القاعدة الأصولية، وبذلك تكون العمرة واجبة في حكمها التكليفي، وهذه القاعدة تقول أنها عطفت على الحج فلذلك تكون واجبة معه وتشاركه فيها، والدليل على ذلك قول ما روي عن أبي رزينٍ رجلٌ من بني عامرٍ أنَّهُ قالَ “يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن. قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر”.
حُكم العمرة في شهر رمضان
إن حكم العمرة في شهر رمضان مستحب، والدليل على ذلك ما روي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما “قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً”، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.[2]
شاهد أيضًا: صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة
أفضليّة العمرة في شهر رمضان
إن أداء العمرة في شهر رمضان يكون أفضل من أدائه في أي شهر آخر من شهور السنة والدليل على ذلك ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما “إنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً”، حيث أن الله سبحانه وتعالى يضاعف أجر العمرة في شهر رمضان المبارك، على عكس جميع الشهور الأخرى وذلك لأن المعتمر يكون مجهوده أصعب وأكبر أثناء صيامه على عكس الأيام الأخرى التي يستطيع أكل الطعام والشرب أثناء قيامه بأداء العمرة.[3]
بيان سبب عدم اعتمار الرسول في رمضان
لم يعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان حتى لا يشق على أمته، ولا يظنون أن أداء العمرة واجبة في شهر رمضان الكريم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم اجود عباد الله عملا في شهر رمضان المبارك حيث أنه كان يقوم بزيادة الأعمال الصالحة فيه، ولم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم بأداء العمرة خوفا على أمته من أن يظن البعض أنها واحبة ويشق على نفسه.
وفي النهاية نكون قد عرفنا ما هو فضل العمرة في رمضان حيث أن فضلها عظيم وكبير عن أدائها في أي شهر آخر من شهور السنة، ووجدت العديد من الأدلة الشرعية على ذلك.
المراجع
- ^
المعجم الأوسط , الطبراني، أبو هريرة، 5/15 ، لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الأعلى تفرد به محمد بن عثمان العقيلي وأبو عيسى عبد الله بن أنيس - ^
صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عباس، 1256، صحيح - ^
islamweb.net , منزلة العمرة في شهر رمضان , 07 42022