ما هي النوافل ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد خلق الإنسانَ لعبادته وحده من غيرِ شريكٍ، وشرعَ لها عباداتٌ مفرروضة، وأخرى عدَّت من النوافلِ، فما هي النوافلِ؟ وما فضلها؟ وما سبب مشروعيتها؟ وما هي أقسامُ الصلواتِ النافلةِ؟ وما هي الأيام التي يُستحبُّ صيامُها كنافلةً؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.
ما هي النوافل
إنَّ النوافلَ في المعنى اللغوي، هي مطلقُ الزيادةِ، أمَّا بالاصطلاح الشرعي هي كلُّ طاعةٍ لله عزَّ وجلَّ من غير الفرائض، وقد شرعها الله عزَّ وجلَّ لتجبر كلَّ نقصٍ وخللٍ وقعَ في الفرائضِ،[1] ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، قال: يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه وهو أعلَمُ: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟ فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه”.[2]
شاهد أيضًا: لماذا شرع لنا ان نصلي النوافل في البيوت
فضل النوافل
إنَّ من فضائل النوافلِ، أنَّها سببٌ في نيلِ محبةِ الله عزَّ وجلَّ ودليل ذلك ما جاء في الحديث القدسي: “مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ”.[3]
شاهد أيضًا: من الولي وما الطريق إلى ولاية الله تعالى
النوافل من الصلوات
لقد شرعَ الله عزَّ وجلَّ لعباده صلواتٍ غيرَ صلاةِ الفريضةِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ بيانها بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:
السنن الرواتب
وهي عبارة عن السننِ القبلية والبعدية التابعة لصلاةِ الفريضةِ، وقد أطلقَ بعض أهل العلمِ مصطلحَ السننِ الرواتب على الصلاةِ التي حددَ الشرع الحنيف لها وقتًا معينًا، وفيما يأتي ذكر بعض النوافل من الصلوات، وفيما يأتي ذلك:[4]
- السنة القبلية لصلاةِ الفجرِ، وهي عبارة عن ركعتينِ اثنتينِ.
- السنة القبلية والبعدية لصلاةِ الظهرِ، وهنَّ أربعُ ركعاتٍ قبلَ الفريضةِ وأربعًا بعدها.
- السنة البعدية لصلاة المغربِ، وهي عبارة عن ركعتينِ اثنتينِ.
- السنة البعدية لصلاة العشاء، وهي عبارة عن ركعتينِ اثنتينِ.
- صلاة الضحى.
- صلاة العيدنِ.
شاهد أيضًا: عدد ركعات السنن الرواتب التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم
السنن التي تلحق بالرواتب
يُلحق بالسننِ الرواتبِ، أربعَ ركعاتٍ يؤديهنَّ المسلمَ قبل صلاةِ العصرِ، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رحِمَ اللَّهُ امرَأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعًا”،[5] وقد أُلحقت تلك الركعات الأربع بالسننِ الرواتبِ، لعدمِ مداومةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهنَّ، فكان يتركهنَّ تارةً، ويصليهنَّ تارةً أخرى.
النوافل من الصدقات
ومن النوافلِ التي يحبُّها الله عزَّ وجلَّ من عباده، وحثَّ العبادَ عليها، هي الصدقةُ غير الواجبة التي يُعطيها المسلمُ لأخيهِ المحتاج عن طيبِ خاطرٍ منه، وقد رتَّب الشرع الحنيف على ذلك أجرًا عظيمًا، حيث قال الله تعالى: “مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.[6]
شاهد أيضًا: الفرق بين الصدقة والزكاة
النوافل من الصيام
هناكَ عددًا من الأيام التي يشرع فيها للمسلمِ صيامها، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال، سيتمُّ بيان بعضها مع ذكر الأدلة الشرعية على كلِّ يومٍ، وفيما يأتي ذلك:
- صيام ستةُ أيام من شوال، وقد جاء ذلك صريحًا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”.[7]
- صيام يوم عاشوراء، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”.[8]
- صيام يوم عرفة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”.[9]
شاهد أيضًا: حكم من فعل شيئا من مفسدات الصيام من غير رخص شرعية فعليه
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان، ما هي النوافل ، وفيهِ تمَّ بيان أنَّ النافلة هي ما زاد على الفرائضِ، ثمَّ تمَّ بيان فضلها وسبب مشروعيتها، ثمَّ تمَّ بيانُ أقسام لنوافلِ من الصلواتِ، وكذلك النوافل من الصدقاتِ، ثمَّ تمَّ في ختام هذا المقال بيان بعضًا من الأيام التي يُستحبُّ للمسلم صيامها من النوافلِ.
المراجع
- ^
islamweb.net , النوافل…معناها…وثمرتها , 10/1/2022 - ^
حديث صحيح - ^
أخرجه البخاري - ^
islamweb.net , الفرق بين السنن الرواتب والسنن المؤكدة , 10/1/2022 - ^
حديث حسن - ^
البقرة: 245 - ^
حديث صحيح - ^
حديث صحيح - ^
حديث صحيح