ما هي موانع الارث هو سؤال في إجابته توضيح للحدود الشرعية في تناقل الأموال بين المتوارثين، فقد أحلَّ الله تعالى للمُسلمين ما يترك ذويهم من المال وغيره بعد الموت، وبيَّن الأحكام العادلة في تقسيم الميراث، كما بيَّن الأشخاص المُستحقين للإرث من ذوي المُتوفى، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على التعريف بالأمور التي تمنع صاحبها من الإرث، كما سنذكر حكم ترك وصية للوارث.
تعريف الميراث
الميراث أو الإرث هو كل ما يتركه الشخص أو الجماعة لذويهم وأقاربهم والأشخاص المُستحقين بعد وفاتهم ويشتمل ذلك على المال والأملاك والحقوق والنسب أيضًا، وإنَّ تقسيم الميراث في الإسلام هو أمرٌ واضحٌ وثابت ورد فيه الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، فقد وضَّح الله تعالى هذه الحدود بشكل عادل، ولم يترك أمر التقسيم إلى صاحب المال فقد يظلم بتقسيمه أحدًا من ورثته أو يحرمه من الإرث بدون سبب، إلا إنَّه أيضًا أحلَّ لصاحب المال أن يتصرَّف أو يوصي بثلث ما يملك من المال وغيره كيفما يشاء، والله أعلم.[1]
ما هي موانع الارث
إنَّ موانع الإرث في الشريعة الإسلامية هي ثلاث ثابتة وواحة وهي القتل والرق أو العبودية والاختلاف في الديانة، وفيما يلي نشرح كل منها بشكل مُفصل:[2]
الاختلاف في الدين
إنَّ اختلاف الأديان هو أحد العوائق التي تمنع التوراث بين الأشخاص، وله ثلاث حالات أساسية:
- أن يكون المورث مُسلم ووريثه كافر، فإنَّه لا يرث كافر من مُسلم.
- أن يكون المورث كافرًا والوارث مُسلمًا، وكذلك فإنَّه لا يجوز أن يرث المُسلم من الكافر.
- أن يكون كلا الطرفين من الافرين ولكن كل منهما من ملّة مختلفة، وإنَّه لا يجوز التوارث بين من اختلفت ملَّتهم.
القتل
والمراد من القتل هو أنَّه لا يجوز للقاتل أن يرث شيئًا ممن قتله، فإن قتل الولد أباه لم يجز له أن يرث منه شيئًا، وقد اختلف بعض أهل العمل في كون بعض صور القتل غير مانعة للإرث، فإنَّ للقتل حالات وأنواع ومنها ما هو متعمد أو شبه مُتعمد، ومنها ما هو عن طريق الخطأ وغير متعمد، وكذلك منه ما كان في الحق وبدون ظلم كالقصاص، إلا أنَّ أغلب العلماء اتفقوا على كون القتل بكل أشكاله مانعًا للإرث.
الرق
وهو العبودية أو ما يُسمى بالعجز الحكمي بسبب الكفر، فيُصبح المرء غير قادرًا على التصرّف أو التملّك، وعلى ذلك فإنَّه لا يرث ولا يورّث، فهو بطبيعة الحال لا يملك من أمره شيئًا ولا يملك المال، وقد وضَّح لنا القرآن الكريم ذلك من خلال قوله تعالى: “ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْءٍۢ وَمَن رَّزَقْنَٰهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا“[3]، ومن الجدير بالذكر أنَّ للعبودية أنواع وأشكال فمنها ما هو كامل العبودية وهو لا يرث ولا يورث قطعًا، ومنها ما يكون مكاتبًا أي له وعد بالحرية، أو موعود وهو من يُصبح حرًا عند موت صاحبهن وإنَّ لكل منهما أحكام تفصيلة في الإرث، والله أعلم.
هل عقوق الوالدين يمنع الإرث
إنَّ عقوق الوالدين من الكبائر والذنوب العظيمة التي تُثقل ميزان سيئات الإنسان، وتزيد وزره وإثمه، وهي من الذنوب التي تستوجب التوبة الصادقة النصوح والإكثار من الاستغفار، أمَّا عن كون عقوق الوالدين مانعًا للإرث فإنَّ ذلك غير صحيح، ولا يجوز منع الولد العاق من حقّه من الميراث، فإنَّ عقوبة عقوقه عند الله تعالى في ميزان أعماله، ولكنَّه لا يُمنع من أخذ ما كتب الله تعالى له من حق في الميراث، والله أعلم.[4]
هل يجوز الوصية للوارث
بيَّن الله تعالى حق كل شخص من الأشخاص الذين يرثون الميت، لذا فإنَّه لا يجوز التعدي على هذا التقسم العادل من خلال إضافة شيء من الوصية لأحد الورثة، وقد أكَّد على ذلك قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه الشريف: “إنَّ اللهَ أعطَى كلَّ ذِي حَقٍّ حَقَُّه فَلَا وصِيَّةَ لِوارثٍ”[5]، كما إنَّ وجود وصية لأحد الورثة قد يدب العداوة بينهم أو سؤدي إلى انتشار الحسد والبغضاء، وذلك بسبب تفضيل أحد الأبناء عن غيره، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: ما هو نصيب الام من الميراث
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن ما هي موانع الارث ، وهي القتل والرق واختلاف الأديان، كما شرح كل منها بالتفصيل، وعرَّف بمعنى الميراث في الشريعة، بالإضافة إلى ذكر حكم ترك الوصية لأحد الورثة، وبيان حق الابن من الميراث حتى لو كان عاقًّا.
المراجع
- ^
islamweb.net , الميراث اصطلاحا وشرعا , 31/01/2022 - ^
islamweb.net , موانع الإرث , 31/01/2022 - ^
سورة النحل , الآية 75. - ^
islamweb.net , العقوق لا يمنع الإرث , 31/01/2022 - ^
صحيح الجامع , عمرو بن خارجة، الألباني، 1720، صحيح. - ^
islamqa.info , الحكمة من منع الوصية للوارث , 31/01/2022