ما يجزئ في الاضحية الذي أوضحه لنا علماء الفقه والشريعة في الإسلام، وما هي شروطها الواجبة، والسن المقرر للأضحية شرعا لوجوب ذبحها، ويختلف هذا السن مع اختلاف كل أضحية، حيث أن من الأنعام الواجب الأضحية بها هي الإبل والأغنام والأبقار، وكل أضحية منهم لها سن مختلف لإتمام التضحية بها مع توافر الشروط اللازمة والمعايير المطلوبة لهذه الأضحية، وسوف نعرف كل هذه المعلومات من خلال موضوعنا هذا.
ما يجزئ في الأضحية
أعلنت دار الإفتاء المصرية وهذا من خلال آراء المالكية والشافعية عن ما يجزئ من الأضحية، وتبين في إجزاء الأضحية هي لا بد أن تكون من بهيمة الأنعام ولا يصح التضحية بأي طائر أو حيوان آخر، ويجب أن تكون من الغنم والبقر والإبل، وهذا لقول الله تعالى “ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام”.
وأعلن علماء الفقه والشريعة الإسلامية أن ما يجزئ في الأضحية هو بلوغ البهيمة السن المعتبرة وفقا للشعائر الدينية، حيث أن عدم بلوغ الأنعام للسن المقرر لها فلا تجزئ أضحيته واتفقت الآراء على:
- الاتفاق على أن ما يجزئ من الضأن هو الجذع، أي بلوغه أكثر من ستة أشهر.
- ما يجزئ من الماعز، هو بعد إتمام سنة أو أكثر من ذلك.
- البقر والجاموس يجب بلوغهم أكثر من سنتين.
- الإبل لا يقل عمرها عن خمسة سنوات، فلا يجزئ منها إلاّ من تمت الخمس سنوات.
- يتم في أضحية الأنعام المعلوفة، أو التي عرضت للتسمين إلى الذبح دون الوصول للسن المقرر، وذلك لتوافر فيها شروط الذبح وهي كثرة اللحم.
- يستوي كلا من الذكر والأنثى في هذا الشأن، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”.
شاهد أيضاً: ما حكم من أراد أن يضحي وقص شعره
شروط قبول الأضحية
يجب علينا معرفتنا بالشروط الواجب تنفيذها عند ذبح الأضاحي، حتى لا نقع في خطأ غير مقصود ليصل بنا إلى عدم تقبل الله منا هذه الأضحية، لذلك يجب توافر عدة شروط ومعايير قد أبلغنا بها سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بها، ومن هذه الشروط:
- أولاً: أن تكون من بهيمة الأنعام التي تتمثل في الإبل، الأغنام، الماعز، الأبقار، والجاموس.
- ثانياً: بلوغ الأضحية السن المحدد لها، ويختلف هذا على حسب نوع الأضحية.
- ثالثاً: أن تكون بهيمة الأنعام سليمة وتخلو من أي مرض ظاهري أو باطني، وذلك ما حددته الشعائر الإسلامية، وهذا استنادا لقول رسولنا الحبيب في حديثه الشريف “أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ فَقَالَ: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى”، لذلك يجب خلوها من هذه الظواهر المرضية مثل:
-
- الجدعاء.
- العوراء.
- العمياء.
- مقطوعة اللسان.
- مقطوعة الأذنين.
- العرجاء.
- البتراء.
- الجذماء.
- مقطوعة الآلية.
- والعجفاء.
- الجلالة.
- المصابة بالهيام، أو العطش الشديد.
- المريضة، البين مرضها.
- مصرمة الأطباء.
- رابعاً: أن تكون الأضحية مملوكة للذابح، أو أن يكون موكلا بذبحها، أو مأذونا له بذلك ليتم بها شرط من شروط الأضحية.
شاهد أيضاً: ما يقوله المضحي عند ذبح الأضحية
شروط المضحي
يضحي المسلمين بالأضاحي في أيام العيد المباركة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويجب على كل مضحي الالتزام التام بشروط الأضحية، وهذه الشروط ليست مقتصرة فقط على الأضحية وإنما أيضاً مرتبطة ارتباط وثيق بالمضحي، ومن الشروط والأحكام التي يجب توافرها في المضحي هي:
- أولاً: نية المضحي وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، لذلك يجب تحديد النية قبل الشروع في الذبح.
- ثانيا: نية المضحي مقارنة بنية الذبح، وهي كافية إذا لم ينوي عند الذبح، ويحدث هذا عند شرائه للأضحية أو إفرازها من ما يملك من أنعام وعقد النية أنها أضحية لله، أو لوفي نذر، أو للحم.
الاشتراك في الأضحية
أجازت دار الإفتاء الاشتراك في الأضحية الواحدة، لكن يتم هذا بشروط معينة يجب الأخذ بها في الاعتبار، لأنها من الأسس والسنن النبوية التي أوصانا بها رسولنا الكريم، ومن هذه الشروط هي:
- يجب أن تكون الأضحية من البقر أو الإبل، ولا يجوز الاشتراك في الضأن والماعز.
- الاشتراك في البدنة أو البقرة، كلا منهما يجزئ عن سبعة أشخاص، لكن بشرط أن يكون نصيب الفرد فيها لا يقل عن سبع الذبيحة، وإجازة اشتراك المسلم مع شخص غير مسلم لكن مع اختلاف النية لكل شخص منهم.
- استند العلماء على هذه الفتوى من خلال بعض الأدلة على قول الصحابة وهي، عن حذيفة رضي الله عنه قال: «شَرَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعَةٍ» رواه أحمد.
شاهد أيضاً: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية
لا يتبقى سوى أيام قليلة على أيام العيد المباركة لذلك تعدد أسئلة المسلمين عن الأضحية وما يجزئ في الأضحية، وجب علينا التحدث حول هذا الموضوع والإجابة عن هذه الأسئلة المتعلقة بذبح الأضاحي وما هي الشروط الواجبة بالنسبة للأضحية والمضحي، وما هو حكم دار الإفتاء وجواز اشتراك المسلمين في أضحية واحدة.