ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين التي يتم عقدها في المحكمة الشرعية بحضور قاضي المحكمة الشرعي ومحاميين حياديين يمثل كل منهما طرفًا من أطراف النزاع، وسيتطرق من خلال المقال التالي إلى موضوع ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين مرورًا باستعراض الاستعدادات التي تسبق عقد جلسة الصلح مع الإضاءة على أهم الأسباب التي قد تكون سببًا في فشل مساعي جلسة الصلح في ثني الزوجين عن قرار الانفصال.
ما هي جلسة الصلح بين الزوجين
جلسة الصلح بين الزوجين، أو جلسة التصالح هي إجراء قانوني تختص به المحاكم الشرعية ومحاكم الأسرة المسؤولة عن دعاوى التفريق وقضايا الطلاق من خلال تنظيم جلسات يحضرها الزوجين وممثلين عنهما، وتقوم هذه المحاكم بعقد جلسة الصلح بين الزوجين في محاولةٍ أخيرة منها لتقريب وجهات النظر والبحث في المشاكل التي قادت الزوجين إلى اتخاذ قرار الطلاق علها توفق في ثنيهما عن هذا القرار لإعادة لم شمل الأسرة من جديد.
وبحسب ما تخلص إليه جلسة الصلح بين الزوجين يقوم الحكمان برفع التقرير إلى القاضي الشرعي إما بنجاح مساعي الجلسة وطي دعوى الطلاق، أو باستكمال الإجراءات التي تقود إلى الطلاق وانفصال الزوجين،[1] وعلى الرغم من عدم نجاح جلسة الصلح بين الزوجين في أبعاد شبح الطلاق عن بعض الأسر إلا أنه من الممكن أن يكون لها دور كبير في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين للوصول إلى اتفاقات حول إجراءات لطلاق وحقوق حضانة الأطفال، ولمزيدٍ من المعلومات يمكن الاطلاع على قانون الأحوال الشخصية في السعودية “من هنا“.
شاهد أيضًا: كم مدة صدور صك الطلاق
ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين
لا تخلو العلاقات الزوجية حديثةً كانت أم قديمة العهد من المطبات والمشاكل التي قد تعرقل سيرة الحياة الأسرية بالكامل، فإذا فشل الزوجان في التفاهم وحل مشاكلهما سويًا فلا مانع من اللجوء إلى عقلاء الطرفين لتحكيمها، وفي حال استمرار الخلاف ورفع دعوى طلاق، أو تفريق، تقوم المحكمة الشرعية في المنطقة بعقد ما يعرف بـ “جلسة الصلح بين الزوجين”، وفي جميع المراحل هناك ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين:
ما يقال عند اجتماع الزوجين بمفردهما
من الأفضل عند اجتماع الزوجين بمفردهما لبحث أفق العلاقة الزوجية التقيد بما يلي:
- التحدث بصراحة حول أسباب المشكلة التي قادتهما إلى اتخاذ قرار الانفصال.
- التحدث بواقعية حول ظروف المشاكل التي نشأت بين الزوجين.
- البحث في إمكانية إيجاد الحلول للمشاكل، وما هي احتمالية استمرار العلاقة الزوجية.
- الابتعاد عن الكلام المسيء الذي يمس بكرامة الطرفين أو يسيء لكينونتهما.
شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق وقت الغضب
ما يقال عند اجتماع الزوجين بحضور الأهل
قد يلعب أهل الزوجين دورًا هامًا في حل عقد النزاع الدائرة بين الزوجين وخصوصًا في حال وجود العقلاء لدى الطرفين، ومن أهم الأمور التي يجب الانتباه لها في هذه الحالات:
- بقاء أهل الزوجين هادئين وعدم السماح بارتفاع وتيرة الحديث.
- عدم الانخراط في النقاش بين الطرفين، والأخذ بعين الاعتبار أن الهدف هو إصلاح ذات البين.
- عدم القاء اللوم على أحد الزوجين بمفرده دون الآخر، وهنا يمكن استخدام عبارة “الطرفان على خطأ”.
- تأنيب أهل الزوج لولدهم وتأنيب أهل الزوجة لابنتهم على وصولهما لهذه النقطة من الخلاف.
ما يقال عند اجتماع الزوجين في جلسة الصلح
يتولى المحكمان في جلسة الصلح بين الزوجين مسؤولية إدارة النقاش وفي هذه الحالة من الأفضل:
- استقراء مدى قابلية الزوجين ورغبتهما بالوصول إلى حل للمشكلة.
- البحث في أسباب الخلاف ومناقشتها بصراحة مع الزوجين.
- الاستماع للطرفين لمعرفة رأيهما وتكوين فكرة عامة وتفصيلية عن المشكلة.
- تقديم النصائح حول الحلول الممكنة للمشاكل ومعرفة مدى مناسبتها للزوجين.
شاهد أيضًا: الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن
إجراءات ما قبل جلسة الصلح بين الزوجين
هناك مجموعة من الإجراءات التي لا بد منها قبل الشروع بعقد جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة، ومن أبرز هذه الإجراءات:
- استدعاء حكمين وهما ممثل عن الزوج وممثل عن الزوجة من الأقارب ومن الأفضل أن يتم اختيارهما بحيث يكونا على اطلاع بطبيعة الخلاف القائم بين الزوجين.
- استدعاء حكمين من الغرباء في حال عدم وجود أقارب يصلحون للمهمة، ويمكن أن يتم تسمية الحكمين من قبل المحكمة الشرعية، أو أن يتم اختيارهما باتفاق الزوجين.
- استدعاء محكمين شرعيين، وهما محاميان حياديان تحددهما المحكمة الشرعية بناء على الجدول المعتمد من قبل وزارة العدل، كما يمكن للزوجين المشاركة في اختيارهما أيضًا.
- استدعاء الزوجين عند اكتمال عناصر جلسة الصلح في المحكمة لبحث أسباب الاختلاف، وفي حال عدم أحد الزوجين تنعقد الجلسة لإقناع الطرف الآخر بسحب دعوى الطلاق أو التفريق.
شاهد أيضًا: ما هو حكم الحلف بالطلاق بالتفصيل
مسار جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة
قد يكون سبب وصول قضية الزوجين إلى المحكمة قيام أحد الطرفين أو كلاهما برفع دعوى طلاق أو تفريق، وفي جميع الحالات تقوم المحكمة الشرعية بعقد جلسة الصلح بين الزوجين والتي عادةً ما تتخذ المسار التالي:
- طرح المشاكل بهدوء بوجود محكمين وممثلين عن الزوج والزوجة وليس بالضرورة أن يكون ممثلا الزوجين من أهلهما، ولكن من الأفضل أن يكونا من العقلاء غير المتحيزين للتعامل مع المشكلة بعقلانية وحيادية.
- تحكيم الشرع والقانون في النزاع القائم بين الطرفين وفي هذه الحالة يؤخذ بعين الاعتبار حقوق كل من الزوجين وواجباته الشرعية تجاه الطرف الآخر.
- تقديم الاقتراحات والحلول للسيطرة على حدة التوتر الناشئ بين الزوجين والعمل على مراضاة الزوجين بالمديح والكلام الطيب وصولًا إلى ثني الزوجين عن قرار الطلاق.
- تبصير الزوجين بالآثار السلبية للطلاق وانعكاساته على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية، وعادةً ما يجاء أعضاء جلسة الصلح لهذه الطريقة بعد انقطاع الأمل في حل المشاكل القائمة بين الزوجين.
- في حال نجاح مساعي جلسة الصلح بين الزوجين يتم وضع اتفاقات ملزمة تجنبًا لتكرر المشاكل بين الزوجين بما يضمن استقرار الأسرة وحماية الأطفال من الآثار النفسية السلبية.
- في حال عدم التوصل إلى حل بين الزوجين يقوم القاضي بمنح مدة شهر قبل البدء بإجراءات انفصال الزوجين رسميًا لإعطاء مهلة كافية لكلٍ من الزوجين لمراجعة نفسه قبل إقدامه على خطوات الانفصال النهائية.
شاهد أيضًا: شروط الطلاق في المحكمة وإجراءات الطلاق في المحاكم السعودية
مدة جلسة الصلح بين الزوجين وعدد الجلسات
عادةً ما تستغرق جلسة الصلح بين الزوجين المختصمين مدة نصف ساعة تقريبًا يقدم فيها جميع أطراف الجلسة كل ما لديهم لمحاولة إقناع الزوجين بالعزوف عن قرار الانفصال، أما عدد جلسات الصلح بين الزوجين فهي جلسة واحدة بحضور قاضي المحكمة الشرعي، وبعد انتهاء هذه الجلسة يقوم المحكمان الشرعيان (المحاميان المحايدان) بتحديد مدى إمكانية عقد جلسة صلح ثانية في ضوء تطور مجريات القضية، وفي حال عقد عدة جلسات دون فائدة يقوم الحكمان برفع تقريرهما للقاضي الشرعي لمتابعة إجراءات الطلاق بين الزوجين.
أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين
يعود سبب فشل جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة إلى عدة أسبابٍ أبرزها:
- غياب المودة والاحترام بين الزوجين واللذان يعتبران أهم أسس استمرار ونجاح العلاقة الزوجية.
- تكبر أحد طرفي الخلاف أو كليهما وعدم الاعتراف بذنبه وتقديم الاعتذار للطرف الآخر في حال ثبوت إدانته بالخطأ.
- تحيز أحد أعضاء جلسة الصلح بين الزوجين سواءً كان أحد المحكمين الشرعيين أو قاضي المحكمة لأحد الزوجين، ويدخل في هذا الباب فساد القاضي والمحكمين الشرعيين نتيجة الرشوة أو الواسطة.
- تأخر موعد جلسة الصلح بين الزوجين إذ من شأن ذلك أن يفسد ما تبقى من علاقة بين الزوجين نتيجة استنفاذ كل طرق ومحاولات الحل الممكنة.
- عقد جلسة الصلح في وقت مبكر وبعد طلب أحد الأطراف الطلاق إذ أن الغضب في هذه الحالة سيبقى سيد الموقف وسيتسبب بفشل جميع المساعي لحل النزاع.
- ضغط المحكمة على أحد طرفي النزاع وإجباره على فعل أشياء تخالف قناعته الأمر الذي سيتسبب بتوسع الشرخ بين الزوجين وصولًا إلى انهيار العلاقة الزوجية بشكل كامل.
شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق على الحامل
الحالات التي لا تحتاج إلى جلسة صلح بين الزوجين
يمكن للقاضي أن يتخذ في بعض الأحيان قرار بانفصال الزوجين بشكل مباشر بمجرد وصول دعوى الطلاق أو التفريق إليه دون اللجوء إلى عقد جلسات صلح بين الزوجين، ومن هذه الحالات:[2]
- عدم قدرة الزوج على تغطية نفقات زوجته وأولاده سواء نتيجة البخل أو نتيجة الأوضاع المادية السيئة مع فشل الزوج في إثبات عدم قدرته على سداد النفقات الزوجية، والنص من القرآن الكريم قوله تعالى “ولا تمسكوهن ضرارًا لتعتدوا”.
- عدم تواجد الزوج وغيابه أكثر من عام عن زوجته حتى في حال تزويدها بالمال الكافي، وهذا يدخل في باب خشية المرأة على نفسها من الفتنة فيحق لها طلب الطلاق طلاقًا بائنًا.
- توقف العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته بسبب عدم مقدرة الزوج على تلبية حاجات زوجته الشرعية بشكل دائم وخصوصًا في حالات إصابة الرجل بمرض العنّة.
- وجود عيب في المرأة أو في الرجل كإصابة أحدهما بنوعٍ من الأمراض العقلية أو البدنية التي تمنع الطرفين من الإقامة سويًا.
- ارتداد أحد الطرفين عن الإسلام وهو أحد أسباب بطلان عقد النكاح بين الزوجين وتحرم العشرة بينهما ما لم يعود هذا الطرف المرتد إلى إسلامه.
شاهد أيضًا: من ألفاظ الطلاق الصريحة
وبهذا يختم المقال الذي تناول موضوع ما يقال في جلسة الصلح بين الزوجين مرورًا باستعراض الاستعدادات التي تسبق عقد جلسة الصلح ومسار جلسة الصلح بين الزوجين في المحكمة مع الإضاءة على أهم الأسباب التي قد تكون سببًا في فشل مساعي أعضاء ومحكمي جلسة الصلح لإعادة لم شمل الأسرة مجددًا.
المراجع
- ^
laws.boe.gov.sa , هيئة الخبراء بمجلس الوزراء نظام الأحوال الشخصية , 03/05/2022 - ^
islamweb.net , الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق , 03/05/2022