معلومات عن أبي هريرة أحد الصحابة الأجلاء والذي ولد في عام 602م وكان ذلك قبل الهجرة النبوية بحوالي 21سنة، وكان عبد الرحمن بن صخر الدوسي فقيهاً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحفظه جيداً نظراً لملازمته الدائمة للنبي بعد إسلامه سنة 7هـ، فاشتهر عنه أنه أوسع الصحابة علماً بالحديث وأكثرهم رواية له، وسوف نوفر المزيد من معلومات عن أبي هريرة عبر .
معلومات عن أبي هريرة
يقول البخاري أن عدد الطلبة الذين أخذوا الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه ورووه عنه من الصحابة ومن التابعين جاوز الثمانمائة طالب، نظراً لسعة حفظه له، كما نسب له أيضاً أنه قارئ للقرآن، فهو أحد قراء الحجاز المشهورين الأعلام، نظراً لتلقيه القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم، وتلقاه منه أبي بن كعب، وبعده أخذه عبد الرحمن بن هرمز.
وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى أبو هريرة البحرين، ثم أصبح أمير المدينة سنة 40هـ إلى 41هـ، وبعد ذلك عاش في المدينة يفتي للناس في أمور الدين ويعلمهم الحديث إلى أن توفي عام 59هـ.
اقرأ أيضًا: عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة
نبذة عن حياة أبو هريرة
كانت هناك أقاويل كثيرة عن الاسم الحقيقي لأبي هريرة، ولكن الاسم الأشهر هو “عبد الرحمن بن صخر”، واسم “عبد الرحمن” هذا قد وضعه له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه، فيقال أنه ولد باسم “عبد شمس”، وعندما كان يضع هرة برية في كمه كناه الناس بها وأطلقوا عليه “أبا هريرة” واشتهر بهذا الاسم، وعرف عنه أنه له أخ اسمه كريم، كان أبو هريرة طفلاً يتيماً وكان يعيش في اليمن مع قبيلته.
ولقد أسلم عندما دعاه الطفيل بن عمرو الدوسي إلى الدين الحنيف، فلبى دعوته وترك قبيلة دوس وهاجر في بداية العام السابع للهجرة، وكان عمره ثمانية وعشرين عاماً عندما ترك قبيلته الأزدية، وقد هاجر للمدينة ومعه بعض الناس من قبيلته، وكانت غزوة خيبر قائمة في ذلك الوقت، وهذه أهم معلومات عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ملازمة أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم
أقام أبو هريرة في المسجد النبوي بعد وصوله للمدينة وانضم إلى أهل الصفة، وهم بعض من المسلمين الذين ليس لهم أهل أو مأوى، حتى أنه قضى أربعة سنوات ملازم للرسول صلى الله عليه وسلم وفي معيته.
فقد ابتعد عن كل مظاهر الحياة ليستطيع ملازمته بشكل دائم، حتى أنه أصبح من المساكين، فقد لزم خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه في كل مكان حتى في بيوت زوجاته، كما كان يلازمه في غزواته مثل فتح مكة، كما لازمه في الحج أيضاً، فقد كان أكثر الصحابة علماً بالحديث النبوي، فدائماً ما كان يسأله كبار الصحابة عن الحديث، لأنهم يعرفون أنه ملازم دائم للرسول صلى الله عليه وسلم.
كان الفاروق عمر وعلي وعثمان وغيرهم من الصحابة السابقين يعرفون أن أبا هريرة قد استوعب الكثير من سنة النبي صلى الله عليه وسلم من قول وعمل، كما كان له قدرة كبيرة على سرعة الحفظ دون نسيان.
كما أنه كان أكثر من يتجرأ على أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكثير من الأشياء التي لا يستطيع غيره أن يسأل عنها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكلفه بعدد من المهام، ومن ذلك الحفاظ على الأموال التي تجمع من زكاة شهر رمضان، كما كلفه بالذهاب إلى البحرين ليكون مؤذناً ومرافقاً للعلاء بن الحضرمي الذي بعثه والياً آنذاك.
اقرأ أيضًا: لماذا سمي أبو هريرة وما هي صفاته
حياة أبو هريرة في زمن الخلفاء الراشدين
اشترك أبو هريرة في العديد من الحروب في زمن الخلفاء الراشدين، فقد حارب أبو بكر الصديق الردة بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة مشاركاً في هذه الحروب، كما اشترك أيضاً مع عمر بن الخطاب في فتح بلاد فارس.
وتولى ولاية البحرين بأمر من عمر بن الخطاب، الذي اتهمه في عشرة آلاف قد عاد بهم من ولايته ذاهباً للمدينة، ولكن أبا هريرة رفض هذا الاتهام وأكد أن هذه الأموال قد جمعها من خيله ومن تجارة الغلال وبعض الأعطيات، وعندما بحث عمر عن أصل الأمر تأكد من صحة كلامه وأنه لم يغتصب هذه الأموال، وقد عرض عمر عليه أن يعود إلى ولايته ولكنه رفض العودة إلى البحرين.
وبعد ذلك استقر في المدينة يقوم بتعليم الناس الحديث الشريف ويفتيهم في أمور الدين والدنيا، ولكنه لم ينعزل عن الأحداث في الدولة الإسلامية.
فقد ناصر عثمان والمدافعين عنه في يوم الدار، الأمر الذي جعل الأمويين يجلونه ويحفظون مكانته، وبالرغم من ذلك فقد هاجم مروان بن الحكم أثناء حكم معاوية، عندما رفض مروان أن يدفن الحسن بن علي بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، على الرغم من أن مروان لم يكن تولى ولاية المدينة في ذلك الوقت، ولذلك اتهمه أبو هريرة بالتدخل فيما لا يعنيه لينال رضا معاوية.
رواية أبو هريرة للحديث الشريف
لقد روى أبو هريرة العديد من الأحاديث النبوية الشريفة حتى أن الذهبي قال عنه أنه روى 5374حديثاً في المسند التابع لبقي بن مخلد، وأشارت الترجمة التي أوردها الذهبي في كتابه إلى أن لدى أبو هريرة 326حديث قد اتفق عليهم البخاري ومسلم، كما صحح البخاري 93حديثاً منفرداً، وصحح مسلم 98آخرين.
وقد ذكر أبو هريرة في العديد من الكتب غير كتاب الذهبي “سير أعلام النبلاء”، فعندما حقق شعيب الأرناؤوط مسند أحمد قد أحصى له 3870حديثاً، كما تم تجميع مسند خاص به في القرن الهجري الثالث على يد أبي إسحاق إبراهيم بن حرب العسكري، وتم حفظ نسخة منه في مكتبة بتركيا تسمى “كوبريللي”، كما تم تجميع مسند آخر له في مصنف الطبراني.
قال البخاري أن عدد الطلاب الذين أخذوا الحديث عن أبي هريرة قد تجاوز 800طالب، ويعود ذلك إلى سعة حفظه، ولكن كان لأبي هريرة نفسه رأي آخر، فقد قدم عبدالله بن عمرو على نفسه في حفظ الحديث، لأن عبدالله كان يدون ما يحفظ ولكن أبا هريرة لم يفعل ذلك.
وكان أبو هريرة أيضاً من حفظة القرآن الكريم، تلقاه عنه أبي بن كعب وبعده الأعرج، وفي وقت ولاية مروان بن الحكم على المدينة أراد أن يختبر حفظه، فطلب من أبي هريرة أن يقول له الحديث وجعل كاتبه جالساً وراء ستار يكتب ما يقول.
واستدعاه بعد فترة ليقول له الحديث مرة أخرى، وطلب من الكاتب المقارنة بين المرتين، فلم يجد تغيير في حرف واحد، ولما أخبره مروان بما فعله طلب منه أبو هريرة أن يقرأ ما كتبه، ولما وجده حافظاً له طلب منه أن يمحو ما كتبه ليروي الحديث شفوياً كما يفعل هو.
وفاة أبي هريرة رضي الله عنه
كان موعد وفاة أبي هريرة فيه اختلاف كبير، فهناك رواية تقول بأنه توفي عام 57هـ في نفس العام الذي توفيت فيه أم المؤمنين عائشة، ولهذه الرواية مؤيدون منهم علي بن المديني وقائلها هشام بن عروة وغيرهم.
ولكن الهيثم بن عدي يقول أن الوفاة كانت عام 58هـ، وقد توفي في وادي العقيق، وبعدها تم نقل جثمانه إلى المدينة المنورة ليتم دفنه في البقيع، وقد طلب في وصيته عدم النواح عليه بعد موته، وألا يضربوا عليه الفسطاط، وأن يسرعوا به، وألا يتبعونه بمجمرة.
اقرأ أيضًا: متى أسلم أبو هريرة رضي الله عنه
وبهذا نكون قد وفرنا لكم معلومات عن أبي هريرة وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.