جدول المحتويات
من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب ؟، حيث تطورت أدوات القتل والفتك عبر العصور، فمن الوسائل البدائية والحِراب والسيوف إلى أنواع الغاز التي تؤدي إلى إبادات جماعية في بعض منها، وتستخدم بعضها القوى الأمنية في الدول لتفريق المظاهرات وأعمال الشغب وما إلى ذلك، وفي هذا المقال سنعرف من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب.
من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب
أول من استخدم الغازات السامة في الحروب هو الجيش الألماني، حيث كانت هذه الغازات موجودة قبل وقت طويل من الحرب العالمية الأولى، ولكن القادة العسكريون والضباط كانوا مترددين في استعمال الغازات السامة في الصراعات والحروب، أو استعمالها كسلاح يعتبر أمرًا غير حضاري، وكان أول من تبنى هذه الفكرة هو الجيش الفرنسي، حيث كانت قائمةً على قذف الغازات على الأعداء باستعمال الغاز المسيل للدموع الذي استخدم ضد الألمان .
بدأ الجيش الألماني في أكتوبر من عام 1914، استعمال قذائف تطلق على الأعداء، وهي متشظية بكرات تعامل كيميائيًا بمواد مهيجة، وتم استعمال غاز الكلوراين في أبريل من عام 1915، من قبل الجيش الألماني، وكان على شكل أسطوانات ضد الجيش الفرنسي حيث يعمل غاز الكلوراين على تدمير الجهاز التنفسي للخصم والذي يؤدي إلى الموت الأسود وهو موت بطيء خنقًا. [1]
شاهد أيضًا: متى انتهت الحرب العالمية الأولى
ضحايا الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى
يعتبر أدولف هتلر من أكثر الضحايا ملاحظة، حيث كان قد أصيب بالغاز وتم إسعافه إلى مستشفى في ويرفك، ثم حصل له عمىً مؤقتًا، وعلى إثر ذلك رفض بأن يتم استعمال الغاز في الحرب خشيةً منه على رد الأذى بالأذى خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن ما خشيمنه قد وقع، حيث استعملت الغازات السامة مثل زايكلون بي في معسكرات الإبادة .
وقد تعرض المدنيون لهذه الغازات السامة التي انتقلت إليهم عبر الرياح، وكان أغلبهم في البلدات القريبة من خط الجبهة، ولك يتمكن المدنيون من استعمال الأقنعة الواقية للغاز، بسبب عدم وجود أجهزة إنذار تنبههم إلى خطر اقتراب الغاز السام، وحسب الإحصائيات الرسمية فقد بلغ عدد القتلى المدنيين قرابة 5200، ولكن هو أكبر من ذلك .
الغاز المسيل للدموع
الغاز المسيل للدموع أو الغاز المدمّع: قامت بصنعه شركة بريطانية في خمسينيات القرن العشرين، وهو يعد من الوسائل القديمة المستخدمة في فض التجمعات الاحتجاجية والسيطرة على الاحتجاجات المدنية وإنهاء أعمال الشغب، ويتكون من ثلاثة مواد كيميائية يرمز لها اختصارًا بالحروف (CN) و(CR) و(CS) ومن رذاذ الفلفل، ويعود استخدام الغاز المسيل للدموع إلى نحو ألف سنة خلت وذلك بحسب المصادر التاريخية، التي تشير إلى سبق الصينيين في هذا المجال عندما أفقدوا أعداءهم الرؤية من خلال قذفهم للفلفل المطحون المغلف بأوراق قش الأرز، وشاع استعمال الغاز المسيل للدموع من قبل دول تصف نفسها بالديمقراطية وتنعت الآخرين بالدكتاتورية عن طريق رجال الشرطة والقوى الأمنية، وذلك لتفريق المظاهرات السياسية. [2]
شاهد أيضًا: من نتائج الحرب العالمية الثانية
غاز الخردل
غاز الخردل أو مايعرف بـكبريتيد الخردل: هو مركب كيميائي من المركبات العضوية التي تدعى الثيولات، حيث يتحول إلى سائل يصدر بخارًا خطرًا، ويسبب حروقًا وتقرحًا في الجلد المعرض له، كما يؤدي إلى أذى الجهاز التنفسي عند تنشقه، وعند ابتلاعه يسبب التقيؤ والإسهال، ويلحق الضرر أيضًا بالجلد والرئتين والأغشية المخاطية والعين والأعضاء التي يتولد فيها الدم، كما يسبب غاز الخردل السرطان والتغييرات الوراثية، وهذه أخطر التأثيرات الطويلة الأجل، ولا يوجد له أي علاج حاليًا. [3]
تأثير الغازات السامة في الحرب العالمية الثانية
اتفقت الدول والأمم الموقعة على عدم استعمال الغازات السامة في الحروب، وذلك في بروتوكول جنيف الذي يتكلم عن استخدام الغازات السامة في الحروب، في مؤتمر جنيف الثالث , الموقع سنة 1925، ولكن بعض الأطراف لم تلتزم بهذا الاتفاق، مثل إيطاليا التي استخدمت الغاز ضد الامبراطورية الإثيوبية عام 1935 و1936، وامبراطورية اليابان التي استخدمته ضد الصين، وفي المدارس تم تعليم الأطفال كيفية لبس الأقنعة التي تحفظهم من تأثير الغازات السام وغيرها، وقد طورت ألمانيا النازية خلال الخرب غازات، مثل: سارين، وتابون، وسومان، واستخدمت في معسكرات الإبادة النازية غاز زايكلون بي، كما أن الولايات المتحدة ناقشت استعمال الغاز ضد اليابان أثناء التخطيط لاحتلال اليابان.
شاهد أيضًا: طبيعة العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية
ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم من أول من استخدم الغازات السامة في الحروب، حيث استخدمتها الجيوش الألمانية في الحرب ضد أعدائهم، وكانت هذه الغازات موجودة قبل الحرب العالمية الأولى.