من أول من تمنى الموت ، هذا ما سيتم التعرف عليه خلال المقال ربما يكون تمني الموت من الأمور المنهي عنها شرعًا، إلا إذا تمناه الإنسان خوفًا من إدراك الفتنة، وأن يموت الله الإنسان على الإسلام والصلاح، قبل أن يحل زمن الفتنة.
أول من تمنى الموت
من أول من تمنى الموت هو نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، فقد روى عن قتادة رحمه الله أنه قال: لم يتمن أحد الموت قبل نبي الله يوسف، ويقال إنه لم يكن يقصد تمني الموت بالمعنى الحرفي للكلمة بقدر ما كان يأمل أن يميته الله على الإسلام والصلاح، ولعل هذا هو القول المعتد به عند جمهور المفسرين؛ لأن تمني الموت بالمعنى الحرفي منهي عنه، كما هو وارد في النصوص الصريحة.
شاهد أيضًا: من هو أول من كتب باسم الله الرحمن الرحيم
السبب في تمني يوسف الموت
لعل السبب الذي دعا نبي الله يوسف عليه السلام لكي يطلب الموت ويتمناه أنه لما أتم الله تعالى عليه نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وذلك بأن رد عليه أهله، ولم شمله بأبيه وأمه وأخوته، بالإضافة إلى الملك، شعر أن الموت قريب منه، ومن هنا كان حريصًا على أن يدركه الموت وهو على الإسلام، وأن يلحقه الله بالصالحين من الأنبياء والمرسلين والمتقين من عباد الله، فعلى الأغلب اكتمال النعم يشعر الإنسان بدنو الأجل، ومن هنا دعا ربه كما جاء في القرآن الكريم فقال: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).
حكم تمني الموت
بالرغم من أن تمني الموت من الأمور المكروهة في شريعة الإسلام، إلا أن تمني الموت ربما كان جائزًا على شريعة نبي الله يوسف، كما قال بذلك العلامة القرطبي في الجامع لأحكام القرآن الكريم، ورأي الجمهور أنه لم يتمنى الموت على الإطلاق، وإنما قيده بأن يميته الله على الإسلام، وهذا جائز في كل الشرائع، أما أن يتمنى الإنسان الموت لضر أصابه، أو لكرب وقع فيه فهذا مما وقع النهي عليه.
المرأة التي تمنت الموت
من النساء اللائي تمنين الموت السيدة مريم البتول، وذلك عندما فاجأها المخاض الوضع عند جذع النخلة، وذلك لخوفها من مظنة الشر بها، واتهامها بالبغي والتردي في دينها، وهي التي كانت معروفة بين قومها بالصلاح والتقوى، ومن هنا تمنت أن يكون الموت بديلاً عما هي فيه أي من أن تأتي بولد لا أب له من البشر، وقد حكى القرآن الكريم ذلك الموقف عن السيدة مريم فقال: (فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا).
تمني الموت وقت الفتن
أباح جمهور الموت تمني الموت في وقت الفتن مخافة أن يقع الإنسان في تلك الفتن ويتأذى بها، وهذا ما أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما سيكون آخر الزمان من تمني الإنسان دخول القبر خوفًا من الفتنة على دينه، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقَبْرِ الرَّجُلِ فيَقولُ: يا لَيْتَنِي مَكانَهُ”، وكان الخليفة الثالث الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللّهم، قد ضعفت قوتي، وكبرت سنين، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيِّع ولا مُقصِّر.
شاهد أيضًا: من هو اول يتيم
وفي نهاية هذا المقال عن من أول من تمنى الموت نكون قد أوردنا كافة التفاصيل من أن أول من تمنى الموت هو نبي الله يوسف عليه السلام، إلى جانب طائفة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالموضوع.