جدول المحتويات
من اعظم الامانات التي اداها النبي هو سؤال من الأسئلة المهمة والتي لا بدَّ من توضيح إجابتها، فمن المعروف عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه ذو خلق حسن وأمانة وصدق عظيمين، وقد اشتهر بذلك قبل الدعوة النبويَّة حتى، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أعظم الأمانات التي أداها النبي، كما سنُعرِّف بالأمانة في الإسلام، بالإضافة إلى التعريف بالدعوة النبوية الشريفة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
الأمانة في الإسلام
إنَّ معنى الأمانة في الإسلام هو معنى شامل وعام، حيث تشتمل الأمانة على كل أوامر الشرع ونواهيه وكل ما استودعه الله تعالى أمانة للإنسان من الجوارح والوقت والصحَّة، أمَّا معنى الأمانة الخاص هو كل ما للناس من حقوق عند الإنسان ولها أشكال وصور مُتعددة ومن ذلك حقوق الناس المالية والمادية، وحفظ أسرار الناس وأمورهم الخاصة، وكذلك حفظ الأمانة عند استلام المناصب أو المسؤوليات، وإنَّ الأمانة من الأمور التي عظَّمها الدين الإسلامي وجعل قدرها عاليًا وكبيرًا، فقد ورد ذكر لأمانة في قوله تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”[1]، والله أعلم.[2]
من اعظم الامانات التي اداها النبي
من اعظم الامانات التي اداها النبي هي تبليغ الرسالة والدين الإسلامي، فمن المعروف أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم اشتهر بأمانته الشديدة قبل نزول الوحي عليه، وقد أثبت ذلك في الكثير من المواقف العظيمة قبل الدعوة الإسلامية وبعدها، إلَّا أنَّ أعظم أمانة أداها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم هي أمانة تبليغ الدين الإسلامي بتشريعاته وأحكامه والإخبار بآيات القرآن الكريم دون أي نقص أو تحريف، فقد كانت حياته صلَّى الله عليه وسلَّم مُكرَّسةً بشكل كامل لتبليغ الدين والرسالة الإسلامية، وذلك ضمن ظروف صعبة ومشقَّات كثيرة وعقبات مُختلفة، إلَّا أنَّه نجح بحمل هذه الأمانة العظيمة وأدائها على أكمل وجه.[3]
شاهد أيضًا: كم عدد مجموع سنوات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
الدعوة النبوية في مكة
بدأت الدعوة النبوية في مكة المكرمة، حيث نزل الوحي على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيها، وقد هدفت الدعوة في هذه المرحلة إلى التخلص من أشكال الوثنية والعادات الجاهلية الباطلة المُنتشرة، بالإضافة إلى أنَّ الدعوة في هذه المرحلة ركَّزت على الحث على الأخلاق الفاضلة والحميدة وعملت على الإرشاد غلى الفطرة الإنسانية السليمة، كما ركَّزت على البدء بسن التشريعات والأحكام الأولى للدين الإسلامي، وقد انقسمت الدعوة في مكة إلى قسمين وهما:[4]
- الدعوة السرِّية: وهي مرحلة استمرت لثلاث أعوام، حيث كانت الدعوة فيها تقتصر على المُقربين بالنبي، وكان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو فيها إلى التوحيد والابتعاد عن عبادة الأصنام والوثنية.
- الدعوة العلنية: وهي مرحلة استمرت لعشر سنوات، وانتهت بهجرة النبي إلى المدينة المنورة، وقد أصبحت فيها الدعوة بشكل علني، لكنَّها اقتصرت على الدعوة بالأقوال والكلام دون القتال أو المواجهة المُسلحة، وقد شهد فيها النبي شتَّى أنواع العنف والمواجهة والتكذيب من قبل قريش.
الدعوة النبوية في المدينة
شكَّلت بداية الدعوة النبوية في المدينة بداية جديدة وقوية للدعوة الإسلامية، وقد استمرت هذه المرحلة حتى وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث بدأت الدولة الإسلامية بالتمركز والتشكّل بعد الهجرة النبوية، وبدأت الدعوة إلى الدين تأخذ شكلًا آخر وطابعًا مختلفًا، فلم تعُد الدعوة تقتصر على الكلام بل أصبحت مُترافقة مع القتال وصد الاعتداء بطريقة عسكرية من خلال الغزوات والمعارك، ومن الجدير بالذكر أنَّ أهداف الدعوة النبوية في المدينة اختلفت عن الأهداف في مكة المكرمة، ومن الأهداف في هذه المرحلة نذكر:[5]
- إرساء التشريعات الإسلامية: وذلك من خلال توضيح الأحكام والتشريعات الإسلامية النهائية وتوضيح ما هو واجب وما هو مُستحب وما هو مكروه ومُحرَّم.
- مُحاربة اليهود: حيث كان اليهود في هذه المرحلة من أكثر أعداء المُسلمين والذين كانوا يكيدون للمُسلمين المكائد، وقد وضَّحت الآيات القرآنية في كثير من المواضع مكر اليهود وكيدهم، لذا فإنَّ محاربة اليهود انت من أبرز أهداف هذه المرحلة.
- التآلف بين الأنصار والمُهاجرين: وخلق روح التآخي والإيمان بين المُسلمين، وتمكين الروابط القوية بين المُسلمين.
- توطيد الدولة الإسلامية: وذلك من خلال تمكين أركان الدولة وتوطيدها، ووضع الأسس التي تقوم عليها الدولة الإسلامية والدين الإسلامي.
- توضيح الحقوق والواجبات: فقد بيَّنت هذه المرحلة ووضَّحت الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطنين الذين يعيشون ضمن الدولة الإسلامية، كما أكَّدت على حرية اختيار الدين.
شاهد أيضًا: تضييع المال الذي اؤتمن عليه الشخص وخيانة الأمانة من علامات النفاق العملي
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي كان بعنون من اعظم الامانات التي اداها النبي، والذي عرَّف بالأمانة في الإسلام، وبكون تبليغ الدعوة والرسالة هي من أعظم الأمانات التي أداها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، كما عرَّف بالدعوة النبوية في مكة والمدينة.