من اعمال النبي في المدينه .. تفاصيل هجرة النبي محمد

جدول المحتويات

من اعمال النبي في المدينه من المعلومات التي يرغب الكثير من المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في معرفتها؛ وذلك لأن النبيصلى الله عليه وسلّم قد أسّس الدولة الإسلامية في المدينة المنوّرة، وكان له عظيم الأثر في اتّساع رقعة الدولة الإسلاميّة، وفي انتشار الإسلام في أرجاء الكوكب الأرضيّ، وفيما يلي سنتعرّف على ما هي الأعمال التي قام بها النبي في المدينة.

هجرة النبي من مكة إلى المدينة

لمّا أمر الله – عزّ وجلّ نبيّه بالجهر بالدعوة الإسلاميّة بعد أن كانت سريّة في بادئ أمرها، فقد قال الله لنبيّه:” فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ” [1]؛ فجهر الرسول بالدّعوة، ولكنه لقى من المشركين أذًى كثيرًا، وكان يعرض نفسه على القبائل كلّ عامٍ؛ ليُأمنوه، ويستضيفوه، ولكنهم رفضوا؛ حتى قبل أهل المدينة باستضافته.

وخرج النبي صلى الله عليه وسلّم في وقت الظهيرة إلى بيت أبي بكر الصدّيق؛ ليُعلمه بأن الله – عز وجلّ قد أذن لهما بالهجرة،وقال له:”(فإنِّي قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ؛ فقالَ أبو بَكْرٍ: الصَّحابَةُ بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ، قالَ أبو بَكْرٍ: فَخُذْ بأَبِي أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ إحْدَى راحِلَتَيَّ هاتَيْنِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بالثَّمَنِ”. [2]

واختيار أبو بكر كان لمكانته عند رسول الله، وأنه كان أول من أسلم من الرّجال، واختار عبد الله بن أريقط دليلًا لهم في الطّريق، مع أنه لم يكُن مسلمًا، ولكنّه كان خبيرًا بالطُّرُق ومسالكها، ولمّا علمت قُريش قامت قيامتها؛ فصاروا يحثّون الفرسان والشُّجعان بالجوائز على من يقوم بقتل محمد، أو الإتيان به، واختبأ النبي وأبو بكر في غار ثور؛ لأن المشركين كانوا يُفتّشون عنهم في كلّ مكانِ.

وأتى المشركون إلى الغار، وأبو بكر يرتجف، ويقول للنبي: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه؛ لرآنا، والنبيصلى الله عليه وسلّم يقول له: يا أبا بكر، ما ظنُّك باثنين، الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا، وانصرف المشركون من الغار، وأكمل النبي رحلته، وكان في خلفهم رجلًا يُسمّى سُراقة بن مالك؛ فلما رأى النبي وصاحبه؛ فرح فرحًا شديدًا، وأخذ يُردّد: الآن يا سُراقة أحرزت المائة ناقة، وهي المكافأة التي وضعها المشركون لمن يقتل النبيّ، ولكن ما لبث إلا أن هبطت قدما الفرس الذي كان يركبه في الرّمال، وتحوّلت أحلامه أوهامًا، وانصرف النبي وصاحبه ذاهبين إلى المدينة المنوّرة، ولقيها أصحابها بفرحة عارمة، ومن هنا بدأت قيام الدّولة الإسلامية.[3]

مكانة المدينة المنورة

ازدانت المدينة المنوّرة بقدوم النبيصلى الله عليه وسلّم إليها، وزادها تشريفًا وتعظيمًا بين غيرها من البُلدان، ومن أهم الميزات التي شرُفت بها المدينة: [4]

  • حرّم النبي صلى الله عليه وسلّم القتل فيها، أو إزهاق الأرواح، والقتال فيها.
  • سُمّيت من قبل النبي بطيبة، وفي هذا الاسم دلالة على مكانتها عند رسول الله.
  • كما أنها كانت مهبطًا للوحي على رسول الله؛ فالقرآن الذي نزل على رسول الله.
  • دعا النبي لها بالبركة، ودعاء النبي مُستجاب بإذن الله.
  • عدم دخول المسيح الدّجّال المدينة.
  • وجود المسجد النبوي فيها، وهو إحدى ثلاث مساجد، قال النبي بأنه لا يُشدّ الرّحال إلا لها، كما أن ثواب الصلاة فيه أضعاف ثواب الصّلاة في غيره.
  • وجود مسجد قباء فيها، وهو أول مسجد بُني في الإسلام، ويُعادل أجر الثّواب فيه؛ أجر ثواب أداء عُمرةٍ.
  • حماية الله عزّ وجلّ لساكنيها ممن أراد بهم سوءًا، وردّ كيد من يُدبرون لهم في نُحُورهم.

من اعمال النبي في المدينه

لما هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنوّرة، أراد أن يُؤسّس دولة إسلاميّة، تقوم على المبادئ والأُسُس الإسلامية، وتكون قادرة على دفع العُدوان عنها، وأيضًا على نشر الدّين الإسلاميّ في شتَّى بقاع الأرض؛ حتى يُبلّغ الرسول رسالة ربّه، ولعلّ من أفضل الأعمال التي قام بها النبي في المدينة ما يأتي:

بناء المسجد

لما وطأت قدما النبي المدينة، أراد كلّ واحدٍ من أهلها أن ينال شرف استضافة النبي، وسارت ناقة النبي، وكانت تُسمّى القصواء إلى مكان ما، وبركت فيه؛ فأمر النبي صلى الله عليه وسلّم أن يُبنى المسجد في المكان الذي بركت فيه النّاقة، وكان هذا المسجد هو مسجد قباء أوّل مسجدٍ بناه المسلمون في المدينة، أما أوّل مسجدٍ وضع للنّاس فهو المسجد الحرام، وقد بنى النبي المسجد النبوي في فترة مُكُوثه عند أبي أيوب الأنصاريّ، وقد قيل: إن مدّة بناء المسجد كانت سيعة أشهر، وقال غيرهم: إنها أقلّ من شهر، وقيل غير ذلك.

وكان المكان الذي بُني فيه المسج لغلامين كانا في حجر أسعد بن زرارة، ولكن النبي اشتراه منهم، وبنى فيه المسجد، وقد بُني من الطوب اللّبِن، أما أعمدته فكانت من خشب النّخيل، وسقفه كان من جريد النّخيل، وكان لهذا البناء عظيم الأثر في النّفوس.

والحكمة من جعل أول عمل يقوم به النبي هو بناء المسجد: تنويه النبي على ارتباط الدّين بالسّياسة، فكان المسجد بمثابة مقرّ القائد الذي يُرشد أتباعه إلى ما فيه صلاح هذه الأمة، وما فيه صلاح دينهم، أن الأصل في الدولة الإسلاميّة هو تقوية أواصر العلاقة مع الله تعالى، وأن ما تقوم عليه الدّولة من أمور، لا بُد وأن يُطابق ما قاله الله عزّ وجلّ، وما حثّ عليه رسوله، فكان المسجد جامعًا لمعظم الأنشطة للدولة. [5]

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

المهاجرون هم الذين تركوا أموالهم وأولادهم من أجل نُصرة الإسلام، وهاجروا من مكّة إلى المدينة، والأنصار هم سُكّان المدينة، وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلّم بين المُهاجرين والأنصار، فجعل كل مهاجرٍ مع أخيه من الأنصار، ولقد ضرب الأنصار في ذلك أروع الأمثلة، فمن كان يمتلك أرضًا، أو أموالًا قاسم أخاه المهاجر فيه، حتى بلغ من شدّة إيثارهم على أنفسهم أن من كان متزوّجًا بامرأتين؛ طلّق أحدهما؛ حتى يتزوّج بها أخوه المُهاجر، وهذا الترابط الذي ربط بين المهاجرين، والأنصار كان سببًا قويًّا في تكوين دولةٍ فتيّةٍ لا تخشى في الله لومة لا ئمٍ. [6]

العهود بين المسلمين والبهود

أراد النبي صلى الله عليه وسلّم منذ قدومه المدينة المنوّرة أن يُنظّم العلاقة في المعاملات بين المسلمين بعضهم البعض، وبين المُسلمين وغيرهم من اليهود، حيث كان يُقيم بنو قُريظة، وبنو النّضير، وبنو قينقاع في المدينة؛ فأراد أن يُنظم العلاقة معهم؛ حتى إذا بادرو بخيانة تلك العهود والمواثيق؛ يُقضى عليهم، وسُمّيت الوثيقة آنذاك بوثيقة المدينة. [7]

السوق الإسلامي في المدينة

كان لليهود سوقًا خاصًّا بهم في المدينة، وكان يُسمّى بسوق بني قينُقاع، وبطبيعة الحال فإن تلك الأسواق لا تقوم في معاملاتها على المنهج الإسلاميّ القويم، وكذلك كان لا يدخُل المسلمون إليها إلا إذا دفعوا خراجًا لليهود؛ فأراد النبي أن يُقيم سوقًت يقوم في تعاملاته على تعاليم الدين الإسلاميّ الحنيف، وخصوصًا، وأن النبي قد جرّم المعاملات في المسجد، ومنع البيع والشراء، أو أي نشاط تجاريّ أو اقتصاديّ فيه. [8]

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على من اعمال النبي في المدينه ، والحديث عن هجرة النبي من مكّة إلى المدينة، والملابسات التي حدثت مع النبي وصاحبه في تلك الرّحلة، كما تعرّفنا على مكانة المدينة عند النبي، والسبب في أن أول عمل يقوم به النبي في المدينة هو بناء المسجد، والحديث عن العهود والمواثيق بين المسلمين واليهود، وإقامة السّوق الإسلاميّ.

المراجع

  1. ^سورة الحجر , الآية 94 , 5/9/2020
  2. ^صحيح البخاري , رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3905، صحيح. , 5/9/2020
  3. ^صحيح السنة النبوية , إبراهيم العلي (1995)، صحيح السيرة النبوية (الطبعة الأولى)، عمّان: دار النفائس، صفحة 119129. بتصرّف. , 5/9/2020
  4. ^alukah.net , فضائل المدينة وحرمتها , 5/9/2020
  5. ^البداية والنهاية , إسماعيل الدمشقي (1424ه2003م)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، الجيزة: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 530536، جزء 4. بتصرّف. , 5/9/2020
  6. ^.alukah.net , أسس بناء المدينة الفاضلة , 5/9/2020
  7. ^islamway.ne , كيف بنى النبي المسجد , 5/9/2020
  8. ^alukah.net , هوية الدولة وإستراتيجيتها في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/61644/#ixzz6XBpqJKuq , 5/9/2020