من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر

من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر هو حديث شريف يدل على أهميّة الصلاة في جماعة، ولهذا الحديث أهمية كبيرة في بيان فضل ومنزلة صلاة الجماعة، كما حثت الكثير من الأحاديث النبوية على أدائها جماعة، وفي مقالنا الآتي في سوف نتعرف هذا الحديث من حيث شرحه وتفصيله ومعانيه.

من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر

من سمع النداء، فلم يأته هو حديث شريف صحيح ورد عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمعَ النِّداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ)[1]، فالصلاة هي أهم ركن من أركان الإسلام، وللمحافظة عليها أجر كبير وثواب عظيم عند رب العالمين، وكذلك من تهاون في أدائها فهو في خطر عظيم، والحديث فيه حث على صلاة الجماعة في المسجد، ففضلها ليس كفضل المصلي لوحده في البيت، فهو في كل خطوة يخطوها إلى المسجد يكون له الأجر والثواب، ولا يجوز للمصلّي التأخر أو التغيّب عن أداء صلاة الجماعة إلا لوجود عذر يمنعه من ذلك، والعذر الشرعي الذي يمنع الصلاة جماعة مثل المرض الشديد، أو الخوف من أمر ما وما سواه ليس عذرًا، فمن حافظ على أداء الصلاة في جماعة كانت له النور والنجاة يوم القيامة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمح حتى للأعمى من التأخر عنها، دلالة على أهميتها ومكانتها العظيمة.[2]

شاهد أيضًا: تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية

معنى حديث من سمع النداء ابن باز

المقصود بالنداء الذي ورد في الحديث النبوي الشريف هو: صوت المؤذن وهو ينادي للصلاة، وعلى المؤمن أن فطنًا حريصًا على بلوغ أفضل المراتب وأعلاها، وأولى مراتب الفلاح والصلاح هي المداومة على صلاة الجماعة في المسجد، ومشاركة إخوانه المسلمين في أدائها وحضورها، وقد ورد فضل المحافظة على صلاة الجماعة في الحديث الشريف عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من حافظَ على الصلاةِ كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ ومن لم يحافظْ عليها لم يكن له نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ وحُشر يومَ القيامةِ مع فرعونَ وهامانَ وقارونَ وأبيِّ بنِ خلفٍ)[3]، فمن أراد أن يلاقي ربه مسلمًا قانتًا عابدًا، فليحافظ على الجماعة في وقتها، لأن صلاة الجماعة هي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي تركها هجر لهذه السنّة.[4]

شاهد أيضًا: فضل الصلاة في المسجد النبوي

من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجمعة والجماعة

هناك عدد من الأعذار الشرعية المبيحة للمصلّي بالتخلف عن صلاة الجماعة والجمعة، وهذه الأعذار لا تشمل تكاسل المسلم أو مجرد انشغاله عن أداء صلاة الجماعة، ويمكننا تلخيص الأعذار المبيحة للتأخر عن صلاة الجماعة وهي:[5]

  • المطر الغزير الذي لا يستطيع فيه الشخص الخروج للصلاة في جماعة.
  • الرياح شديدة الهبوب خاصة ليلاً لما يترتب على المصلي من مشقة في حال الذهاب إلى المسجد.
  • البرد القارص سواءً كان ذلك في الليل أو في النهار، وأيضًا الحرّ الشديد، والمقصود بالبرد الشديد والحر الشديد هو الغير مألوف والذي لم يعتد عليه السكان.
  • شدّة الظلام، المقصود بها: هي عدم قدرة المصلي على إبصار طريق المسجد، بحيث لو أن المصلي ذهب إلى المسجد فإنه يخاف على نفسه من حصول شيء له أثناء ذهابه.
  • المرض الشديد الذي يمنعه من الصلاة جماعة.
  • الخوف، وينقسم إلى عدة أنواع هي: الخوف على النفس، والخوف على الأهل، والخوف على المال.

في الختام نكون قد تعرفنا على من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر وهو حديث شريف يحث على الصلاة في جماعة، حيث إنه لا يجب التخلف عن أداء الصلاة في جماعة إلا لعدد من الأعذار ومنها المرض الشديد، والخوف الشديد، والمطر الشديد والحر الشديد وغيرها من أسباب وأعذار شرعيّة.

المراجع

  1. ^
    صحيح ابن ماجه ,  عبدالله بن عباس ،الألباني ،صحيح ابن ماجه ، 652، صحيح
  2. ^
    dorar.net , الموسوعة الحديثية , 16/08/2022
  3. ^
    فتاوى نور على الدرب لابن باز , عبدالله بن عمرو ، ابن باز ، فتاوى نور على الدرب لابن باز ، 6/71 ، إسناده صحيح
  4. ^
    binbaz.org.sa , معنى حديث: “من سمع النداء…” , 16/08/2022
  5. ^
    fiqh.islamonline.net , الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة , 16/08/2022