اشتهر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بالكثير من الصفات الحميدة،
فهل من صفات عمر بن الخطاب العدل؟ نجيب لكم عن هذا السؤال من خلال السطور التالية.. تابعونا
من صفات عمر بن الخطاب العدل؟
كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، شديد الحرص على المساواة بين جميع الرعية،
لذا اشتهر بالعدل، وهناك العديد من المواقف والقصص التي تدل على ذلك ومنها الآتي:
قصة الدرهم وموقف عمر رضي الله عنه مع المعيقيب
عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب، فكنس بيت المال يومًا فوجد فيه درهمًا، فدفعه إلى ابنٍ لعمر، قال معيقيب: فانصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب أوجدت علي في نفسك شيئًا؟ قال: قلت: ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: (أردت أن تخاصمني أمة محمد ﷺ في هذا الدرهم).
وقف إقامة حد السرقة بعام المجاعة
قام سيدنا عمر بن الخطاب بوقف تطبيق حد السرقة في عام الرمادة، وقد قام بذلك لأن شروط تنفيذ الحد
لم تكن متوافرة، لذا قام بوقف تنفيذه، فمن يأكل بسبب شدة الجوع ما يكون ملكًا لغيره، فلا يقصد السرقة،
ولهذا لم يقطع عمر يد الرقيق الذين أخذوا ناقة، ثم ذبحوها ليأكلوا منها، بل أمر سيدهم حاطب بدفع ثمن الناقة،
وقد قال عمر : (لا يُقطع في عَذْقٍ، ولا عام السَّنة).
حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر
لما فتح المسلمون “تستر”، فبعثوا بالهرمزان إلى عمر بالمدينة لأنه نزل على حكمه، فلما وصلوا إلى بيته لم يجدوه فيه، فسألوا عنه فقيل لهم: إنه ذهب إلى المسجد، فجاءوا إلى المسجد فلم يجدوا فيه أحدًا، فرجعوا فإذا بأولاد يلعبون فقال لهم الأولاد: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد عمر، قالوا لهم: هو في المسجد نائم.
فرجعوا إلى المسجد فوجدوه نائما متوسدا برنسًا له ودرته معلقة في يده، فقال “الهرمزان”: أين عمر؟ فقالوا: هو ذا النائم، وجعلوا يخفضون أصواتهم لئلا ينبهوه، وجعل “الهرمزان” يقول: وأين حجابه؟! وأين حراسه؟!، فقالوا: ليس له حجاب ولا حراس ولا كتاب، ولا ديوان، فقال: ينبغي أن يكون نبيا، فقالوا: بل يعمل بعمل الأنبياء.
فقال “الهرمزان”: (عدلت فأمنت فنمت، والله إني قد خدمت أربعة من ملوك الأكاسرة أصحاب التيجان،
فما هبت أحدًا منهم هيبتي لصاحب هذه الدرة).
من صفات عمر بن الخطاب التواضع
- ورد في تاريخ الطبري عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رحمه الله إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركباً قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة إلى النار وصبيانها يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول: يا أصحاب النار، قالت: وعليك السلام، قال: أأدنوا؟ قالت: ادن بخير أو دع، فدنا فقال: ما بالكم؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع، قال: وأي شيء في هذا القدر؟ قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر! قال: أي رحمك الله، ما يدري عمر بكم! قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا! فأقبل علي، فقال: انطلق بنا، فخرجنا نهرول، حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه كبة شحم، فقال: أحمله علي، فقلت: أنا أحمله عنك، قال: احمله علي، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك أقول: أنا أحمله عنك، فقال لي في آخر ذلك: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة، لا أم لك! فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه نهرول، حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى أنضج وأدم القدر ثم أنزلها، وقال: ابغني شيئاً، فأتيته بصفيحة فأفرغها فيها، ثم جعل يقول: أطعميهم، وأنا أسطح لك، فلم يزل حتى شبعوا، ثم خلى عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: جزاك الله خيراً! أنت أولى بهذا من أمير المؤمنين! فيقول: قولي خيراً، إنك إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله، ثم تنحى ناحية عنها، ثم استقبلها وربض مربض السبع، فجعلت أقول له: إن لك شأنا غير هذا، وهو لا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ويضحكون ثم ناموا وهدؤوا، فقام وهو يحمد الله ثم أقبل علي فقال: يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت ألا أنصرف حتى أرى ما رأيت منهم.
- كما ورد في الطبقات الكبرى لابن سعد: أن أبا هريرة كان يقول يرحم الله ابن حنتمة يعني عمر لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة، قلت: قريباً قال فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صرم نحو من عشرين بيتاً من محارب فقال عمر: ما أقدمكم قالوا الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشوياً كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك.
والآن بعد أن تعرفنا على قصص عمر بن الخطاب مع الفقراء، نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم،
ولمزيد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال:
تعرف على سيرة الصحاب الجليل عمر بن الخطاب “الفاروق”