من هم المفردون في الحديث النبوي

جدول المحتويات

من هم المفردون في الحديث النبوي، ففي السنة النبوية الشريفة التي هي المصدر التشريعي للمسلمين بعد القرآن الكريم، ذكر النبي عليه الصلاة والسلام خير الأعمال التي يقومون بها في حياتهم، وفيها أيضاً علمهم معاني الكلمات ودلالاتها والمفاهيم العميقة التي حملتها، وفق ما أوحى الله تعالى له بها، وما كلمة المفردين إلا إحداها، والتي حملت دلالة معينة في الحديث الشريف الذي ذكرت فيه، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نذكر هذا الحديث، ومن المعنيين بلفظ المفردين.

حديث سَبَقَ المُفَرِّدُونَ الدرر السنية

حديث سَبَقَ المُفَرِّدُونَ هو من الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرها مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسِيرُ في طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ علَى جَبَلٍ يُقَالُ له: جُمْدَانُ، فَقالَ: سِيرُوا، هذا جُمْدَانُ، سَبَقَ المُفَرِّدُونَ، قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ”[1]، وهذا الحديث من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة من الدرجة الثانية أو الثالثة، وفيه تعريف بفضل ذكر الله تعالى وفضيلة الذين يذكرون الله كثيراً.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث سبق المفردون

من هم المفردون 

المفردون هم الذاكرون لله كثيراً والمفردون لله تعالى في هذا الذكر، وهذا ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام بعد سؤال الصحابة رضوان الله عليهم له عن معنى كلمة، إذ قالوا له في نص الحديث الذي ذكرناه سابقاً “وَما المُفرِّدون يا رَسولَ اللهِ؟”، وفي تفسير العلماء لقوله “سَبَقَ المفرِّدون” في الحديث قالوا: “أي أنهم سبقوا غيرهم بنيل الزلفى والدرجات بسبب كثرة ذكرهم لله تعالى، والمُفردون هم الذاكرون الله كثيراً كما هو ظاهر الحديث “وقيل في الدرر السنية أيضاً عن تسميتهم بذلك “لأنَّهم أُفرِدُوا بذِكرِ اللهِ عمَّن لم يَذكُرِ اللهَ، أو جَعَلوا رَبَّهم فَردًا بالذِّكرِ، وتَركوا ذِكرَ ما سِواه”.[2]

شاهد أيضًا: من هم شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة

معنى جمدان

جمدان هو اسم جبل في مكة المكرمة الذي يبعد عنها نحو 100 كم، ويمتد من الجنوب إلى الشمال غرب محافظة خليص التابعة لمكة، وهذا الجبل هو الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف، عندما مر مع صحابته رضوان الله عليهم بالقرب منه، وهم في طريقهم إلى مكة المكرمة، فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يكملوا سعيهم إلى مكة سيراً على الأقدام ليجتهدوا في هذا الفضل العظيم، وعندها ذكر كلمة المفردين مبيناً معناها وفضل العمل الذي أمرهم به، وفق ما ذكرنا عن شرح هذه الكلمة سابقاً.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد

سبق المفردون المستهترون

سبق المفردون المستهترون هو من الأحاديث التي ذكرت بلفظ مختلف عما ذكرناه في الحديث السابق، والتي قال العلماء بضعفها، ومنها من ذكر أنها منكرة، ومنها ما ورد في ضعيف الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “سبقَ المفَرِّدونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما المفَرِّدونَ قالَ المستَهْتِرونَ في ذِكْرِ اللَّهِ يضعُ الذِّكرُ عنهم أثقالَهُم فيأتونَ يومَ القيامةِ خِفافًا”[3]، والصحيح عن معنى المفردين هو ما ورد في الحديث السابق الذي ورد في صحيح مسلم قال العلماء بصحته، والله أعلم. 

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان صحة حديث سبق المفردون، والذي تعرفنا من خلاله على نص هذا الحديث كما ذكره الرواة ومن هم المقصودون بلفظ المفردين، كما ذكرنا حديث سبق المفردون المستهترون الذي يتساءل الناس عن نصه درجة صحته التي بيناها وفق أقوال العلماء في ذلك.

المراجع

  1. ^
    صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 2676، صحيح
  2. ^
    dorar.net , شرح حديث سبق المفردون، الدرر السنية  , 03/07/2022
  3. ^
    ضعيف الترمذي , أبو هريرة، الألباني، 3596، ضعيف