جدول المحتويات
من هم اليهود والنصارى ؟ من الأسئلةِ التي قد يسألها الكثيرُ من المسلمين، واليهودُ والنّصارى عمومًا هم أصحاب دياناتٍ سماويّةٍ، وهم من أهلِ الكتاب فقد أنزل الله عليهم كتابَيين سماويَين وهم الإنجيل الذي نزل على نبيّ الله عيسى عليه السّلام، والتوراة الذي نزلَ على نبيّ الله موسى عليه السّلام، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل من هم اليهود والنصارى وسيسلِّط الضوء على كيفية التعامل مع اليهود والنصارى.[1]
أهل الكتاب
قبلَ الإجابةِ عن سؤال: من هم اليهود والنصارى ؟ فإنّه من الجيد أن نعرفَ من هم أهلُ الكتاب، وهم الذينَ أنزلَ اللهُ عليهم كتابَين، الأول وهو التوراة الذي نزلَ على موسى عليه السّلام، والثاني هو الكتابُ الذي نزل على عيسى عليه السّلام وهو الإنجيل، ولأهلِ الكتاب أحكام خاصّة في تعاملِ المسلمين معهم تختلفُ عن الأحكامِ المتعلّقة ببقية المشركين، ومن ذلك إنّه من الجائزِ الزواجُ من نساء النصارى العفيفاتِ المحصنات وذلك لقوله تعالى: “وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ”[2] أو الأكلُ من طعامِهم وذلك في قوله تعالى: “وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ”[2]، كما تُؤخذُ منهم الجزيةُ وهو مال فُرض عليهم في حكمِ المسلمينَ مقابلَ حمايتهم، وهذا أمرٌ يشتركُ معهم المجوسُ فيه.[3]
من هم اليهود والنصارى
في الإجابةِ عن سؤال: من هم اليهود والنصارى ؟ يمكن القول إنَّ النصارى سموا بهذا الاسم نسبةً إلى بلدةِ الناصرة الواقعة في فلسطين، وهي المدينةُ التي ولدَ فيها المسيح عيسى ابن مريم عليه السّلام، والنصارى هم أتباعهُ لذلك نُسبوا لهذه المدينة، وقيلَ أيضًا: إنّهم النّصارى لأنّهم نصروا عيسى عليه السّلام، وظلّ الاسمُ لكلّ أتباعِ عيسى المسيح بعد ذلك.[4]
أمّا اليهود فقد أطلقَ عليهم هذا الاسمُ من التهوّد وهو التوبة، وقد قيلَ أنّهم سموا باليهودِ لتوبتهم من عبادةِ العجل، وهم أتباعُ موسى عليه السّلام، ومن حيث الاعتقاد فاليهودُ والنّصارى لا يعتقدون بصدقِ نبوة محمّد عليه الصلاة والسّلام، ولا يعملون بشريعته، والله تعالى أعلم.[4]
اليهود والنصارى في القرآن الكريم
جاء ذكر النصارى واليهود في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، تحدثت فيها الآيات الكريمة عن انحراف عقيدتهم، وكيف أنّهم كتبوا التوراة والإنجيل بأيديهم:
اليهود في القرآن الكريم
بعد معرفةِ من هم اليهود والنصارى ؟ نأتي لذكرهم في القرآن الكريم، وكيف بيّن الله عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز كيف انحرف اليهود والنصارى عن طريق الحقّ والتوحيد الذي نزل به عيسى وموسى عليهما السّلام، وفيما يأتي ذكر لبعض انحرافات اليهود التي ذكرها القرآن الكريم:[5]
- وصفَ الله تعالى اليهود والنصارى بالغضبِ والضلال وذلكَ في سورةِ الفاتحة في قوله تعالى: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ”[6]، وقد جاء بيانُ هذه الآية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اليهودُ مغضوبٌ عليهِمْ والنَّصارَى ضالُّونَ”.[7]
- وصف الله تعالى في القرآن الكريم عداء اليهود للأنبياء وتكذيبهم وقتلهم، وذلك في قوله تعالى: “أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ”.[8]
- وصف الله تعالى في القرآن الكريم كتم اليهود للحقّ وهم يعرفونه، والحق هو صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في قوله تعالى: “ياأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ…”.[9]
- وصف الله تعالى في القرآن الكريم سعي اليهود إلى الإفسادِ في الأرض، وكانوا دائمًا يوقدون نيران الحروب بين العرب في الجاهليّة، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: “كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.[10]
النصارى في القرآن الكريم
بعد الإجابة عن السؤال: من هم اليهود والنصارى ؟ وذكر بعض المواقع التي ذكر الله تعالى بها اليهود في القرآن الكريم، نأتي لذكرِ بعض المواقع التي جاء فيها الحديث عن النّصارى ومنها:[11]
- ذكَرَ الله تعالى انحراف النصارى عن الحقّ بقولهم إنّ عيسى عليه السّلام هو الله، وهي من أخطر الانحرفات العقائدية التي جاء بها النّصارى، وقد قال الله تعالى في ذلك: “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ…”.[12]
- ذكر الله تعالى انحرافات النصارى بقولهم بالتثليث وهي أيضًا من الانحرافات الخطيرة في العقيدة، وقال تعالى في ذلك: “قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.[13]
- ذكر الله تعالى قول النصارى بأنّ عيسى ابن الله، وكان ذلك في قوله جلّ وعلا: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ”.[14]
طريقة التعامل مع اليهود والنصارى
بعد الإجابة على السؤال: من هم اليهود والنصارى ؟ هناك أمر لا بدّ من الوقوف عنده؛ وهو معرفة الأحكامِ والضوابط التي تبين طريقة التعامل من اليهود والنصارى أيّ أهل الكتاب في ظلّ وجود اختلاط اجتماعي معهم، ومن ابرز تلك الضوابط ما يأتي:[14]
- الإحسانُ إلى أهل الكتاب، فقد أمر الله تعالى المسلمين أن يحسنوا إلى أهل الكتاب، كما أمر ببرهم وعدم ظلمهم.
- السّلامُ على أهلِ الكتاب، وهناك خلاف بين العلماء على جواز البدء بالسّلام عليهم، ولكنّ الاتفاق على أنّه من الواجب ردّ السّلام عليهم في حال بدؤوا به.
- التهنئةُ بأعياد أهل الكتاب، وهو أمر محرّم باتفاق العلماء.
- تشييعُ جنائز أهل الكتاب، وقد ذهب أصحاب المذهب الشافعي والحنفي أنّه يجوز اتباع جنائز من هم من أهل الكتاب.
وهكذا نكونّ قد عرفنا من هم أهل الكتاب، وأجبنا عن سؤال من هم اليهود والنصارى بشيء من التفصيل، كما ذكرنا المواضع التي جاء فيها ذكر اليهود والنّصارى في القرآن الكريم، وما مدى الانحرافات التي حرفوها في عقيدتهم الذي نزل بها أنبياء الله عليهم السّلام، وأخيرًا ذكرنا ضوابط التعامل مع أهل الكتاب.
المراجع
- ^islamweb.net , من هم أهل الكتاب , 15102020
- ^سورة المائدة , الآية 5
- ^binbaz.org.sa , أهل الكتاب وحكمهم , 15102020
- ^islamweb.net , الفرق بين اليهود والنصارى من حيث دلالة اللفظ والاعتقاد , 15102020
- ^alukah.net , بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم , 15102020
- ^سورة الفاتحة , الآية 7
- ^منهاج السنة , ،ابن تيمية.2/11،حديث صحيح
- ^سورة البقرة , الآية 87
- ^سورة المائدة , الآية 15
- ^سورة المائدة , الآية 64
- ^alukah.net , بيان القرآن لانحرافات اليهود والنصارى والرد عليهم , 15102020
- ^سورة المائدة , الآية 17
- ^سورة المائدة , الآية 73
- ^سورة التوبة , الآية 30
- ^alukah.net , فقه التعامل مع أهل الكتاب من السنة والكتاب , 15102020