هل حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات الخلقية والجينية وغيرها، حيث تعتبر التشوهات الخلقية من أكثر الأمور التي تقلق الأمهات خلال فترة الحمل، وغالبًا ما يتم الربط بين حركة الجنين وصحته وسلامته إلى حد كبير، ولكن فيما يلي سيتم الحديث عن علاقة حركة الجنين بسلامته من التشوهات، بالإضافة لذكر أهم المعلومات عن أسباب التشوهات وغيرها.
ما هي التشوهات الخلقية
التشوه الخلقي هو حدوث أمر غير طبيعي في المولود، وقد يكون التشوه مرئي مثل نقص أحد الذراعين أو ظهور وحمة على جسد المولود، وقد يكون غير مرئي مثل تشوه في الكلية وظهور فتحات في القلب، وأيضًا حدوث نقص في النمو نتيجة خلل كيميائي، وقد تكون التشوهات الخارجية مترافقة مع تشوهات داخلية بنيوية، كما لا يمكن معرفة جميع التشوهات الخلقية عند الولادة، حيث أن بعض التشوهات لا تظهر إلا بعد غترة من الزمن قد تكون شهور وقد تصل لعدة سنوات.[1]
هل حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات
نعم إن حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات، حيث تعتبر حركة الجنين خلال أشهر الحمل من الشهر الرابع وحتى الشهر التاسع مؤشرًا هامًا على مدى صحة الجنين، فحركة الجنين يجب أن لا تسبب الخوف للأم، فالحركة هي علامة ومؤشر على نشاط الجنين فهي أمر عادي وطبيعي، وفي حال كانت حركة الجنين ضعيفة فهذا مؤشر على ضعف الجنين أو علامة على وجود تشوه خلقي فيه، ولكن ليس جميع حالات قلة حركة الجنين علامة على وجود تشوهات بل أحيانًا تكون قلة وضعف الحركة بسبب وجود المشيمة في مقدمة الرحم، وأيضًا حالات يكون فيها الجنين نائمًا، وفي كل الحالات عند الشعور بضعف حركة الجنين يجب مراجعة الطبيب.
شاهد أيضًا: فحص تشوهات الجنين
أسباب التشوهات الخلقية
تتعدد أسباب حدوث التشوهات الخلقية، ومن تلك الأسباب:[2]
العوامل الوراثية
تحدث بعض التشوهات الخلقية نتيجة طفرات في الجينات الموروثة، فعندما يكون الأب والأم يرتبطان بدرجة قرابة قوية فإن ذلك يزيد أيضًا من خطر إصابة الجنين بتشوهات خلقية أو وفاة الجنين بعد الولادة أو حدوث إعاقة ذهنية وغيرها من الحالات التي تعتبر حالات شاذة، وتنتشر في بعض الحالات النادرة من التشوهات مثل حالة التليف الكيسي بالإضافة إلى الهيموفيليا.
العوامل الاجتماعية
في البلدان الفقيرة، حيث تعاني النساء الحوامل من نقص تناول الوجبات الضرورية والكافية لنمو وصحة الجنين، بالإضافة إلى تدني الخدمات الصحية والفحوصات المقدمة للنساء الحوامل في تلك البلدان، ويمكن أن يكون عمر الأم له تأثير قوي على نمو الجنين داخل الرحم، لذلك كلما زاد عمر الأم زادت نسبة الإصابة بتشوهات الكروموسومات بالإضافة للإصابة بمتلازمة داون.
العوامل البيئية
تعتبر النساء اللواتي يتعرضن خلال فترة الحمل للمبيدات الحشرية والمواد ذات الطبيعة الكيميائية بالإضافة إلى الأدوية أو التعرض للإشعاع وتناول الكحول أكثر عرضة لحدوث تشوهات خلقية للجنين، ومن العوامل التي تؤثر أيضًا على صحة الجنين وحدوث تشوهات هو التعرض لظروف بيئية سيئة مثل السكن والعمل القريب من مكب النفايات والمناجم كذلك.
الالتهابات
من الأسباب التي تسبب حدوث تشوهات في الجنين أيضًا هي عدوى الأم خلال فترة الحمل بأمراض مثل مرض الحصبة والزهري، وهذا يحدث غالبًا في البلدان الفقيرة، بالإضافة إلى عدوى زيكا التي تصاب بها الأم خلال فترة الحمل والذي ينتج عنه تشوه في الجنين مثل صغر الرأس ويسبب أيضًا حدوث ولادة مبكرة وأحيانًا موت الجنين.
أنواع التشوهات الخلقية
هناك نوعين أساسيين من التشوهات الخلقية وهي كما يلي:[3]
التشوهات الهيكلية
وهي العيوب التي تظهر في أعضاء الجسم ومنها:
- عيوب القلب: تعتبر الأكثر انتشارًا وتحدث عندما يكون هناك خلل في تكوين القلب أثناء المرحلة الجنينية وتؤثر على وظيفة القلب، ومن أكثرها شيوعًا هي الثقوب والفتحات القلبية، وتتطلب هذه التشوهات العلاج الجراحي بعد الولادة.
- تشوه الأطراف: ينتج عن التشوهات عدم اكتمال نمو الأطراف فقد يكون لند الطفل نقص في أصبع يد أو قدم أو زراع قصير، تشوه الأطراف في حال كان بسيط فإنه لا يؤثر على العمل بشكل عام، أما إذا كان الشوه كبير فيكون هناك صعوبة لدى الشخص بالقيام بأية أعمال يحتاجها.
- الشفة الأرنبية أو الحنك المشقوق: عند الإصابة بهذا التشوه يصبح تناول الطعام والسمع والكلام صعب، في حال كان هذا التشوه بسيط تتم معالجته بعملية جراحية خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، أما في حال كان التشوه كبير فهو يتطلب عدة عمليات جراحية.
- تشوهات الأنبوب العصبي: هذه التشوهات تتسبب بالضرر على الدماغ والنخاع الشوكي، وتتضمن عدم تشكل الدماغ أو الجمجمة أو ظهور الدماغ من خلال فتحة تتكون في الجمجمة وعدم تكون العمود الفقري.
- تشوهات القناة الهضمية: ومن هذه التشوهات عدم تكون عضلات المعدة بشكل سليم وظهور ثقب قريب من منطقة السرة قد يؤدي لخروج الأمعاء خارجًا، وفي حالات معينة لا يغلق جدار البطن بشكل كامل مما يسبب خروج الأمعاء إلى خارج الجسم، وهذه الحالة تتطلب عمل جراحي بعد حدوث الولادة بمدة زمنية قصيرة،
التشوهات التطورية
تؤثر مثل هذه التشوهات على طريقة نمو أعضاء الجنين ومنها:
- متلازمة داون: عند إصابة الجنين بمتلازمة داون يظهر عليه تشوهات خاصةً في نمو الدماغ والجسم.
- ضعف البصر: والسبب يكون نتيجة حدوث تشوه في شكل العين أو نتيجة عدم انتظام العمل المشترك بين العين والدماغ.
- ضعف السمع: هذا التشوه غالبًا ما يكون وراثيًا، ونجد حالة ضعف السمع في حال كان هناك خلل في عمل الأذن.
- اضطراب الكحول الجنيني: ينتج ذلك في حال تناول المرأة الحامل المشروبات الكحولية، وذلك له تأثير على عملية النمو والتطور عند الجنين وعلى الذاكرة والتعلم.
- الشلل الدماغي: يحدث نتيجة وجود تشوه في الدماغ وتوقف نموه، وينتج عن ذلك التشوه مشكلة في التوازن والحركة.
- الحثل العضلي: هذا التشوه ينتج عنه ضعف في عضلات الطفل كلما تقدم العمر.
- الاضطرابات الجينية: هذه الاضطرابات لها أثر كبير على عملية نمو وتطور الدماغ وأيضًا على السلوك.
شاهد أيضًا: علاج تشوهات الحيوان المنوي بالطرق الطبية والطبيعية
في أي مرحلة تحدث التشوهات
يتوقف ذلك على المرحلة من الحمل التي يتم فيها التعرض للظروف البيئية، حيث تنقسم حياة الجنين إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تكون في فترة العشرة أسابيع الأولى من الحمل حيث تتكون فيها أغلب أعضاء الجنين، والمرحلة الثانية تمتد من نهاية المرحلة الأولى وحتى نهاية الحمل وتسمى هذه المرحلة بمرحلة النمو، وهذه المرحلة هي أخطر من المرحلة الأولى من ناحية حدوث تشوهات، وكلما تقدم الحمل زادت خطورة التعرض لحدوث التشوهات، وهناك حالات عديدة سببها مرض السكري والسمنة عند الأم لذلك يوصي المختصون بالتحكم في ذلك قدر الإمكان قبل حدوث الحمل.[2]
تأثير الأدوية على حدوث تشوهات خلقية
يعتبر تناول الأدوية من قبل الأم الحامل خلال الأسابيع الاثنا عشر الأولى من الحمل من ضمن الأسباب التي ينتج عنها تشوهات خلقية في الجنين ومن هذه الأدوية:[1]
ثاليدومايد
وهو عبارة عن دواء يتم وصفه للحوامل لمنع حدوث الغثيان خلال الثلث الأول من الحمل، وقد ينتج عن تناول هذا الدواء من قبل النساء الحوامل في حدوث تشوهات خلقية للجنين بالأطراف مثل غياب أجزاء من اليد والقدم كأصبع مثلًا.
أيزوتريتينوين
يتم استخدامه لمعالجة الأمراض الجلدية، وهو شبيه بفيتامين (أ)، ينتج عن تناول هذا الدواء من قبل النساء الحوامل تشوهات في الجنين ومنها متلازمة ريتينويد والتي تشمل التالي:
- بطء نمو الجنين.
- تشوهات في شكل الجمجمة والوجه
- تشوهات تصيب الجهاز العصبي.
- تشوهات في القلب مثل ظهور فتحات.
- تشوهات تصيب الغدة الدرقية
- تشوهات في الكلية.
كيف يتم تشخيص التشوهات الخلقية
تجري النساء الحوامل وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى فحوصات لمعرفة فيما إذا كان هناك تشوهات في الجنين، وخاصة تشوهات القلب ومتلازمة داون، وتشمل الفحوصات مايلي:[1]
- فحص الدم: يتم فحص الدم لدى الأم لمعرفة مستوى البروتين وكذلك وجود الحمض النووي للجنين في الدم، نتائج هذا الفحص إذا كانت غير طبيعية وتكون مؤشر للإصابة بحالة اضطراب الكروموستات.
- الأمواج فوق الصوتية: الهدف من الأمواج فوق الصوتية هو معرفة وجود سوائل خلف رقبة الجنين، لأن وجود ذلك السائل مؤشر على وجود تشوه في القلب.
- تصوير الجنين بالرنين المغناطيسي: يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي في حالة الشك بوجود تشوه في دماغ الجنين وجهازه العصبي.
- أخذ عينات من خلايا المشيمة: يتم من خلالها أخد قطعة من المشيمة لغرض الاختبار، وذلك لمعرفة إمكانية حدوث اضطراب الكروموسومية وأيضًا الجينية.
- فحص السائل الأمنيوسي: حيث يتم أخد كمية من السائل الأمنيوسي لغاية الاختبار، وذلك لمعرفة المشاكل الوراثية ومنها التليف الكيسي بالإضافة إلى حالات اضطراب الكروموسومات.
علاج التشوهات الخلقية
تختلف التشوهات الخلقية فمنها تشوهات خفيفة لا تحتاج غالبًا إلى علاج، ومنها تشوهات كبيرة تحتاج إلى علاج جراحي بعد ولادة الجنين بفترة زمنية ليست طويلة، بعض التشوهات الخلقية التي تظهر على المولود قد ينتج عنها إعاقة دائمة، في هذه الحالة يحتاج الشخص إلى اهتمام كبير لكي يكون قادر على الحياة والقيام ببعض الوظائف، كما قد يحتاج إلى إجراء جراحات كثيرة ومتعددة على مدار حياته.[3]
كيفية الوقاية من التشوهات الخلقية
تتم الوقاية من حدوث تشوهات خلقية في الجنين من خلال إتباع مجموعة من التعليمات والقواعد الهامة للحماية، ومن تلك التعليمات:[2]
- حصول الحامل على غذاء صحي وسليم من خلال تناول الفواكه والخضروات المفيدة والتي تساعد في الحصول على وزن مثالي.
- الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، من أهمها هو حمض الفوليك فهو ضروري جدًا للفتيات المراهقات والأمهات.
- ابتعاد الأم قدر الإمكان عن المواد غير المفيدة والضارة بالإضافة إلى تجنب تناول الكحول والتدخين نهائيًا.
- تجنب السفر وخاصة أثناء فترة الحمل إلى أي مكان يمكن أن يسبب بأية عدوى ينتج عنها تشوه خلقي.
- عدم تعرض النساء الحوامل لأية مادة خطرة ومنها المبيدات الحشرية.
- التحكم قدر الإمكان بمرض السكري قبل حدوث الحمل وخلاله أيضًا، من خلال اعتماد برنامج غذائي وضبط الوزن بشكل عام.
- الابتعاد عن التعرض للأشعة وتناول الأدوية خلال فترة الحمل.
- التطعيم ضد الفيروسات وبالأخص فيروس الحصبة.
- التوعية والتثقيف الصحي فهي تلعب دور في تخفيف حالات حدوث التشوهات الخلقية.
- عمل فحوصات منتظمة لحالات الالتهابات وبالأخص الحصبة الألمانية والزهري.
وفي الختام تمت معرفة هل حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات، كما تم الحديث عن التشوهات الخلقية لدى الجنين وأسبابها، وما هي أهم أنواعها وطرق الوقاية منها.
المراجع
- ^
my.clevelandclinic.org , Birth Defects , 2/2/2022 - ^
who.int , Congenital anomalies , 2/2/2022 - ^
medicalnewstoday.com , Birth defects: Symptoms, diagnosis, and treatment , 2/2/2022