هل صيام النصف من شعبان سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل ورد أحاديث صحيحة في صيام وقيام ليلة النصف من شعبان، حيث يقوم الكثر من المسلمين في كافة أنحاء العالم بصيام وقيام ليلة النصف من شعبان، فما هي ليلة النصف من شعبان، وما هي الأحاديث الصحيحة الواردة فيها، وهل كان النبي يُحيي هذه الليلة أم لا؟
هل صيام النصف من شعبان سنّة
هل صيام النصف من شعبان سنة صيام النصف من شعبان لا ليس سنّة بل هو بدعة مُحدثة، لم يرد فيها دليل من القرآن الكريم ولا في السنة النبويّة الشريفة، وكل ما جاء عن فضل صيام وقيام ليلة النصف من شعبان هي أحاديث غير صحيحة أو ضعيفة أمو موضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا صام المسلم أيام البيض وهن: يوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من شهر شعبان، هذا مستحب في جميع الشهور، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام البيض، ويصوم كل شعبان أو أكثره، فتارة يصوم أكثرة، وتارة أخرى يصومه كله، أما تخصيص ليلة الخامس عشر دون ليالي شعبان بقصد التعبّد والتقرّب إلى الله تعالى، أو بقصد تمييزها عن باقي الأيام والليالي فهذه بدعة لم يرد في أي دليل في القرآن أو في السنة.[1]
شاهد أيضًا: جدول الايام البيض لجميع أشهر عام 2022
استحباب الإكثار من الصيام في شهر شعبان
يجوز للمسلم أن يُكثر من الصيام في جميع أيام السنة، ويستحب أن يكثر من الصيام خصوصًا في شهر شعبان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من صيام شهر شعبان، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ)[2]، وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر من صيام شهر شعبان لأنه شهرٌ يغفل عنه الناس ما بين رجب ورمضان، ففي الحديث الشريف عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ)[3].[4]
شاهد أيضًا: شرع الله الصيام لحِكَمة وهي
أحكام صيام شهر شعبان
- من كان له عادة في الصيام قبل شهر رمضان، أو كان عليه نذر صيام في هذا الشهر، أو كان عليه قضاء من شهر رمضان السابق، فهذا لا حرج عليه إن صام أول الشهر أو أوسطه أو آخره.
- من لم تكن له عادة صيام، ولم يكن عليه نذر، ولا صيام ولا قضاء من شهر رمضان السابق، فهذا يصوم منذ بداية شهر شعبان حتى منتصفه فقط، واستدلّ العلماء بهذا الحكم على حديث النبي صلى الله الله عليه وسلم قال: (إذا انتصفَ شعبانُ فلا تصوموا حتى يكونَ رمضانُ)[6].
والحكمة من النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان، وانهي عن صيام يوم الشكّ، هو سدّ الذرائع من التعمّق في العبادة، وذلك أن الصوم فيهما إما قريب من رمضان أو متصل به، واتخاذ المتعمقين له سنّة أو عادة، ومواظبتهم عليه قد يُفضي إلى اعتقاد وجوبه، فيؤدي ذلك إلى التحريف والزيادة والغلو، ومن المعلوم أن الزيادة والتعمّق في الدّين أمر مذموم لا يقرّه الشرع.
شاهد أيضًا: كيفية قيام ليلة النصف من شعبان
هل جميع الأحاديث الواردة في فضل العبادة في النصف من شعبان باطلة
ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان هي جميعها من الأحاديث الباطلة والموضوعة، وليست من الأحاديث الصحيحة، وهذه الأحاديث لا يجوز الأخذ بها ولا العمل بما جاءت به لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها، وقد حكم العلماء ببطلان الروايات الواردة في ليلة النصف من شعبان، ومنهم الجوزي في كتابه “الموضوعات”، وابن القيم في كتابه” المنار المنيف”، وغيرهم الكثير، وقال ابن باز في حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان: “إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة وغيرها وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس لذلك أصل في الشرع”، وقال رحمه الله أيضًا: “ليلة النصف من شعبان ليس فيها أي حديث صحيح، وكل الأحاديث الواردة فيها هي موضوعة وباطلة ولا أصل لها، وهي ليلة ليس لها أي خصوصيّة لا بصيام ولا قراءة ولا صلاة، وما قاله بعض أهل العلم أن لهذه الليلة خصوصيّة : هو قول ضعيف لا يؤخذ به، والصحيح أنه لا يجوز أن نخص ليلة النصف من شعبان بأي عبادة مخصوصة”.[7]
شاهد أيضًا: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان
فضل ليلة النصف من شعبان
لقد ورد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل ليلة النصف من شعبان، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه ، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ)[8]، قال عطاء بن يسار: “ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من شعبان، يتنزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لجميع عباده المشرك وقاطع الرحم”، وقال ابن تيمية رحمه الله: “وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان من السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لاإحيائها في المساجد بدعة، وقال الشافعي رحمه الله: “بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب، ونصف شعبان”، فينبغي على المسلم أن يكثر من الطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي تحجب عنه مغفرة الله تعالى، ومن هذه الذنوب: الشرك بالله، فهي تمنع كل خير عن الإنسان، ومنها الشحناء والحقد على المسلمين، فهي تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة، فأفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى، سلامة الصدر من أنواع الشحناء والبغضاء كلها.[9]
شاهد أيضًا: فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين
في الختام تعرفنا على هل صيام النصف من شعبان سنة لا هي بدعة مُحدثة، لم يرد فيها دليل من القرآن الكريم ولا tي السنة النبويّة الشريفة، وكل ما جاء عن فضل صيام وقيام ليلة النصف من شعبان هي أحاديث غير صحيحة أو ضعيفة أمو موضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- ^
binbaz.org.sa , حكم تخصيص صيام النصف من شعبان , 16/03/2022 - ^
صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين، مسلم ،صحيح مسلم ،1156 ، [صحيح] - ^
صحيح النسائي , أسامة بن زيد ، الألباني ،صحيح النسائي ،2356 ،حسن - ^
islamweb.net , إكثار الصيام في شهر شعبان سنة , 16/03/2022 - ^
islamweb.net , إكثار الصيام في شهر شعبان سنة , 16/03/2022 - ^
مجموع فتاوى ابن باز , [أبو هريرة] ،ابن باز ،مجموع فتاوى ابن باز ، 25/219 ، صحيح - ^
islamqa.info , هل يصوم يوم النصف من شعبان حتى لو كان الحديث ضعيفاً ؟ , 16/03/2022 - ^
صحيح الجامع , أبو موسى الأشعري ،الألباني ، صحيح الجامع ، 1819 ،حسن - ^
islamweb.net , ماورد في ليلة النصف من شعبان ـ إن صح ـ لايقتضي تخصيصها أو يومها بعبادة أو صيام , 16/03/2022