هل ليله القدر كانت اليوم

هل ليله القدر كانت اليوم، ليلة السبت الثالث والعشرين من أبريل الموافق 22 من شهر رمضان الكريم؟ هل ينتظر المسلمون في كافة مناطق العالم معرفة موعد ليلة القدر المباركة، وليلة القدر من أفضل الليالي بدلائل ما ذكر عنها من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، ومن خلال السطور التالية عبر سيتم التعرف إلى هل ليلة القدر كانت اليوم أم أنها تأتي في يوم مختلف والتعرف على دلالات هذا اليوم.

ليلة القدر

ليلة القدر هي إحدى الليالي المباركة لدى المسلمين، فهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على نبيه محمد سيد الخلق، قال تعالى{ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[1]، وفي هذه الليلة يقدر الخالق موازين الخلق وأيامهم وسعادتهم هلاكهم، وفيها يفرق الخالق كل أمر حكيم، وهي ليلة مباركة تأتي في الأيام العشر الأخيرة من رمضان في الليالي الوترية عن النبي{تَحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ}[2]، كما عن ليلة القدر تجازى فيها المسلم بالعمل الصالح والطاعات بما يساوي ألف شهر أي بما يعادل ثلاثًا وثمانين عامًا، قال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[3]، وفيها تنزل الملائكة للأرض لتنشر السلام والأمان والطمأنينة في نفوس المسلمين وتستجيب لدعوتهم وتحقق أمنياتهم.[4]

هل ليله القدر كانت اليوم

ليلة القدر هي إحدى الليالي التي تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة وترية ولكن ليلة اليوم هي ليلة شفعية، ولكن ومع ذلك فإن ليلة القدر متنقلة ولا يمكن الجزم بموعدها وللإجابة على السؤال يمكن للمسلم الانتباه إلى علامات ليلة القدر التي ظهرت اليوم والتي لا يمكن تأكيدها بشكل تام لأنها من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الخالق عز وجل، ويشغل المسلمون تلك الليلة بالعبادة والطاعات والعمل الصالح.

ما هي علامات ليلة القدر

من علامات ليلة القدر المؤكدة والمذكورة في النصوص الدينية هي أن شمسها تطلع وتكون صافية لا شعاع لها، كما إنها ليلة تنتشر فيها السكينة والأمان لكثرة الملائكة فيها، وفي دليل ذلك روي العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول وهي عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: ((أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها))[5]، وفي لفظٍ آخَرَ لِمُسلمٍ عن أبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((وأمارَتُها أن تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يَومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها))[5].

شاهد أيضًا: أعمال ليلة القدر الأولى

سمات ليلة القدر

كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام وكما ذكر في المذاهب الفقهية الأربعة أن ليلة القدر هي ليلة غير ثابتة ومحددة في يوم واحد وإنما هي ليلة متنقلة خلال الأيام الوترية في العشر الأخيرة من رمضان، وقد كان النبي عليه السلام يكثر من العبادات والطاعات في العشر الأواخر من رمضان، من الدلائل على أن ليلة القدر متنقلة الأحاديث التالية: عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كنتُ أجاوِرُ هذه العَشْرَ، ثم قد بدا لي أن أجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخِر، فمن كان اعتَكَفَ معي فلْيَثْبُتْ في مُعتَكَفِه، وقد أُرِيتُ هذه الليلةَ، ثم أُنْسِيتُها، فابتَغُوها في العَشْرِ الأواخِرِ، وابتَغُوها في كلِّ وِترٍ، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ، فاستهَلَّتِ السَّماءُ في تلك الليلةِ فأمطَرَت، فوَكَف المسجِدُ في مُصَلَّى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ إحدى وعشرينَ، فبَصُرَتْ عيني رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ونَظَرْتُ إليه انصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ ووجهُه ممتلئٌ طينًا وماءً  ))[5]، وعن عبدِ اللهِ بنِ أُنَيسٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ثمَّ أُنْسِيتُها، وأُراني صُبْحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ، قال: فمُطِرْنَا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ، فصلَّى بنا رسولُ الله، فانصرَفَ، وإنَّ أثَرَ الماءِ والطِّينِ على جَبهَتِه وأنفِه ))[5]، وليلة القدر هي ليلة مستمرة إلى يومنا هذا ولم يرفعها الخالق عن عباده رحمة بهم ومغفرة لهم حتى يوم القيامة، عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((تَحرَّوا لَيلةَ القدْرِ في الوِتْر من العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمضانَ))[6].

شاهد أيضًا: دعاء بين صلاة ليلة القدر مكتوب

أفضل الأعمال في ليلة القدر

يكثر المسلمون من الطاعات والعمل الصالح في ليلة القدر، ومن أفضل الأعمال في تلك الليلة:[4]

  • قيام الليل: وهي من أفضل الصلوات بعد منتصف الليل ويفضل أن تكون في الثلث الأخير من الليل، عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه))[7]
  • الاعتكاف: وبفضل للمسلم في الليالي الأخيرة من رمضان اقتداء بالنبي أن يعتكف ويقضي وقته بالعبادة والتقرب من الخالق ويبتعد عن الناس، عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال((من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ))[8]
  • الدعاء: وهي من أفضل الأعمال لأن في ليلة القدر يستجيب الخالق لكل الأدعية ويستحب للمسلمين أن يدعو فيها الخالق أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يصلح لهم أيامهم عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي))[9]
  • العمل الصالح: فليلة القدر من أفضل الليالي التي توازي عدة سنوات والعمل الصالح فيها يجازى عليه المسلم بأضعاف مضاعفة، ومن العمل الصالح أداء الصدقات.

شاهد أيضًا: لماذا ليلة القدر تكون في العشر الأواخر 

وفي الختام تم التعرف إلى هل ليله القدر كانت اليوم، وقد تبين أن علم ليلة القدر هو من علم الغيب الذي يختص به الخالق جل علاه، ولكن المسلمين يلتمسون هذه الليلة ويشغلوها بالطاعات والصدقات والذكر والاعتكاف ليكون ذلك لهم في ميزان حسناتهم، ولينجوا بها من عذاب الجحيم.

المراجع

  1. ^
    سورة القدر , الآية 1
  2. ^
    أخرجه البخاري في صحيح البخاري
  3. ^
    سورة القدر , الآية 3
  4. ^
    dorar.net , المبحث الثاني: ليلةُ القَدرِ , 23/4/2022
  5. ^
    رواه مسلم
  6. ^
    رواه البخاري ومسلم
  7. ^
    رواه البخاري ومسلم
  8. ^
    رواه البخاري ومسلم
  9. ^
    رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي