هل مرض ثنائي القطب مجنون

هل مرض ثنائي القطب مجنون، أم أنه يعتبر إنسانًا طبيعيًا يعاني من بعض الأعراض النفسية، حيث يعتبر مرض ثنائي القطب من الأمراض التي تعتبر ذات انتشار ليس بقليل بين الناس، ويمكن أن تساهم الحالات النفسية والضغوطات الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد في زيادة حدة الأمراض النفسية، والحالات النفسية المرضية ليس لها علاج واحد وشافي تمامًا، ومن خلال السطور التالية عبر سيتم التعرف إلى مرض ثنائي القطب وأهم المعلومات عنه.

ما هو مرض ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب هو حالة نفسية تسببها تغيرات غير طبيعية في الدماغ لدى المريض، حيث ينتج عن ذلك الاضطراب في الدماغ اضطرابات نفسية وعاطفية شديدة تستمر لفترات زمنية تتراوح من أيام إلى أسابيع، وهذه الحالات العاطفية تصنف في ثلاث مجموعات، الحالة الأولى هي حالة الهوس والانفعال العاطفي السريع والشعور بالسعادة، والحالة الثانية هي حالة الاكتئاب أو حالة الحزن، والحالة الثالثة هي الحالة الحيادية، ويمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية من خلال اتباع وسائل العلاج، حيث يمكن أن تسبب تلك النوبات للمريض إعاقة الحياة اليومية ومنعهم من الذهاب للعمل وممارسة الحياة الطبيعية، كما تسبب تغيرات حادة في سلوك المريض، وعدم قدرته على التعامل مع الآخرين والتواصل معهم بشكل اعتيادي.[1]

هل مرض ثنائي القطب مجنون

لا، لا يعتبر مريض ثنائي القطب مجنونًا، وإنما يعاني من حالة صحية معينة تترافق بنوبات نفسية شديدة مستمرة لفترات طويلة من الزمن تمنعه من الحياة بشكل طبيعي كغيره من الناس، حيث يمكن التعامل مع تلك النوبات النفسية الحادة التي يعاني منها المريض والسيطرة عليها من خلال الأدوية، وتناولها بانتظام، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي للمريض ورعايته من قبل المقربين له، لأن ذلك يمكن أن يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض وحدتها، كما يتوجب تقديم الدعم للمريض من خلال الأطباء والمختصين.

شاهد أيضًا: أعراض ثنائي القطب عند الرجال

أسباب وعوامل الخطر في مرض ثنائي القطب

يعتبر اضطراب ثنائي القطب شائعًا جدًا غالبًا ما يظهر في سن ال25 عامًا ومن أهم العوامل التي يمكن أن تسبب أو ترفع احتمال الإصابة به ما يلي:[2]

  • العوامل الوراثية: حيث يزداد احتمال إصابة الشخص باضطراب ثنائي القطب إذا كان أحد من أفراد أسرته مصابًا وعلى الأخص الأب أو الأم أو أحد الأخوة، وفي الجانب الآخر تقول الدراسات أن معظم المرضى بثنائي القطب كان لهم أقرباء مصابون بالاضطراب ذاته.
  • العوامل الخارجية والنفسية: يمكن أن تؤثر العوامل الاجتماعية والبيئية مثل تعاطي المخدرات والكحول والتعرض إلى ضغط نفسي كبير نتيجة التعرض لصدمة نفسية، أو إجهاد كبير وتغيرات في النوم، أو الإصابة بمرض جسدي إلى تغييرات في الحالة النفسية والتعرض لنوبات.
  • تغيرات غير طبيعية في الدماغ: الاضطرابات الدماغية التي يمكن أن تسبب مرض ثنائي القطب غير واضحة ومفهومة تمامًا، وقد يسبب اختلال التوازن في المواد الكيماوية في الدماغ إلى تغيرات في الشحنات الكهربائية في الدماغ.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

يصنف اضطراب ثنائي القطب ضمن ثلاثة مستويات رئيسية وهي كما يلي:[1]

  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يعاني المريض باضطراب ثنائي القطب من النمط الأول من نوبات من الهوس، وتتمثل هذه النوبات بازدياد كمية الطاقة بشكل كبير جدًا وتدفق هائل للنشاط، كما قد يعاني المرضى أحيانًا من حالات من الاكتئاب، وكما قد يتعرض المرضى أحيانًا إلى بعض الحالات الحيادية،
  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتعرض المريض بهذا النوع لنوبة واحدة من الاكتئاب تسمى النوبة الكبرى بالإضافة لنوبة هوس واحدة خفيفة تسبب النشاط وتحسن الأداء، ويمكن للمريض أن يمارس حياته بشكل طبيعي في الفترة بين النوبتين، وخلال النوبة الكبرى يعاني المريض من أعراض مزعجة تسبب الحاجة الملحة للدواء.
  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الثالث: أو اضطراب دوروية المزاج، حيث يتعرض المريض إلى الكثير من التغيرات المزاجية تتراوح بين الحزن والاكتئاب وتدفق النشاط والطاقة لكن هذه النوبات تكون أقل شدة من النوبات التي تصيب المريض في النوع الأول والثاني.

شاهد أيضًا: اضطراب ثنائي القطب والزواج

أعراض اضطراب ثنائي القطب

يعاني مريض اضطراب ثنائي القطب من أعراض تختلف حسب المستوى الذي يصاب به، وسنبين في الفقرات التالية الأعراض المرافقة لكل نوع من الأنواع الثلاثة للمرض.[1]

النوع الأول

يعاني المريض في هذا النمط من حالات نفسية متعددة، مثل نوبة اندفاع الطاقة، وحلقة الهوس الخفيف، بالإضافة إلى حلقة الاكتئاب الكبرى، والتي سنعرضها بالتفصيل من خلال الفقرات التالية.

نوبة اندفاع الطاقة

وهي نوبة من الهوس حيث يشعر المريض بتدفق كميات كبيرة جدًا من الطاقة، ويشعر المريض باندفاع وحماس كبيرين، حيث تستمر هذه النوبة لمدة تزيد عن سبعة أيام، كما يعاني المريض من تغييرات واضحة في السلوك يمكن ملاحظتها من قبل العائلة والأهل، ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات واضحة تعيق وتسبب بخلل في الحياة الاجتماعية سواء في العمل أو في داخل البيت، ومن أهم التغيرات المرافقة لنوبة الهوس:

  • اضطرابات النوم: حيث يعاني المريض من عدم القدرة على النوم بسبب تدفق الطاقة الكبير، ومع ذلك فإن المريض لا يعاني من نقص النشاط أو الحيوية خلال اليوم.
  • التلعثم في الكلام: وزيادة سرعته أو نقصانها بشكل غير طبيعي.
  • عدم القدرة على السيطرة على الأفكار: وتداخلها أثناء الحديث وتغييرها بسرعة كبيرة.
  • التشتت وعدم القدرة على التركيز: وذلك بسبب العمل على عدة أمور في الوقت نفسه.
  • التصرفات غير العقلانية: التي تسبب الأذى الجسدي للمريض مثل القيادة بسرعة كبيرة.
  • التفكير المضطرب: والأفكار الخاطئة بشكل مشابه لنوبات الذهان.

حلقة الهوس الخفيف

وهي حالة نفسية يعاني خلالها المريض من أعراض مشابهة لكنها تكون أخف، ولا تتسبب في إعاقة الحياة اليومية للمريض، وتستمر هذه النوبة عادة لفترة قصيرة لا تتجاوز أربعة أيام.

حلقة الاكتئاب الكبرى

وهي نوبة من الحزن والاكتئاب الشديدين وهذه الحالة تستمر لأسبوعين على الأقل، ويعاني المريض خلالها من بعض الحالات التالية، وتعتبر الأعراض الأولى فيما يلي هي الأعراض الأكثر وضوحًا لدى المريض:

  • الشعور بالحزن والألم والاكتئاب واليأس.
  • عدم الرغبة بممارسة الأمور الممتعة المحببة للمريض سابقًا.
  • الإحساس بفقدان الشغف بالحياة وانخفاض المعنويات.
  • التعب الشديد.
  • اضطرابات النوم.
  • تغيرات الشهية.
  • تغيرات الكلام والحركة.
  • التشتت.
  • تسبب نوبات اليأس للمريض بعض الأفكار الانتحارية.

النوع الثاني

يتعرض المريض المصاب بثنائي القطب من النوع الثاني من العديد من الاضطرابات العقلية الأخرى مثل اضطراب القلق، وتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى أعراض شديدة من الاكتئاب والحزن والألم الشديدين، أو أعراض خفيفة من الهوس وتدفق النشاط الزائد والحيوية الشديدة.

النوع الثالث

من أهم أعراض اضطراب دوروية المزاج ما يلي:

  • التعرض للعديد من نوبات الحزن والطاقة المفرطة لمدة لا تقل عن عامين، حيث تتكرر تلك النوبات خلال تلك الفترة لكنها لا تكون شديدة جدًا.
  • تكرار النوبات السابقة بشكل كبير خلال شهرين، كما أنها تكرر خلال فترات متباعدة لمدة لا تقل عن عام واحد.

شاهد أيضًا: ما هو مرض ثنائي القطب وما اسبابه واعراضه وطرق علاجه

علاج اضطراب ثنائي القطب

يستخدم العلاج بفرعيه لتحسين حالة المريض النفسية ويعتبر العلاج موضوع أساسي جدًا ويمكن أن يشمل ما يلي:[1]

علاج النمط الأول

يشمل علاج اضطراب ثنائي القطب من النمط الأول ما يلي:

  • العلاج النفسي: حيث يساهم التعرف إلى الأبعاد الصحية للمرض وفهمها من قبل المريض في تحسين قدرة المريض على تناول الدواء في وقته المناسب، بالإضافة إلى منع تكرار النوبات بشكل كبير.
  • العلاج الدوائي: تستخدم أدوية مثبتات الحالة المزاجية إلى حد كبير في علاج هذا المرض لأنها تعمل على إعادة ضبط وتوازن الإشارات الكهربائية في الدماغ، وعلى الرغم من توافر العديد من الأدوية من هذا النوع إلا أن هنالك دواء واحد فقط يمكن أن يناسب كل مريض لوحده.
  • العلاج بالصدمات الكهربائية: حيث يتم تخدير المريض وتمرير العديد من الموجات الكهربائية عبر فروة الرأس، ويمكن أن تساهم هذه الموجات في إعادة ضبط وتوازن المسارات الكهربائية في دماغ المريض مما يخفف النوبات اللاحقة.
  • الدعم المعنوي: وذلك من خلال تعليم الأسرة والمحيطين بالمريض العديد من الطرق الهامة في تقديم الدعم النفسي للمريض وفي اتباع أساليب نفسية لمساعدته في تفهم الحالة.

شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع المريض النفسي

علاج النمط الثاني

علاج الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني يكون بنفس طريقة علاج النمط الأول، حيث تستخدم نفس الأدوية من مثبتات الحالة المزاجية وأدوية الاكتئاب، ويمكن استخدام الصدمات الكهربائية إذا لم يجدي العلاج الدوائي والنفسي نتيجة.

علاج النمط الثالث

وكذلك فإن علاج هذا النمط يتم باستخدام الأدوية والعلاج بالكلام، حيث يساعد العلاج النفسي في تفهم التغيرات المزاجية لدى المريض واستيعابها إلى حد كبير، ويمكن استعمال طرق دفتر المذكرات لتسجيل الحالة النفسية للمريض مما يسهل عليه استيعاب التقلبات التي يمر بها، وخلال هذا النمط يمكن أن يتم إيقاف العلاج بشكل تدريجي مع تحسن حالة المريض.

الوقاية من اضطراب ثنائي القطب

بشكل عام ليست هنالك طريقة محددة للوقاية من النوبات تلك، لكن يمكن أن يساعد اتباع طرق العلاج واللجوء بشكل مباشر للعلاج النفسي في تخفيف تكرار النوبات وحدتها، حيث يمكن أن يترافق هذا المرض بالعديد من الحالات الصحية الأخرى التي تشمل:[2]

  • الميل إلى تعاطي المخدرات والتي تزيد من حالات الهوس وتدفق الطاقة.
  • تغيرات في الشهية والوزن.
  • الإصابة بأحد أنواع الرهاب والاكتئاب والإصابة بالقلق.
  • متلازمة فرط النشاط وتشتت الانتباه.
  • الاضطرابات الجسدية مثل: الإصابة بآلام الرأس والصداع النصفي، واضطراب القلب والغدة الدرقية والإصابة بمرض السكري.

شاهد أيضًا: اضطراب الشخصية الحدية … اختبار سريع لتشخيص الاضطراب

وفي الختام تم التعرف إلى هل مرض ثنائي القطب مجنون، وقد تبين أن هذا المريض في هذه الحالة لا يعتبر مجنونًا، بل إنه يعاني من بعض الحالات النفسية المتكررة والتي تتراوح من الاضطرابات الشديدة إلى الهوس الخفيف، كما تتخلل بعض هذه الحالات بعض الحالات الحيادية، كما يمكن السيطرة على تلك النوبات والتقليل من حدتها باتباع طرق العلاج المناسبة.

المراجع

  1. ^
    psychiatry.org , What Is Bipolar Disorder? , 29/03/2022
  2. ^
    healthline.com , Everything You Need to Know About Bipolar Disorder , 29/03/2022