هل يجوز إسقاط الجنين من الأمور الشرعية التي ينبغي على كل رجل وامرأة معرفتها، لأن الكثير من الناس تتعرض لضرورة إسقاط الجنين، البعض الآخر يسقط الجنين دون العلم بحكم الشرع في ذلك، لهذا سوف نتعرف فيما يلي عبر على رأي الشرع في إسقاط الجنين، والحالات التي يمكن فيها إسقاط الجنين.
اقرأ أيضًا: إجهاض الجنين في الشهر الأول حلال أم حرام
هل يجوز إسقاط الجنين
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يجوز إسقاط الجنين بأن إسقاط الجنين في حالة ما إذا كان عمره أقل من شهرين لعذر فلا إثم في ذلك، أما لو كان الإسقاط بدون عذر مقبول فإنه يستلزم الاستغفار والتوبة وليس الكفارة بالمال، واستدلت على هذا الحكم بما يلي:
- قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكَمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ» (الأنعام: 151).
- وكذلك قوله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ» (الإسراء: 33).
- ويرى الشيخ محمد عبد السميع أنه لا يجوز الإجهاض للحامل بعد مرور الشهر الرابع، أما طوال الأربعة أشهر الأولى يمكنها إسقاط الجنين.
- أكد الفقهاء أنه لا يجوز إجهاض الجنين إلا فقط لو كان بقاءه في خطر على صحة الأم، يفضل أن يكون ذلك قبل أن يكون عمره 120 يوم.
- أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، أنه لا يجوز الإجهاض في أي حال من الأحوال لأنه حرام إلا لو كان فيه خطر على صحة الأم.
- في حالة وجود خطورة على الأم، ينبغي أن تقرر لجنة طبية ذلك الأمر حتى تستطيع دار الإفتاء الإجازة بإمكانية إجهاض الأم.
اقرأ أيضًا: حكم نزول الدم أثناء تناول حبوب منع الحمل
حكم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه
الشريعة الإسلامية تحترم حياة الإنسان وتحرم القتل ولهذا فقد أمرت بالحفاظ على النفس الإنسانية.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ).
من هذا الحديث الشريف يستدل أنه يحرم الاعتداء على الجنين وإسقاطه بعد أن تكون الروح فيه حتى وإن كان طفل مشوه.
حكم إسقاط الجنين قبل 40 يوم
أما حكم إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه وهو قبل أن يتم شهره الثاني، فإن علماء الفقه اختلفوا على عدة آراء، كما يلي:
1 القول الأول
ذكر كل من المالكية والغزالي والشافعية بحرمة إجهاض الجنين، لأن النطفة تكون قد استقرت في رحم الأم.
2 القول الثاني
ذكر كل من الشافعية والحنابلة ماعدا الغزالي بأنه يمكن إسقاط الجنين قبل نفخ الروح وقبل أن يتم تخلقه وذلك إذا كان الإسقاط لعذر وبسبب شرعي.
السبب الذي يمكن من أجله إسقاط الجنين هو حياة الأم التي قد تكون في خطر بسبب الحمل، أو قد يعرضها للوفاة، في هذه الحالة يجوز الإجهاض لدفع لأعظم الضررين.
3 القول الثالث
يرى كل من الحنابلة والحنفية والشافعية أنه يجوز إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه، ويتم احتساب الحمل من تاريخ التلقيح.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للحامل ببنت الدعاء بأن يكون ولد
حقوق الجنين بعد إسقاطه
أتفق معظم أهل العلم أنه يجب تغسيل الجنين لو خرج حيًا ثم مات، أما لو خرج الجنين ميت دون عمر الأربعة أشهر فلا يغسل.
أما في حالة ما إذا كان الجنين أتم أربعة أشهر فإن كل من الحنابلة والشافعية ذكروا أنه يجب أن يغسل، أما الحنفية والمالكية فقالوا لا يغسل بل أنه يطهر مما علق به من رحم الأم.
كذلك بشأن التكفين والصلاة عليه، يكون ذلك في حالة ما إذا كان أكبر من 4 أشهر ونفخ فيه الروح، أما إذا لم تنفخ الروح فيه فلا صلاة عليه.
الأمور المترتبة على إسقاط الجنين
هناك بعض الأمور التي تترتب على إسقاط الجنين لو كان دون عذر شرعي ومنها:
- الغرة وهي خيار المال وذلك في حالة ما إذا حدث إسقاط للجنين عن طريق الاعتداء على الأم وإسقاط الجنين قبل فوات الأوان.
-
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّه قال: (اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِن هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إحْدَاهُما الأُخْرَى بحَجَرٍ، فَقَتَلَتْهَا وَما في بَطْنِهَا، فَاخْتَصَمُوا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّ دِيَةَ جَنِينِهَا غُرَّةٌ عَبْدٌ، أَوْ وَلِيدَةٌ، وَقَضَى بدِيَةِ المَرْأَةِ علَى عَاقِلَتِهَا).
- كما أجمع الفقهاء على وجوب الغرة في الجنين الذي يسقط نتيجة الاعتداء على الأم.
- ذكر كل من المالكية بأنه يستحب الكفارة أما الحنفية فقد ذكروا بعدم وجود الكفارة، لكن الأفضل أن يستغفر العبد ويتوب لله تعالى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصوم للمرأة الحامل في الأشهر الأولى
حكم إجهاض الجنين من الزنا
لكل من يسأل عن حكم إجهاض الجنين بسبب الزنا فهو كالتالي:
- ذكر علماء الفقه أن الزانية التي ترغب في إسقاط الجنين بسبب الزنا فإنها تجمع بين ذنبين هما الزنا والقتل.
-
قال الله تعالى: “وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت” [التكوير: 89].
-
قد روى عمران بن حصين رضي الله عنه “أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا نبي الله: أصبت حداً فأقمه علي، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليها فقال: “أحسن إليها، فإذا وضعت فائتني بها”، ففعل فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فَشُكَّتْ عليها ثيابها، ثم أمر بها، فرجمت، ثم صلى عليها صلى الله عليه وسلم، فقال له عمر رضي الله عنه: تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت، فقال: “لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى” رواه مسلم.
- من هذا الحديث الشريف والآية القرآنية يستدل بأن الجنين له كامل الأحقية بالحياة حتى وإن كان ابن زنا.
كفارة إجهاض الجنين
أما من يسأل عن كفارة إجهاض الجنين فهي كالتالي:
- لو كان الجنين لم يتم 120 يوم وذلك قبل نفخ الروح فيه، فلا تجب الكفارة أو الدية.
- أما لو كان الإسقاط بعد 120 يوم، فإن الدية تكون على المرأة مباشرة للإسقاط، وتكون دية الجنين عشر دية الأم وهي تقدر بنحو 213 جرام من الذهب ويتم دفع الدية لورثة الجنين ولا يرث القاتل منهم شيئًا، إن لم تجد الأم الدية يتم صيام شهرين متتابعين.
اقرأ أيضًا: شكل إجهاض الجنين في الشهر الأول
الآن تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز إسقاط الجنين وذلك لمن يسأل عن الحكم في هذه المسألة، خاصة أنه يمكن إسقاط الجنين دون ذنب في بعض الحالات وفي شروط معينة، أما غير ذلك فهو حرام شرعًا ولا يجوز.