اختلف الكثير من علماء الدين في عالمنا العربي حول حكم التعامل مع البنوك من حيث إيداع الأموال والاستفادة من فوائدها وغيرها من الأمور، فالبعض رأى أن ذلك غير جائز، بينما أفتى علماء آخرين بجوازه، وقال فريق آخر أنه يمكن القيام بذلك ولكن بشروط محددة، لذا يكثر التساؤل بين العديد من المسلمين حول هذا الأمر، ومن بين الأسئلة المطروحة هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للاخ ؟ وسنتعرف من خلال الفقرات التالية على إجابة هذا السؤال وفقًا لآراء العديد من علماء الدين.
هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للاخ ؟
في البداية يجب أن نؤكد على أن الدين الإسلامي كان قد حثنا على الابتعاد عن الربا
لكونه من كبائر الذنوب، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا : يا رسول الله، وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ( البخارى )، أما عن فوائد البنك هل تدخل في نطاق الربا أم لا، فنجد أنه:
- رأت دار الإفتاء المصرية وعلى رأسها فضيلة الشيخ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية أن التعامل مع البنوك بكافة أشكالها سواء الإسلامية أو غيرها هو أمر جائز شرعًا ولا يوجد إثم به.
- كما أكد علماء دار الإفتاء على أنه يحل للمسلم الإيداع أو التعامل بالشهادات الاستثمارية أو الودائع وغيرها من الأمور.
- مشيرًا لكون ذلك أحد أبواب التمويل الحديثة، ليس له علاقة بالربا.
- ومن هنا أوضح العلماء أنه من الجائز للمسلم الانتفاع بأموال البنوك وفوائدها سواء كان ذلك لنفسه أم لغيره.
- ويذلك وجدت دار الإفتاء المصرية أنه من الجائز إعطاء فوائد البنوك للأخ.
هل يَجوز إعطَاء فَوائد البِنوك للابناء ؟
واستكمالًا لموضوعنا عن مدى جواز فوائد البنوك من عدمه، سنتعرف خلال تلك الفقرة على رأي قطاع آخر من العلماء ونجد أنه:
- رأى مجموعة أخرى من علماء الدين في العالم العربي، وعلى رأسهم
الإمام ابن باز رحمه الله، أن التعامل مع البنوك غير الإسلامية أمر محرم وغير جائز القيام به شرعًا. - ومن الجدير بالذكر أنه قد ورد في سورة البقرة في الآيات 278-279،
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ
رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ). - ومن هنا فإن الحصول على فوائد البنوك غير الإسلامية أمر غير جائز شرعًا.
- كما لا يجوز للمسلم القيام بصرف تلك الأموال على نفسه أو على أولاده.
- أما إذا حصل المسلم على الأرباح الناتجة من المضاربة في البنوك الإسلامية،
فرأى أهل العلم أنه من الجائز القيام بأخذها وصرفها بكافة الأشكال التي يراها المسلم. - وفي تلك الحالة يمكن إعطائها للأبناء أو الأقارب.
ماذا أفعل بفوائد البنك
في حالة عدم معرفة المسلم بأن فوائد البنوك غير الإسلامية محرمة، ولا يجب التعامل مع تلك البنوك، وحصل على الفوائد
وكان يرغب في التخلص منها والتوبة إلى الله والعودة إليه، فيمكنه القيام بالتالي:
- الاستغفار والتوبة والرجوع للمولى عز وجل بنية خالصة.
- يمكن للمسلم في تلك الحالة القيام بصرف الفوائد في أوجه الخير المختلفة مثل الصدقات على الفقراء والمساكين، والمرضى والغارمين، وغيرها من طرق الخير والطاعات.
- ولا يجوز للمسلم القيام بصرف تلك الفوائد على نفسه، (رأى بعض العلماء
إمكانية صرفها على نفسه وأهله في حالة كونه فقير).
وإلى هنا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز إعطاء فوائد البنوك للاخ ؟ وإذا كنت تريد معرفة إجابة العديد من الأسئلة الأخرى يمكنك الاطلاع على حكم استخدام الفوائد الربوية.