الحفاظ على مال اليتيم والعمل على تنميته وزيادته مهمة شاقة للغاية، بها العديد من الأمور الشائكة، والكثير من الأحكام الشرعية التي يجب مراعاتها والالتزام بها عند القيام بذلك، ومن بين الأسئلة التي يسألها الكثير من أولياء اليتامى هل يجوز التصدق من مال اليتيم؟ ولمعرفة إجابة هذا السؤال يجب عليك قراءة الفقرات التالية، والتي سنحرص خلالها على توضيح كافة الأمور المتعلقة بهذا الموضوع.
هل يجوز التصدق من مال اليتيم ؟
قال الله سبحانه تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنعام الآية رقم 152:
“وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ”، وتوضح تلك الآية الشريفة مدى أهمية الحفاظ على مال اليتيم وعدم التصرف به إلا أصول وقواعد محددة، أما عن إخراج الصدقات من مال اليتيم فنجد أنه:
- أجمع قطاع كبير من علماء الدين أنه لا يجوز القيام بالتصدق من مال اليتيم.
- فلا يجوز للأم إخراج الصدقات من مال أولادها الأيتام.
- فحقيقة الأمر أن مال اليتيم ليس مال الوصي، ولكنه مجرد حافظ له،
فكيف يقوم الشخص بإخراج الصدقات من مال ليس ماله. - كما يجب التأكيد على أنه لا يجوز القيام بشراء الهدايا أو منح العطايا من أموال اليتيم وفي ذلك إثم كبير.
- ولكن ما حث عليه الدين الإسلامي هو القيام بإخراج زكاة المال الخاصة بمال اليتيم، وأنها أولى من الصدقة، فيتم القيام بإخراجها من مال اليتيم كل عام.
- وعلى الجانب الآخر أكد الدين الإسلامي على أهمية مراعاة اليتيم،
والحفاظ على مصالحه بكافة الأشكال والطرق. - كما يمكن القيام بالاستثمار والتجارة في أموال اليتيم أو جزء منها، وذلك بغرض تنميتها والإكثار منها.
- ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حث على ذلك، حيث جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فقال: “ألا من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ولا يتركه حتى تأكله الصدقة”.
هَل يجوز الصدقة على اليَتيم الغني ؟
كما يرغب الكثير من المسلمين في معرفة حكم الشرع حول القيام بالتصدق على اليتيم صاحب المال أو ميسور الحال، وهل يمكن القيام بذلك؟ أم أنه لا يجب مادام اليتيم ميسورًا؟، وللتعرف على إجابة هذا السؤال نجد أنه:
- أوضح أمين عام الفتوى في دار الإفتاء المصرية فضيلة الشيخ محمد وسام،
أنه من الجائز التصدق على اليتيم حتى وإن كان ميسورًا. - كما أكد فضيلة الشيخ أن للتصدق على الأيتام الكثير من الفضل والثواب حتى وإن كان غنيًا.
هل يجوز الاقتراض من مال اليتيم ؟
أما فيما يخص القيام بالاقتراض من مال اليتيم ثم إرجاعه مرة أخرى لأمواله خلال وقت معلوم، فهو أمر عليه خلاف فقهي، وتدور حوله العديد من الآراء المختلفة فنجد :
- رأى بعض الفقهاء أنه من الممكن أن يقوم الوصي بالاقتراض من مال
اليتيم عند الحاجة الشديدة. وفي حالات الضرورة القصوى. - على ألا تؤثر عملية الاقتراض على مال اليتيم سلبًا بأي شكل من الأشكال.
- فلا يجوز القيام بالاقتراض من مال اليتيم الموجود في تجارة فينقص من أرباح اليتيم.
- ونجد أن أصحاب هذا الرأي قد رؤوا أن الدليل على ذلك هو ما جاء في الآية السادسة من سورة النساء حين قال تعالي: (ومَن كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومَن كان فَقيرًا فَلْيَأْكُلْ بالمَعروفِ).
- بينما رأى قلة من العلماء أنه لا يجوز الاقتراض من المال اليتيم.
وفي النهاية عزيزي القارئ نؤكد على أن كل من علماء الحنفية والمالكية والحنابلة كانوا قد أجمعوا على أن الأساس في التعامل مع مال اليتيم هو حسن التصرف فيها بما فيه مصلحة لليتيم، ويمكنك أيضًا أن تقوم بالاطلاع على هل يجوز للام أن تأخذ من مال ابنها اليتيم ؟ وطرق الحفاظ على أمواله، إذا كنت ترغب في التعرف على المزيد من المعلومات حول حسن التصرف في مال اليتيم.