هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى

جدول المحتويات

هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى، فكثير من الناس قد ابتلوا بسماع الأغاني بموسيقا أو من دون موسيقا، وكثير منهم يسأل عن حكم سماع الأغاني هل هو حرام أو حلال وما الشروط والضوابط في سماع هذه الأغاني، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مع بيان حكم سماع الأغاني بموسيقا أو من دون موسيقا، إضافة لتفصيل القول وبيان أقوال العلماء في هذه المسألة بالتفصيل.

هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى

إنّ حكم سماع الأغاني من دون موسيقا فيه تفصيل عند بعض العلماء، فقالوا إنّ الغناء بدون موسيقا لا يخلو من حالين:[1]

  • الحال الأولى: أن يكون من امرأة لرجال، وهذا ممنوع؛ إذ إنّ المرأة منهيّة عن الأذان للرجال، وعن رفع صوتها بالقرآن في حضورهم، فمن باب أولى منعها من الغناء للرجال، وأمّا إن كانت تغني للنساء بكلام حسَن فلا بأس بذلك كالغناء في عرس ونحوه.
  • الحال الثانية: أن يكون الغناء من رجل، فإن كانت معاني الأغنية حسنة فلا بأس بذلك، وأمّا إن كان الكلام قبيحًا يدعو إلى الرذيلة ويرغّب في المنكرات فهذا يحرُم سماعه، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز سماع الاغاني في صلاة التراويح

حكم ترديد الأغاني بدون موسيقى

قال بعض أهل العلم إنّ حكم ترديد الأغاني بدون موسيقا يعود إلى طبيعة تلك الأغاني التي يردد كلماتها؛ فإن كانت تلك الكلمات محرّمة وتدعو إلى الرذيلة والمعاصي ونحو ذلك فهذا يحرم، وأمّا إذا كانت كلمات الأغاني مباحة وحسنة فإنّه لا بأس بها، ولكن يُخشى على المسلم أن يميل قلبه إلى الأغاني بكثرة ترديد هذه الكلمات، لذلك يُفضل عدم ترديد كلمات الأغاني ولو كانت حلالًا ليبتعد المسلم عن الأغاني وأسبابها، والله أعلم.[2]

حكم سماع الأغاني بدون موسيقى – إسلام ويب

قال مركز الفتوى في موقع إسلام ويب إنّ سماع الأغاني بدون موسيقا إمّا أن يكون من امرأة فهو محرّم على الرجال ومُباح للنساء في حال كان الكلام الذي تغنيه المرأة مُباحًا، وأمّا إن كان الكلام فيه فُحش ودعوة للرذيلة فلا يجوز، وأمّا الغناء من الرجال ففيه تفصيل كذلك، فإن كان يغني بكلام حسن فلا بأس بذلك، ولكن إن كانت كلمات الأغاني التي يغني بها تدعو للرذيلة والمنكرات فهذا يحرُم، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز سماع الأغاني في رمضان بعد الفطور

حكم سماع الأغاني بالتفصيل

ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الغناء يكون حرامًا إذا اشتمل على ما يأتي:[3]

  • إذا صاحبه منكر.
  • إذا خشي أن يؤدي إلى فتنة كتعلق بامرأة، أو بأمرد، أو هيجان شهوة مؤدية إلى الزنا.
  • إن كان يؤدي إلى ترك واجب ديني كالصلاة، أو دنيوي كأداء عمله الواجب عليه، أما إذا أدى إلى ترك المندوبات فيكون مكروها. كقيام الليل، والدعاء في الأسحار ونحو ذلك.

وأمّا إن كان الغناء للترويح عن النفس فقد اختلف فيه العلماء، فمنهم من إباحة ومنهم من منعه ومنهم من كرهه، وتفصيل ذلك كما يأتي:

المانعون

حرّم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الغناء، وتابعه على ذلك جمهور علماء أهل العراق، ومنهم إبراهيم النخعي، وعامر الشعبي، وحماد بن أبي سليمان، وسفيان الثوري، والحسن البصري، والحنفية، وبعض الحنابلة، ودليلهم على ذلك قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ}،[4] ففسّر ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم لهو الحديث بأنّه الغناء.[3]

واستدلوا كذلك بحديث أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن، ومن أدلتهم كذلك الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: “كلُّ شيءٍ يلهو بِه الرَّجلُ باطِلٌ إلا رميَ الرَّجلِ بقوسِه أو تأديبَهُ فرسَهُ أو ملاعبَتَهُ امرأتَهُ”،[5] والله أعلم.[3]

الكارهون

ذهب الشافعية والمالكية وبعض الحنابلة إلى أنه مكروه؛ فإن كان سماعه من امرأة أجنبية فهو أشد كراهة، وعلل المالكية الكراهة بأن سماعه أي الغناء “مُخل بالمروءة”، وعللها الشافعية بقولهم: “لما فيه من اللهو”، وعللها الإمام أحمد بقوله: “لا يعجبني الغناء لأنه ينبت النفاق في القلب”، والله أعلم.[3]

المجيزون

ذهب عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير والمغيرة بن شعبة وأسامة بن زيد وعمران بن حصين ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وعطاء بن أبي رباح، وبعض الحنابلة: ومنهم أبو بكر الخلال وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، والغزالي من الشافعية إلى إباحته، واستدلّ المجيزون بالنص والقياس.[3]

فأمّا النص فهو ما جاء في الحديث الذي في الصحيحين وترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول: “دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللهِ عليه السَّلامُ فقالَ: دَعْهُما، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا”.[6][3]

وكذلك مما استدلوا به قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “الْغِنَاءُ زَادُ الرَّاكِبِ”، وكذلك ما رواه البيهقي في سننه: “أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَسْتَمِعُ إلَى غِنَاءِ خَوَّاتٍ، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ قَال لَهُ: ارْفَعْ لِسَانَكَ يَا خَوَّاتُ، فَقَدْ أَسَحَرَنَا”، وأمّا في القياس فقالوا:[3]

  • “إِنَّ الْغِنَاءَ الَّذِي لاَ يُصَاحِبُهُ مُحَرَّمٌ، فِيهِ سَمَاعُ صَوْتٍ طَيِّبٍ مَوْزُونٍ، وَسَمَاعُ الصَّوْتِ الطَّيِّبِ مِنْ حَيْثُ إنَّهُ طَيِّبٌ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْرُمَ، لأَِنَّهُ يَرْجِعُ إلَى تَلَذُّذِ حَاسَّةِ السَّمْعِ بِإِدْرَاكِ مَا هُوَ مَخْصُوصٌ بِهِ، كَتَلَذُّذِ الْحَوَاسِّ الأُْخْرَى بِمَا خُلِقَتْ لَهُ.

  • وَأَمَّا الْوَزْنُ فَإِنَّهُ لاَ يُحَرِّمُ الصَّوْتَ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الصَّوْتَ الْمَوْزُونَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ حَنْجَرَةِ الْعَنْدَلِيبِ لاَ يَحْرُمُ سَمَاعُهُ، فَكَذَلِكَ صَوْتُ الإِْنْسَانِ، لأَِنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ حَنْجَرَةٍ وَحَنْجَرَةٍ. وَإِذَا انْضَمَّ الْفَهْمُ إلَى الصَّوْتِ الطَّيِّبِ الْمَوْزُونِ، لَمْ يَزِدِ الإِْبَاحَةَ فِيهِ إلاَّ تَأْكِيدًا.

  • أَمَّا تَحْرِيكُ الْغِنَاءِ الْقُلُوبَ، وَتَحْرِيكُهُ الْعَوَاطِفَ، فَإِنَّ هَذِهِ الْعَوَاطِفَ إنْ كَانَتْ عَوَاطِفَ نَبِيلَةً فَمِنَ الْمَطْلُوبِ تَحْرِيكُهَا، وَقَدْ وَقَعَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنِ اسْتَمَعَ إلَى الْغِنَاءِ فِي طَرِيقِهِ لِلْحَجِّ – كَمَا تَقَدَّمَ – وَكَانَ الصَّحَابَةُ يُنْشِدُونَ الرَّجَزِيَّاتِ لإِِثَارَةِ الْجُنْدِ عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعِيبُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ، وَرَجَزِيَّاتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ وَغَيْرِهِ مَعْرُوفَةٌ مَشْهُورَةٌ”، والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم من يسمع الأغاني وهو صائم

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز سماع الاغاني بدون موسيقى، بعد الوقوف على جواب هذا السؤال من المصادر الفقهية المعروفة، وبعد الوقوف على بعض الأمور الأخرى المرتبطة بمسألة الغناء.

المراجع

  1. ^
    islamweb.net , حكم سماع الغناء الخالي من الموسيقى , 08/05/2022
  2. ^
    islamweb.net , حكم ترديد كلمات الغناء , 08/05/2022
  3. ^
    shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص90 92 , 08/05/2022
  4. ^
    سورة لقمان , الآية: 6
  5. ^
    الجامع الصغير , السيوطي، عقبة بن عامر، رقم الحديث: 949، حديث حسن.
  6. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عائشة ام المؤمنين، رقم الحديث: 949، حديث صحيح.