هل يجوز صلاة القيام في البيت

جدول المحتويات

هل يجوز صلاة القيام في البيت حين يكون الإنسان متعبًا خاصّة وأنّه قد يطرأ عليه مثل ذلك في شهر رمضان المبارك لما يؤثره الصيام على الإنسان، لذلك فإنّ موقع سيقف مع الحكم الشرعي لصلاة القيام في البيت وكيف يمكن أن يؤديها المسلم كما كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الإضاءة على بعض المسائل الخاصة بقيام الليل مثل فضله ونحو ذلك.

هل يجوز صلاة القيام في البيت

يجوز صلاة القيام في البيت كما ذكر جمع من علماء أهل السنة والجماعة، حيث إنّ صلاة النافلة لم يشرع فيها التجمع فللمسلم أن يؤديها لوحده، وقد نوه إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في واحد من أحاديثه وأخبر صحابته رضوان الله عنهم أنّ صلاة المرء في بيته خير من صلاته في المسجد إلا المكتوبة، وذكر النووي أنّه ربما كانت في البيت أفضل حتى تكون أبعد عن الرياء.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

كيفية أداء صلاة القيام في المنزل

إنّ صلاة الليل تكون مثنى مثنى بحيث يُسلم المسلم من كل ركعتين ويقرأ فيهما من القرآن ما شاء الله تعالى له أن يقرأ، وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: “سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”،[2] ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه حين قال:

“أنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وهي خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ وِسَادَةٍ واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ – أوْ قَرِيبًا منه – فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ، فَقُمْتُ إلى جَنْبه، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى رَأْسِي وأَخَذَ بأُذُنِي يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ”.[3]

فضل صلاة التراويح وقيام الليل

إنّ صلاة التراويح وقيام الليل لهما فضل عظيم عند الله تبارك وتعالى وصلاة التراويح هي قيام الليل المخصوص به شهر رمضان المبارك، يأتي بهما المسلم من بعد أداء صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، ومن الأدلة على فضلهما من القرآن الكريم والسنة الشريفة:

فضل صلاة التراويح وقيام الليل من القرآن

مما ورد من الآيات التي تحض على أداء قيام الليل:

  • قال الله في سورة السجدة: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.[4]
  • قال الله في سورة الزمر: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[5]
  • قال الله في سورة المزمل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}.[6]

شاهد أيضا: هل يجوز صلاة قيام الليل قبل الساعة ١٢

فضل صلاة التراويح وقيام الليل من السنة

مما ورد في السنة النبوية الشريفة عن فضل أداء صلاة القيام:

  • روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: “صُمنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رمضانَ فلم يقُم بنا شيئًا منْهُ حتَّى بقيَ سبعُ ليالٍ فقامَ بنا ليلةَ السَّابعةِ حتَّى مَضى نحوٌ من ثلثِ اللَّيلِ ثمَّ كانتِ اللَّيلةُ السَّادسةُ الَّتي تليها فلم يقمْها حتَّى كانتِ الخامسةُ الَّتي تليها ثمَّ قامَ بنا حتَّى مضى نحوٌ من شطرِ اللَّيلِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ لو نفَّلتَنا بقيَّةَ ليلتنا هذِه. فقالَ إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ ثمَّ كانتِ الرَّابعةُ الَّتي تليها فلم يقمْها حتَّى كانتِ الثَّالثةُ الَّتي تليها قالَ فجمعَ نساءَهُ وأَهلَهُ واجتمعَ النَّاسُ قالَ فقامَ بنا حتَّى خشينا أن يفوتَنا الفلاحُ قيلَ وما الفلاحُ قالَ السُّحورُ قالَ ثمَّ لم يقم بنا شيئًا من بقيَّةِ الشَّهرِ”.[7]
  • روي عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عليكم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دأبُ الصالحين قبلَكم فإنَّ قيامَ الليلِ قُرْبةٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وتكفيرٌ للذنوبِ، ومطردةٌ للداءِ عن الجسدِ ومنهاةٌ عن الإثمِ”.[8]
  • روي عن عائشة رضي الله عنها: “أنَّ سعدَ بنَ هِشامٍ، سأَل عائِشَةَ فقال: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، أخْبِرينا عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالت: ألستَ تَقرَأُ يا أيُّها المُزمِّلُ؟ قال: قلتُ: بَلى، قالت: فإنَّه أُنزِلَ أوَّلَ السورةِ، فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه حتى انتَفَختْ أقدامُهم، وحُبِسَتْ خاتِمَتُها اثنَيْ عَشَرَ شهرًا في السَّماءِ، ثم نزَلَتِ الرُّخصةُ، فكان قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فريضةٍ”.[9]

شاهد أيضا: طريقة قيام الليل بسورة البقرة

بهذا القدر نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل يجوز صلاة القيام في البيت وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في ذلك، وكيف يقوم المسلم من الليل وما هي الأدلة على فضل ذلك الفعل من القرآن والسنة الشريفة.

المراجع

  1. ^
    islamweb.net , لا حرج في صلاة النافلة في المسجد والبيت أفضل , 22/04/2022
  2. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمر، رقم الحديث: 472، حديث صحيح.
  3. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 992 ، صحيح
  4. ^
    السجدة , 16
  5. ^
    الزمر , 9
  6. ^
    المزمل , 1 4
  7. ^
    صحيح ابن ماجه , الألباني، أبو ذر الغفاري، 1100، صحيح
  8. ^
    تخريج الإحياء , العراقي، أبو أمامة الباهلي، 1/466 ، حسن
  9. ^
    تخريج مشكل الآثار , شعيب الأرناؤوط، عائشة أم المؤمنين، 1438، صحيح