إن في تربية الأيتام الكثير من الفضل والثواب العظيم، ولكن توجد العديد من الأمور التي تتعلق بتربيتهم وكيفية القيام بذلك بشكل صحيح، دون وقع إثم أو سوء تصرف من الأم، لذا تتساءل الكثير من الأمهات حول هل يجوز للام أن تأخذ من مال ابنها اليتيم ؟ وسنحرص اليوم عبر فقراتنا التالية على توضيح إجابة هذا السؤال بشكل واضح ومفصل قدر الإمكان، آملين أن يعود عليكم موضوعنا بالنفع والفائدة.
هل يجوز للام أن تأخذ من مال ابنها اليتيم ؟
في البداية يجب أن نعرف أن التصرف في مال اليتيم هو موضوع به الكثير من النقاط المختلفة التي يتم تحديد رأي الشرع فيها، وأولًا نؤكد على أنه:
- لا يجوز للأم أو لأي شخص له الولاية القيام بأخذ أموال اليتيم وصرفها على حاجاته الشخصية ورغباته.
- ويكون ذلك في حالة كون اليتيم غير بالغ، أما إذا كان شخصًا بالغ فهو المسؤول عن أمواله مسؤولية تامة، ولا يحق لأحد التصرف بها.
- كما يذكر أن الدليل على ذلك ما جاء في سورة النساء بالآية 6 حين
قال الله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ
رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ
كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً).
هل يجوز للوصي أكل ما اليتيم ؟
- يجب الحذر والحرص الشديد عند التصرف في مال اليتيم لكون الدين الإسلامي أمرنا بذلك وحث عليه.
- وقد قال الله سبحانه وتعالى سورة الأنعام الآية رقم 152: “وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ”.
- وما يجب على الوصي هو الحفاظ على مال اليتيم، والعمل على تنميته وزيادته إن أمكن ذلك.
- ويمكن للوصي التصرف في مال اليتيم بالمعروف وبما فيه مصلحة لليتيم.
هل يجوز التصدق من مال اليتيم ؟
كما تجدر الإشارة إلى أنه من غير الجائز القيام بإخراج الصدقات أو الهدايا أو الهبات من أموال اليتيم، لكونها ليست فائدة له، ويعد ذلك تصرف على غير وجه حق.
متى يجوز لكافل اليتيم أن يأخذ من مال اليتيم
- عند القيام بالإنفاق من ذلك المال على اليتيم، على أن يتم ذلك بالمعروف، ويتم إدخال باقي الأموال.
- عند القيام بالاستثمار في مال اليتيم بغرض زيادته وتنميته.
- من الممكن أن تقوم بالمزج بينك وبين اليتيم في الطعام والشراب لإزالة الحرج،
وقال تعالى في سورة البقرة: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. - وفي حالة كون الوصي فقيرًا، فمن الممكن أن يأكل من مال الفقير، أو يأخذ ما
يستر عورته من تلك الأموال، على أن يكون ذلك بالمعروف ودون إسراف، والدليل
ما جاء في سورة النساء: “مَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ
فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا”. - وأخيرًا يذكر أنه من الممكن أن تقوم الأم بالأخذ من مال طفلها اليتيم عند الحاجة،
وألا تكون سبب في وقوع ضرر على أمواله، ومن الجدير بالذكر أن الدليل على ذلك
ما قد روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ أَوْلَادَكُمْ هِبَةٌ اللهِ لَكُمْ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ، فَهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ لَكُمْ إِذَا احْتُجْتُمْ إِلَيْهَا) .
وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال موضوعنا وغيره من الأسئلة ويمكنك أيضًا القيام بالاطلاع على الفرق بين العطية والميراث وهل يجب التسوية بين الذكور والإناث في العطية؟.