هل يضاعف العذاب يوم القيامة لمن يفعل الكبائر؟، معلومٌ أنَّ كبائرَ الذنوبِ تعرَّف على أنَّها كلُّ ما كبرَ من الذنوبِ والمعاصي، وقد وضع لها بعض أهلِ العلمِ ضابطًا تُعرفُ به، حيث أنَّهم قالوا أنَّ كلَّ ذنبٍ له حدٌّ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرةِ، من عذابٍ، أو غضبٍ، أو عقابٍ، أو تهديدٍ، أو لعنٍ، في القرآنِ الكريمِ،، أو في السنةِ النبويةِ الشريفةِ، فهو كبيرةٌ من كبائرِ الذنوبِ، لكن هل فاعلُ الكبيرةُ يضاعفُ له العذابُ؟ هذا ما سيجيب عليه .
هل يضاعف العذاب يوم القيامة لمن يفعل الكبائر
إنَّ المقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة أنَّ مرتكب الكبيرة إن مات قبل التوبة، فإنَّ أمره إلى الله تعالى، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه في النار، لكنَّه لا يخلد فيها، أمَّا من تابَ فهو تحت المشيئة أيضًا بأن يقبل الله توبته أم لا يقبلها، فيدخل بسببها النار، لكنَّه لا يخلدُ على أيِّ حالٍ في النار، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَدْخُلُ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يقولُ اللَّهُ تَعَالَى: أخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إيمَانٍ. فيُخْرَجُونَ منها قَدِ اسْوَدُّوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرِ الحَيَا، أوِ الحَيَاةِ – شَكَّ مَالِكٌ – فَيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جَانِبِ السَّيْلِ، ألَمْ تَرَ أنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً).[1]
شاهد أيضًا: حكم الانتحار في الإسلام وعقوبة المنتحر في الآخرة
أمثلة على كبائر الذنوب
هناكَ عددٌ من المعاصي التي تعدُّ من كبائرِ الذنوبِ، وفي هذه الفقرة من مقال هل يضاعف العذاب يوم القيامة لمن يفعل الكبائر، سيتمُّ ذكر بعض الأمثلةِ عليها، وفيما يأتي ذلك:
السبع الموبقات
هناكَ عددٌ من المعاصي خصَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله، وبيَّن أنَّهنَّ من كبائرِ الذنوبِ، وهذه السبع مذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).[2]
شاهد أيضًا: متى تقبل شهاد القاذف بعد إقامة الحد عليه
كبائر أخرى
إنَّ كبائرَ الذنوبِ غير مقتصرة على السبعِ الموبقاتِ، بل هناكَ معاصٍ أخرى رتَّب الشرعُ الحنيفُ عليها حدودًا في الدنيا ووعيدًا في الآخرة، تعدُّ من كبائرِ الذنوبِ، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- الزنا: يعدُّ وطئ المرأة الأجنبية من غيرِ عقدِ قرانٍ من كبائرِ الذنوبِ، حيث رتَّب الشرعُ الحنيفُ على هذه المعصيةِ حدًا دنيويًا، حيث قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).[3]
- عقوق الوالدين: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ).[4]
- شتم الوالدين: وقد بيَّن النبيُّ أنَّ من شتمَ والديه أنَّه ملعونٌ، ودليل ذلك قوله: (ملعونٌ مَنْ سبَّ أباهُ، ملعونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، ملعونٌ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ، ملعونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخومَ الأرضِ، ملعونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طريقٍ، ملعونٌ مَنْ وقعَ على بهيمَةٍ، ملعونٌ مَنْ عمِلَ بعمَلِ قومِ لوطٍ).[5]
شاهد أيضًا: كيف تستدل بالآيات الواردة على أنَّ الظلم من كبائر الذنوب
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يضاعف العذاب يوم القيامة لمن يفعل الكبائر، وفيهِ تمَّت الإجابة على هذا السؤال بناءً على المقرر عند أهل السنة والجماعة، كما تمَّ ذكر بعضًا من المعاصي التي تعدُّ من كبائرِ الذنوبِ.
المراجع
- ^
صحيح البخاري، , البخاري، أبو سعيد الخدري، 22، صحيح - ^
صحيح البخاري، , البخاري، أبي هريرة، 2766، حديث صحيح - ^
سورة النور: , آية 2 - ^
صحيح البخاري، , البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، 6273، حديث صحيح - ^
صحيح الجامع، , الألباني، عبدالله بن عباس، 5891، حديث صحيح