هل يوجد تسليم في سجود التلاوة ؟ اختلف أهل العلم حول حكم التسليم في سجدة التلاوة، ومن ثم فالإجابة تستلزم التفرقة بين هل سجدى التلاوة داخل الصلاة، أم خارجها؟ ومن هنا نتعرف إلى رأي أهل العلم، والفقهاء حول التسليم في سجدة التلاوة.. تابعونا.
هل يوجد تسليم في سجود التلاوة
وفقًا لما ورد في الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية فإن الفقهاء اتفقوا على أنه لا تسليم من سجود التلاوة إذا كان أثناء الصلاة، ولكن اختلف الفقهاء حول التسليم في سجدة التلاوة إن كانت خارج الصلاة،فكان رأي الفقهاء كما يلي:
-
قال العلامة الكاساني الحنفي في “بدائع الصنائع”: [وَلا تَشَهُّدَ فِي هَذِهِ السَّجْدَةِ -أي سجدة التلاوة-، وَكَذَا لا تَسْلِيمَ فِيهَا؛ لأَنَّ التَّسْلِيمَ تَحْلِيلٌ، وَلا تَحْرِيمَةَ لَهَا عِنْدَنَا فَلا يُعْقَلُ التَّحْلِيل]
-
يقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في “المغني”: [اخْتَلَفَتْ الرِّوَايَةُ عَنْ أَحْمَدَ فِي التَّسْلِيمِ فِي سُجُودِ التِّلَاوَةِ: فَرَأي أَنَّهُ وَاجِبٌ؛ وَبِهِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ غَيْرُ وَاجِبٍ؛ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: قَالَ أَحْمَدُ: أَمَّا التَّسْلِيمُ فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ النَّخَعِيُّ وَالْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ: لَيْسَ فِيهِ تَسْلِيمٌ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَاخْتَلَفَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِيهِ. وَوَجْهُ الرِّوَايَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الْخِرَقِيِّ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ»، وَلِأَنَّهَا صَلَاةٌ ذَاتُ إحْرَامٍ، فَافْتَقَرَتْ إلَى سَلَامٍ كَسَائِرِ الصَّلَوَاتِ، وَلَا تَفْتَقِرُ إلَى تَشَهُّدٍ]
ومما سبق نقول أنه لا تسليم في سجود التلاوة في الصلاة باتفاق الفقهاء، ولكن خارج الصلاة جاء الاختلاف بين العلماء ومن ثم فمن سلم لا حرج عليه، ومن ترك التسليم لا حرج عليه أيضًا.
سجود التلاوة عند المذاهب الأربعة للمرأة
إن ما يسير على الرجل يسير على المرأة باستثناء تغطية الرأس، وهنا اختلف الفقهاء حول مسألة تغطية رأس المرأة عند سجود التلاوة، ومن ثم فإن كانت سجدة التلاوة للمرأة أثناء الصلاة فتعامل معاملة الصلاة وتلزم المرأة بالطهارة، والوضوء، وتغطية الرأس.
أما في حالة اعتبار سجدة التلاوة ليست صلاة، وكانت خارج الصلاة فلا حرج إن لم تغطِ المرأة شعرها، باعتبار سجدة التلاوة ليس صلاة.
دعاء سجدة التلاوة في القرآن من السنة
-
يقول: “سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته“
-
أو يزيد فيقول: “سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه
وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين“ -
ويمكن أن يكتفي بقوله “سبحان ربي الأعلي“.
-
أو يمكن الدعاء بما قاله النبي -صل الله عليه وسلم-: “اللهم لك
سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقه
وصوَّره وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين“ -
وقيل أنه يمكن أن يقول:”اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا، وامحُ عني
بها وزرًا، واجعلها لي عندك ذخرًا، وتقبَّلها مني كما تقبَّلتها من عبدك
داود عليه السلام“ -
أو يقول: “اللهم أرفع لي بها عندك درجة، وحط بها عني خطيئة،
وتقبلها مني كما تقبلتها من عبد داوود“. -
أما عما يقال في سجدة التلاوة إذا لم تسجد: «سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
هل سجدة التلاوة سجدة أو سجدتين
والآن: نتعرف معًا إلى كيفية آداء سجدة التلاوة وفقًا لدار الإفتاء المصرية، شاهد الفيديو التالي للمزيد من المعلومات:
-فيديو مناسب للباقة-
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى سجود التلاوة وحكم التسليم فيها، وذلك من السنة النبوية، وفي ختام هذا المقال نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال.. آمين.