جدول المحتويات
هو الصور الذي سينفخ فيه اسرافيل سيتم بيان ذلك في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنه قد اتفق العلماء على أن أحداث يوم القيامة تبدأ بالنفخ في الصور، ثم موت الجميع ثم الحشر، ثم الحساب، وفي الحساب تتطاير الصحف ويتم مسك الكتاب إما باليمين وإما باليسار والميزان، ثم المسار، وورد أن النفخ بالصور يكون يوم الجمعة حيث قال عليه السلام: (خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً).
هو الصور الذي سينفخ فيه اسرافيل
الناقور هو الصور الذي سينفخ فيه اسرافيل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (ثُمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قالَ: وَأَوَّلُ مَن يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ، أَوْ قالَ يُنْزِلُ اللَّهُ، مَطَرًا كَأنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ، نُعْمَانُ الشَّاكُّ، فَتَنْبُتُ منه أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، وتعددت أقوال العلماء في عدد النفخات يوم القيامة وقد قال بعض العلماء إنها ثلاث نفث أولها نفخة الهلع، ثم نفخة الصاعقة، وأخيراً نفخة القيامة وممن ذهب إلى هذا القول ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره.
وأما القرطبي فقد رأى أن عدد النفخات اثنتان ونفخة الذهول، وغمرة القيامة أو القيامة، ورأى أن لغط الذهن يشمل لغط الرعب؛ قال: إن همهمة الهلع هي فقط من دوي الصاعقة، لأن الأمرين ليس لهما وقت، بمعنى أنهما خافتا، فماتا منها مذكور في القرآن الكريم وسيرة الرسول الكريم أن إسرافيل صلى الله عليه وسلم ينفخ في الصور مرتين: النفخة الأولى التي تسمى نفخة الصاعقة التي بها كل من في السماء وتموت الأرض ما لم يشاء الله ليحييه العالم، بينما هم في الأسواق وهم في مجالسهم، ويقومون بأعمالهم اليومية المعتادة، والنفخة الثانية في الصور هي نفخة القيامة، ولا يعرف متى تكون النفخة الثانية، بعد أن يموت الخليقة وتتحلل أجسادهم، ولا يبق منهم إلا جزء من أصل الظهر، لذلك الله يرسل المطر في الصور، وهي نفس القيامة، تعود النفوس إلى أجسادها، وتخرج الأجساد من القبور في رعب، دون أن تدري ما حل بها.
وهناك أنواع من المخلوقات لا تتأثر بالصدمة، وقد اختلف العلماء في أقوالهم؛ قال ابن حزم إنهم الملائكة، وقال المفتي إنهم جبرائيل وميخائيل وإسرافيل وملاك الموت عليهم السلام قال الإمام أحمد بن حنبل: إنهم أولاد الحوريين في الجنة، وقال القرطبي أنهم ميتون، وعن ابن عباس وأبي هريرة: لا يصعق الأنبياء والشهداء بالكهرباء يوم القيامة وقد نص بعض العلماء، ومنهم القرطبي، على أن الأصل هو منع صعق من حرمه الله تعالى لأنه لا يوجد كلام صريح في ذلك.
شاهد أيضًا: تفاضل الناس يوم القيامة يكون على حسب
من أول من يسمع النفخ في الصور
وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من يُبعث من بني آدم وتنفصل عنه الأرض يوم القيامة، وأن سيحيان إسرافيل عليه السلام بعد قيام نبينا الكريم وهو يحتوي على الأحياء بين أهل السماء وأهل الأرض ما لم يشاء الله، ثم يمسك الله نفوس الباقين، حتى يكون ملاك الموت آخر من يموت، فعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الناس يُصعقون يوم القيامةِ، فأكونُ أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمةٍ من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الصور”.
كم عدد مرات النفخ في الصور
اختلف العلماء في عدد النفخات التي تكون في الصور يوم القيامة ورأى بعض العلماء أنها نفثتان، ومنهم من رأى أنها ثلاث نفث، وهذه النفخات:
- نفخة الفزع: قال تعالى: (ويوم ينفخ في الصّور ففزع من في السّموات والأرض إلاّ من شاء الله وكلّهم أتوه داخرين)، هذه النفخة هي أول نفث في الصور، وهذه النفخة تأتي بعد النفخة ظهور آيات الساعة العظيمة، عندما أمر الله تعالى إسرافيل أن يبدأ بها.
- نفخة الصعق: تذعر الخلق جميعًا، وقد استثنى الله تعالى عددًا من عباده من هذه الهمهمة، وقيل إنهم هم الأنبياء والشهداء همهمة الصاعقة، وهذه النفخة يعتبرها بعض العلماء نفخة ذعر، بينما يرى آخرون أنها تختلف عنها، وفي هذا الهمهمة تتعجب كل المخلوقات.
- نفخة البعث والقيامة: حيث يأذن الله تعالى للملك أن ينفخ في الصور نفخة من القيامة ضربة القيامة والآخرة، بعد خلق المخلوقات في انفجار صاعقة، ينفخ الملاك فيها نفخة القيامة والآخرة، حيث تعود النفوس إلى أجسادها وتنبت من الأرض كعشب براعم، ثم كل شيء المخلوقات تُقاد وتجمع إلى أرض التجمع بعد أن تتحول الأرض إلى شيء آخر غير الأرض والسماء، فينتظرون العرض والحساب أمام الله تعالى إما الجنة أو النار.
من الذي ينفخ في الصور يوم القيامة
إن الذي ينفخ في الصور يوم القيامة هو إسرافيل، وفيما يأتي بيان الأدلة على ذلك:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: (ثمَّ يأمرُ اللهُ إسرافيلَ فينفخُ نفخةَ الصعقِ).
- قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إن طرفَ صاحبِ الصورِ منذُ وُكّلَ بهِ مُستعدّ ينظرُ نحو العرشِ، مخافةَ أن يُؤمَرَ قبل أن يَرتدّ إليهِ طرفهُ، كأنّ عينيهِ كوكبانِ دُرّيانِ).
- قَوْله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).
شاهد أيضًا: من أسماء يوم القيامة
بينا في هذا المقال الإجابة على سؤال: هو الصور الذي سينفخ فيه اسرافيل فمن المعلوم أن النفخ في الصور من بدايات يوم القيامة، ممّا يعني إغلاق باب التوبة والبدء بالحساب ومن ثم دخول العبد إلى الجنة أو النار بحسب ما كان يفعل في حياته الدنيا.
المراجع
- ^ناصر بن علي عايض حسن الشيخ (1995)، مباحث العقيدة في سورة الزمر (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 554. بتصرّف , 11/08/2021
- ^محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (1420 هـ)، مفاتيح الغيب = التفسير الكبير (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 34، جزء 31. بتصرّف , 11/08/2021