محمد فهد الشوابكة
بقلم محمد فهد الشوابكه
الفضاء هو لعبة المليارديرات الا ان الكثير يعتقدون ان عليهم التركيز على جعل الأرض أفضل بدلاً من التخطيط لبناء مستوطنات على المريخ.
وهذه وجهة نظر منتشرة حول الأنشطة الفضائية الحالية والاستثمارات في هذا القطاع.
وفي الواقع، يعتبر الكثير من الناس الفضاء مجرد ترفيه وإهدار للمال والموارد ومنافسة عقيمة بين أمثال إيلون ماسك وجيف بيزوس وريتشارد برانسون.
وذلك بمساهمة التغطية الإعلامية والدعاية حول سياحة الفضاء، والتي تكلف ملايين الدولارات.
ومع ذلك، فان ذلك افتراض غير صحيح، فقد أصبح الفضاء جزءًا لا يتجزأ ولا مفر منه في اقتصاد أي بلد.
ومن الواضح أن السياحة الفضائية تتصدر عناوين الأخبار الجديدة والمشاركات المسلية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهناك الكثير من الأحداث التي ستؤثر فعليًا على حياتنا في المستقبل، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة، كما سيخلق اقتصاد الفضاء فرصًا في المدار وخارجه، وكذلك على الأرض.
والان دعونا نعود قليلا الى الوراء فكر في الفضاء اليوم تمامًا كما كنت تفكر في الإنترنت قبل 30 عامًا.
ومثلما مكن الإنترنت من رقمنة الاقتصاد وخلق اكتشافات وفرص لم يكن من الممكن تصورها، سنعيش نفس هذا التحول مع الفضاء.
حيث بدا الأمر ببحث ودراسة كوننا بمراقبة هابل والآن تلسكوب جيمس ويب الفضائي ومن ثم الاكتشافات المستقبلية بفضل، التجارب التي أجريت على الجاذبية الصغرى في محطة الفضاء الدولية.
وحيث ان البحث في الفضاء يحسن حياتنا على الأرض، كما وتجلب أبحاث الفضاء المعرفة والاكتشافات والتحسينات في حياتنا اليومية ضرورة للمستكشفين المستقبليين لنظامنا الشمسي الذين سيستقرون على القمر والمريخ وما وراءهما.
وقد يبدو هذا وكأنه خيال علمي، ولكن في الواقع توجد بالفعل العديد من المبادرات، بما في ذلك مبادرات العديد من رواد الأعمال، لتخطيط بنية تحتية مستدامة على القمر.
وسيكون هذا إنجازًا مثيرًا للاهتمام للعالم العربي وخاصة دول الخليج، حيث أن القدرة على الحفاظ على الحياة في بيئة قاسية مثل القمر يمكن أن تقدم حلولًا هنا على الأرض.
فهناك تشابه واضح بين تحديات الظروف القاسية والندرة التي قد يجدها المرء على القمر أوعلى المريخ والتحديات التي يواجهها المرء في الصحراء فكلاهما يتطلب إرادة وتصميم على تحسين الموارد.
وفي الواقع، يمثل أمن الطاقة والأمن الغذائي والأمن المائي تحديات رئيسية للحياة على سطح القمر، كما أنها تحديات تواجه العالم العربي.
من هنا فان الحلول المقدمة والتقدم المحرز للحفاظ على الحياة والنظم البيئية على القمر، مثل الزراعة وتحسين الطاقة، هي نفسها ما هومطلوب على الأرض فلماذا لا نباشر بها.