| آخرهم وحيد حامد.. فنانون تركوا منازلهم وعاشوا داخل غرف الفنادق

حين تراه للمرة الأولى تقتنع بلطفه ونظراته المحايدة، مع شيء من القلق أنّه إنسان هادئ بسيط يُفضل أن يعيش ويفكر ويعمل في منأى عن الصخب، أما إذا احتاج إلى هذا الصخب فإنّه يفضل أن يلتقيه بعيدًا من العمل في أمسية ترفيه أو عشاء بين الأصدقاء، لذا اختار الكاتب الراحل وحيد حامد، الذي توافق اليوم ذكرى رحيله، الإقامة بشكل شبه دائم بفندق في وسط البلد، منذ عام 1974، والذي اتخذه كاستراحة يصفي فيه ذهنه.

وحيد حامد يعيش في فندق

كان الكاتب الراحل وحيد حامد اعتاد الإقامة بشكل شبه دائم في ركن أمام نهر النيل داخل فندق بوسط القاهرة، بعيدًا عن الصخب، ويكتفي بأوراقه وفنجان قهوته المفضلة التي اعتاد أن يرتشفها شيئًا فشيئًا داخل غرفته ثم يترك العنان لخياله الخصب، ويبدع في كتابته التليفزيونية والسينمائية، وبعد 37 عامًا تعنتت إدارة الفندق ورفعت قيمة الإيجار السنوي للغرفة إلى 400 ألف جنيه، بدلًا من 120 ألف جنيه بعام 2010.

ولم يكن وحيد حامد هو الوحيد داخل الوسط الفني الذي اتخذ من الفندق مسكنًا دائمًا له، إذ حوّل العديد من النجوم سكنهم المؤقت داخل غرف الفنادق إلى سكن دائم يمضون فيه بقية حياتهم أو الجزء الأكبر منها لظروف اختلفت بين فنانٍ وآخر.

الفنان أحمد زكي

وعلى الرغم من امتلاكه شقة فارهة بالمهندسين، إلا أنّ الفنان أحمد زكي قرر في فترة الثمانينيات أن ينتقل للإقامة الدائمة بأحد فنادق القاهرة الكبرى، حتى أصبح الجناح الذي يقيم فيه (الغرفتان 2006-2007 بالدور الـ20) هو عنوانه وبيته الدائم الذي لم يغادره مطلقا باستثناء مرات محدودة سافر خلالها داخل أو خارج مصر.

كان نجله الراحل «هيثم» سببًا في ترك شقته بالمهندسين والإقامة بالفندق المطل على النيل بحسب لقاء تليفزوني نادر للفنان أحمد زكي، حكى خلاله عن تجهيز غرفة لنجله الوحيد ليعيش معه في نفس المنزل إلا أنّه رفض، وفضّل الإقامة مع جدته التي شعر معها بإحساس الأمومة بعد وفاة والدته، يقول الراحل: «عندي شقة بس الظاهر مكتوب عليا أبقى راجل فندقي لأني أول ما جيت من البلد قعدت في بنسيون وكان نجمة واحدة وكل ما اشتهر بقعد في نجمتين 3 لحد ما بقيت في 5 أو 6، أنا كلمته وأنا عامل بيت وعملتله أوضة فيها كمبيوتر وكل حاجة عشان يجي يقعد معايا، وده اللي بيخليني أروح أقعد في فنادق».

الفنان عمر الشريف

بعد انفصال عمر الشريف وفاتن حمامة عام 1967، قرر أن يقضي ما تبقى من عمره مُتنقلًا بين الفنادق، وعاش بها نحو 48 عامًا كاملة، فلم يملك الفنان الراحل عمر الشريف عنوانًا ثابتًا، ولا رقم هاتف محمولًا، وتنّقل بين عواصم العالم، داخل غرف الفنادق المختلفة، يقول في تصريح نادر لأحد المجلات الألمانية: «منذ الطلاق أقيم مع حقائبي في فندق، أغراضي ليست كثيرة لذلك فحقيبتي دائمًا جاهزة، وأتناول وجبة العشاء فقط على مدار اليوم وأستغنى عن الإفطار والغداء، لذا أرى الأمر سهلًا».

الفنانة صباح 

أما الفنانة صباح ظلت تهرب من الوحدة وتبحث عن الونس في آخر أيامها، فقررت أن تبيع شقتها التي عاشت بها وانتقلت إلى الإقامة بأحد الفنادق بمنطقة الحازمية في لبنان، تقول «صباح» في لقاء تليفزيوني: «كل ما أفتكر إني بيعت شقتي أحزن، لكن أنا حاسة إني أفضل هنا في الفندق وحاسة بأمان لأني بخاف أعيش وحيدة في شقتي، وليا أصدقاء مخلصين بيمروا عليا من وقت للتاني».

الفنان سمير صبري 

30 يومًا كانت مدة إقامة الفنان سمير صبري داخل أحد فنادق القاهرة، والتي فضّل أن يقيم بها في آخر أيام حياته، بعدما خرج من المستشفى التي كان محبوسًا داخل جدرانها ينتظر أملًا في الشفاء، إذ كشفت الفنانة سميرة أحمد في تصريحات سابقة لـ«» أنّ الفنان الراحل كان يشعر بالتشاؤم من العودة إلى منزله مرة أخرى بعد خروجه من المستشفى، وهو ما دفعه إلى الإقامة داخل الفندق: «كان متشائم جداً إنه يقعد فى البيت، وماكنش راضى يقولنا ليه، وهو كان مرتاح في الفندق، خصوصًا أنّه كان هناك فيه خدمة وراحة والناس حواليه ومحدش بيسيبه أبدًا».