وسط بانوراما التطوير والتجميل، وبإحدى مناطق لؤلؤة الجنوب أسوان، ظهرت «آية» بـ«الجرجار النوبي» والحجاب، وهي تتجول في شوارع أسوان، وتروج لسحر وجمال المحافظة، مرتدية في أقدامها عجل «الرول سكيت»، تسير به وكأنّها فراشة تحلق على الأرض، لتشجيع الفتيات الآخريات على النزول دون خجل من أحد.
«جرجار نوبي» في شوارع أسوان
آية أمين، قائد فريق «أسوان سكيترز»، بدأت ممارسة رياضة الـ«سكيت» في عمر الثامنة عن طريق «التعلم الذاتي»، لتتوقف بعدها لفترة طويلة، حتى عادت إلى «السكيتينج» مرة أخرى قبل نحو عام، طريق تدريب الأطفال والفتيات بشكل فردي، ونشر مقاطع الفيديو المصورة عبر صفحتها الشخصية: «كنت بنشر فيديوهات السكيت على صفحتي، ولما بدأت تنتشر لقيت بنات كتير حابة تتدرب وتعلم، فعملت جروب على فيس بوك عشان نجمع بعض».
حاولت «آية» الترويج لسحر وجمال أسوان بالفيديو المنتشر بين رواد السوشيال ميديا، تقول لـ«»: «البلد جميلة، وفكرت أروج لمحافظتي عن طريق السكيت والجرجار، وده الزي التقليدي للنوبيين في أسوان، وفعلا نزلنا واتصورنا بالسكيت وإحنا لابسين الجرجار، منها بنروج لسحر وجمال أسوان، ومنها بنعمل الحاجة اللي بتحبها».
قررت صاحبة الـ21 عامًا، تدريب الفتيات على رياضة «السكيت» بعد أن لاحظت اقتصارها على الشباب فقط خاصة في أسوان: «عندنا في الصعيد كان صعب يقبلوا إن البنت تنزل وتسكيت» بحسب «آية»، التي بدأت التدريب في شوارع المحافظة بشكل مبدئي قبل فتح ورشة خاصة للتدريب.
ورشة مغلقة لتدريب الفتيات على «السكيت»
تشجيع الفتيات على الخروج من المنزل والاستمتاع بالحياة والمناظر الطبيعية وممارسة رياضة «السكيت» بشكل خاص، دفع الفتاة العشرينية للانتقال من التدريب في الشارع إلى إنشاء ورشة خاصة مغلقة لتدريب الفتيات فقط منذ 3 أشهر: «حبيت الموضوع يكبر شوية، واخترت المكان يكون مقفول عشان البنات اللي بتتكسف تتدرب في الشارع، عشان الوقعات الكتير اللي بيواجهوها في الأول».
في يوم الجمعة من كل أسبوع، تنطلق «آية» بصحبة فريقها الذي يزداد عدده يومًا بعد يوم لممارسة رياضة «السكيت» في الشوارع دون خجل، بعد التدريب الجيد داخل الورشة على الثبات أثناء ارتداء عجل «الرول سكيت»، ويخططن خلال الفترة المقبلة للسفر إلى الأقصر لقضاء يوم مميز في شوارع المدينة.
وتشرف «آية» على تدريب الفتيات بمساعدة الكابتن حبيبة ياسر، وتشترط ابنة محافظة أسوان ألا يقل عمر الطفل عن 5 سنوات: «مفيش شروط للتدريب، ومش لازم الطفل ييجي معاه السكيت بتاعه عشان متاح عندي الإيجار، وفي أطقم للحماية بتتلبس في الكوع والركبة وكف الإيد عشان نتجنب الإصابات».
تشجيع أهل أسوان لـ «آية»
بحسب «آية»، قليلًا ما تتعرض الفتيات للانتقادات من قبل البعض أثناء ممارسة رياضة «السكيت» بشوارع أسوان، حيث تتلقى الكثير من التشجيع والتعليقات الإيجابية من الشباب في أعمارها: «أغلب الكلام بيبقى تشجيعي وإيجابي وقليل أوي لما حد بيقولنا أي انتقادات».
وبخلاف الدراسة في كلية التجارة بجامعة أسوان، دائمًا تعكف الشابة العشرينية على التعلم والقراءة في رياضة «السكيت» حتى تستطيع تطوير نفسها وقوة فريقها: «أنا دايما بقرأ عن مكونات السكيت ودايمًا في حاجات جديدة بتطلع وأنواع جديدة، فلازم الكابتن يكون على علم بيها».