«الطلاب يجلسون داخل الفصول، أمامهم الكشاكيل والكراسات والأقلام، ينظرون باهتمام إلى ما يلقيه عليهم المدرسون من دروس مختلفة ويتابعون بأعينهم الشرح على السبورة».. تلك هي الصورة النمطية المعتادة عن التدريس داخل المدارس والحضانات بجميع المحافظات، إلا أن «آية» قررت تخرج عن المألوف، لتدرس لطلابها في الحضانة بطريقة غير تقليدية بهدف توعيتهم بتغييرات المناخ وما يحدث حولهم تزامنًا مع قرب انطلاق مؤتمر «كوب 27».
تحكي آية عصام، مديرة إحدى الحضانات، أنها فكرت في تعليم الأطفال الزراعة منذ عام 2013، إذ بدأ ببعض الزيارات الميدانية للأطفال للغيطان والمشاتل، ومعايشة أصحاب المهن المختلفة مثل الفلاح والجزار والبقال والخباز، قائلة لـ«»: «الطفل لما يشوف الحاجة قدامه، أفضل كتير من الكلام، عشان كده باخدهم في رحلات ترفيهية وتعليمية في نفس الوقت».
رحلات ميدانية للغيطان
اتخذت «آية» عدة خطوات، تمهيدًا لتعليم الأطفال الزراعة، بداية من اصطحابهم لزيارة الغيطان، في عيد الفلاح، مع ارتدائهم للزي الفلاحي، كمعايشة كاملة لتوسيع إداركهم بالعالم الخارجي، برؤية الفلاح وهو يحرث الأرض، بحسب كلامها: «بخلي الأطفال يساعدوا الفلاحين في زراعة الأرض، ويمسكوا الطينة بإيديهم عشان يتعلموا، والمزارعين كمان بيقدموا ورش تدريبية لكيفية الزراعة في القصاري».
وفي ظل مبادرة «اتحضر للأخضر»، كثفت «آية» جهودها مع الأطفال، لتعليمهم الزراعة نظريًا وعمليًا، بالقيام برحلات للمشاتل في القناطر الخيرية، وزراعة بعض المحاصيل التي تصلح للنمو في القصاري: «كل طفل بياخد القصرية اللي زرعها معاه عشان يرعاها لحد لما تكبر»، وفي نهاية اليوم يتجمع الأطفال لمشاركة بعضهم البعض في تناول الطعام، مع التقاط صور تذكارية توثق يومهم الجميل.
ورش لتعليم الأطفال الزراعة
تختار «آية» الأطفال على حسب أعمارهم، فتبدأ من سن الـ3 سنوات، حتى يكون لديهم القدرة على الاستيعاب، لتعليمهم الزراعة من خلال الورش، أما عن الرحلات الغيطان، لا تتجاوز الـ20 طفلًا: «أنا باخد 6 ميسات، وكل واحدة مسؤولة عن 3 أو 4 أطفال، من أول ما نركب الأتوبيس لحد لما نرجع من الزيارة».